alexametrics
الأولى

بمعدل 5 وفايات و300 اصابة في اليوم – مؤشرات تدق ناقوس الخطر

مدّة القراءة : 4 دقيقة
بمعدل 5 وفايات  و300 اصابة في اليوم – مؤشرات تدق ناقوس الخطر

 يبدو أنّه يوجد فرق بين اللحظات القليلة من الرّهبة التي  تلي بلاغ وزارة الصحة اليومي، وبين  تصرفات اليوم التالي حيثُ لا اثر للتباعد والحيطة في المطاعم والمقاهي  والحانات – بينما يحترمُ البعض اجراءات الوقاية مُضطرين، في المساحات الكبرى  والبنوك وغيرها من المنشات التي تفرض الكمامة. لحظات من الخوف تنتهي بمجرد المرور الى موضوع اخر رغم أن تونس أضحت تسجل معدل 5 وفايات يوميا.

 

747 حالة إصابة جديدة  رقم مرعب كان ليخلق حالة من  الرعب  لو كان السياق مغايرا وأُعلن عن هذا الرقم في شهر ماي أو أفريل. حالة عامة من اللامبالاة ومزاج من الانكار لهذا الخطر الذي يتزامن مع العودة المدرسية والجامعية والموسم الشتوي. بلغ  العدد الجملي للحالات 7382  منهم 5090 حالة نشيطة تؤذن بخطر الانتشار السريع والأفقي  للفيروس في 24 بؤرة وبائية. ما سجل ارتفاعا كذلك هو عدد الوفايات الذي وصل الى 117 حالة منها 67 منذ فتح الحدود في جوان 2020. ارتفع كذلك  عدد المرضى في المستشفيات الذي بلغ 131 من بينهم 30 مريضا بأقسام العناية المركزة و11 تحت جهاز التنفس الاصطناعي، وسجلت تونس 287 اصابة في صفوف مهنييّ الصحة  كما سُجل الفيروس في عدة مؤسسات ومصلنع ومدارس ومحلات مما يعني بدء الانتشار المجتمعي كما وصفته نصاف بن عليا التي أكدت  أن  الوضع الحالي يتميز بالانتشار السريع في عدة بؤر للفيروس أحدعا وصل الى 350 مريضا في بؤرة واحدة بنما سجلت بن عروس أكثر من 900 حالة، متابعة أن الوضع حرج لكنه تحت السيطرة. المدير العام لمعهد باستور هاشمي الوزير من جهته أعلن أن تونس حاليا مرّت إلى المرحلة الثالثة من تفشي فيروس كورونا، وهي مرحلة تكثر فيها بؤر الفيروس، ما يؤدي إلى انتشار العدوى خاصة الأفقية تليها المرحلة الرابعة.

عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا المستجد حبيب غديرة أكد إن تونس تمر حاليا بمرحلة التفشي المجموعاتي لمرض كوفيد 19 وقد تطورت المرحلة من مرحلة بؤر لتفشي الوباء إلى إصابات وحلقات عدوى في إطار مجموعات وهو ما يصعب عمل مصالح الصحة للتقصي عن الاصابات ورصدها. وتابع أن مصالح وزارة الصحية لا يمكنها التدخل لرصد جميع الحالات، داعيا في هذا الصدد المواطنين إلى التوقي من الاصابة والالتزام بالاحتياطات والتدابير اللازمة، على غرار التقيد بالبروتوكول الصحي وتطبيقه في الاماكن والفضاءات العامة المفتوحة والمغلقة. وحذر غديرة من المرحلة الخطيرة التي قد تصل إليها تونس من خلال تفشي الفيروس بصفة سريعة وتسجيل العديد من الحالات التي تستوجب الايواء بالمستشفيات التي لا تتجاوز طاقة استيعابها حاليا الـ450 سرير انعاش بكافة المؤسسات الصحية. وأكد أن الازمة الصحية المتعلقة بتفشي فيروس كورونا لا ترتبط فقط بعدد أسرة الانعاش لإيواء المصابين المستحقين لذلك، إنما ترتبط كذلك بنقص الاطار الطبي وشبه الطبي اللازم للعناية بالمرضى المصابين بمرض كوفيد-19 بأقسام الانعاش.

مدير عام الهياكل الصحية بوزارة الصحة محمد مقداد، نفى أن تكون تونس قد تجاوزت طاقة استيعاب أسرة الإنعاش معلقا «نحن بعيدون كل البعد عن امتلاء أسرة إنعاش مرضى كوفيد حاليا»، موضحا أنه «إلى حدود الثامنة من مساء يوم الجمعة هناك 33 سرير إنعاش شاغر من بين 150 سرير إنعاش تم تخصيصها لمرضى كوفيد 19 من إجمالي 440 سرير إنعاش متوفرة بالمستشفيات التونسية». وأكد أن العمل جار من أجل تعزيز الموارد البشرية في المؤسسات الصحية العمومية، خاصة إثر تسجيل عدد من الإصابات بفيروس كورونا في صفوف الإطارات الطبية وشبه الطبية.

 

مع تسجيل أول حالة covid-19 وافدة من ايطاليا يوم 2 مارس2020، دخلت تونس المرحلة الوبائية الأولى التي تتضمن وجود الفيروس على الأراضي الوطنية ولكن في حالات معزولة ووافدة من الخارج. في هذه المرحلة واصلت الدولة اجراءات الخطة الوطنية الاستراتيجية مع مراقبة مستمرة للمصاب عدد 1 أصيل ولاية قفصة القادم على متن باخرة من ايطاليا، حيث تم نقله لمستشفى سهلول بسوسة وباشر مرصد الأمراض الجديدة والمستجدة عملية التقصي وتحديد الأشخاص الذين قد تشملهم العدوى بسبب تواصل مباشر مع المريض. الهدف في هذه المرحلة هو ايقاف دخول الفيروس وتحديد الحالات الأولية.

 

 أما المرحلة الثانية فانطلقت  مع بلوغ 20 حالة اصابة بالفيروس (16 حالة)، مع تسجيل أول حالة عدوى داخلية حيث أعلن شكري بن حمودة مدير الصحة الاساسية بوزارة الصحة انذاك أن مواطنا من منطقة غمراسن يبلغ من العمر 64 سنة تأكدت اصابته، ثم اصابة زوجته. لاحقا تم الاعلان عن اصابة شقيقه، وحاليا وفق اخر الأرقام المحينة يوجد 8 حالات عدوى. في هذه المرحلة وفق المتعارف عليه تمر الدولة الى اجراءات أكثر تقدما مثل تأجيل التظاهرات والندوات واغلاق المدارس والجامعات وتعليق الرحلات الجوية مع المناطق المصنفة خطرة مع تشديد الاجراءات في المطارات. في هذا الرابط تجدون الدفعة الأولى من الاجراءات التي قررتها تونس فور الاعلان عن حالات عدوى داخلية. في هذه المرحلة الهدف هو الحد من انتشار الفيروس وايقاف تفشيه لربح الوقت الى غاية تقديم حلول طبية،  عبر فرض الحجر الصحي والتقصي حول الأشخاص المحتملين واجراء تحاليل للمشتبه في اصابتهم. في هذه المرحلة تتبنى الدولة خطة اتصالية متقدمة وهو مافعلته وزارة الصحة التي تنظم نقطة صحفية يومية. لاحقا، تسجل الدولة تسارعا في عدد الحالات الجديدة وانتشارا واسعا للفيروس. يكون الهدف هو السيطرة على الاثار السلبية للتفشي الواسع للفيروس والمرور للحجر الصحي الاجباري لمناطق واسعة، أو تخصيص مساحات خاصة بالحجر تحت مراقبة الجيش، مع اغلاق الحدود.

 

 

نحن حاليا في المرحلة الثالثة التي انطلقت منذ فتح الحدود وتسجيل الاصابات المحلية  والانتشار السريع والمجتمعي. أما المرحلة الرابعة  فهي اخر المراحل اذ تسجل الدولة انخفاضا في سرعة تفشي الفيروس ونقصا في عدد الحالات الجديدة. تبدأ الأمور بالعودة الى الطبيعة تدريجيا مع تقييم للخسائر وتأثير الأزمة.هذه المرحلة هي مرحلة السيطرة على الفيروس لكنها لا تعني نهايته كليا وقد عاشتها تونس في جوان الماضي مع تسجيل 0 حالة ثم عادت خُطوة الى الخلف مع تعقد الوضع الوبائي اثر فتح الحدود.

 

عبير قاسمي

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter