بالنسبة للقناة الوطنيّة، مسبار وكالة ناسا لم يصل للمريخ!

لم يحظى نزولُ مسبار برسفيرنس على سطح المريّخ بنجاح، أمس 18 فيفري 2021، بمتابعة اعلاميّة تونسيّة تُذكر رغم أنّ البشرية حبست أنفاسها للسبع دقائق الأخيرة قبل تأكيد وصول المركبة، في بثّ مباشر تؤمنه وكالة الفضاء الأمريكية ناسا وتناقلته القنوات العالمية، بينما اهتمّت القنوات التونسية ( بينها مؤسسات عمومية ممولة من دافعي الضرائب) بدلا عن ذلك باعادة بثّ مسلسلات قديمة تعود على أفضل تقدير لستني 2003 و 2008 أوّ برامج "المشاهير" التي تطرح فيها أسئلة ثقافية هامة مثل "كيف تعرّفت على زوجتك؟"
بتأخير بـ24 ساعة، قررّت الوطنية الأولى ايلاء الحدث العلميّ الأهم في السنوات الأخيرة حيزا من نشرة أنباء الثامنة، فتفاجئ مشاهدو النّشرة بأن الخبر المضّمن على الشاشة هو نزول مسبار برسفيرنس (المثابرة) على سطح كوكب... الأرض؟

خطأ عاديّ يمكن أن يحدث في أي مؤسسة- لكنّه أحال الاهتمام الى رداءة المضمون الاعلامي الذي تقدّمه القنوات التونسية، العمومية والخاصة على حد سواء.
شاهد العالم أمس (التاسعة و55 دقيقة بتوقيت تونس) البث المباشر لوكالة الفضاء الأميركية أين تم تأكيد هبوط مركبة الفضاء بيرسيفيرانس في فوهة جيزيرو شمالي الخط الاستوائي للمريخ بنجاح على سطح كوكب المريخ، في فرح وفخر غمرا مقرّ المراقبة الذي شهد تصفيق اعلاميي ومُهندسي الوكالة بحرارة للانجاز التاريخي.
الهدف الرئيسي للمهمة هو البحث عن أدلة على حياة سابقة محتملة على الكوكب الأحمر ككائنات ميكروبية ربما نمت على الكوكب قبل حوالي 3 مليارات عام، عندما كان الكوكب أكثر دفئا ورطوبة وربما أكثر قابلية للحياة عليه.

ع.ق