alexametrics
الأولى

تونس محط أنظار العالم

مدّة القراءة : 7 دقيقة
تونس محط أنظار العالم

 

منذ اعلان رئيس الجمهورية قيس سعيد يوم الاحد 25 جويلية 2021 تفعيل الفصل 80 من الدستور و الذي بمقتضاه تم تجميد أعمال البرلمان و اعفاء رئيس الحكومة من منصبه ، أصبحت تونس محط أنظار العالم اذا كان الإعلان بمثابة المفاجئة للدول الصديقة و الشقيقة و لم يكن متوقعا احداث تغيير سياسي في هذه المرحلة .

و اختلفت المواقف بين المساندة مساندة مطلقة ، الحذر و المساندة بشروط ، و سارعت الدول في اتصالاتها مع مسؤولي الدولة و على رأسهم رئيس الجمهورية لمحاولة فهم ما وقع و بناء موقف إزاء هذه التغيرات ، و تتابع الدول حول العالم الأوضاع السياسية في تونس بالنظر الى العلاقة الاقتصادية و السياسية التي تجمعها ببلادنا و بالنظر أيضا الى موقع تونس الاستراتيجي على ضفة المتوسط و بالنظر أيضا الى حدودها مع ليبيا و الجزائر .

بالنسبة الى مصر فقد كان الموقف واضحا منذ البداية ، فالخارجية المصرية عبرت في بلاغ لها يوم 1 أوت 2021 عن تضامن مصر مع الشعب التونسي وتطلّعاته المشروعة مؤكّدة ثقتها في حكمة وقدرة الرئيس قيس سعيد على العبور بالبلاد من هذه الأزمة في أقرب وقت ، و أكد كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي و وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة   على دعمهما الكامل لرئيس الجمهورية قيس سعيد :" ولكل ما من شأنه صون الاستقرار في تونس وإنفاذ إرادة واختيارات الشعب التونسي".

و بالإضافة الى الاتصالات الهاتفية التي جمعت رئيس الجمهورية قيس سعيد بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أدى رمطان لعمامرة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج الجزائري، زيارة الى تونس يوم 1 أوت الماضي التقى خلالها الرئيس قيس سعيد و كان محمّلا برسالة شفوية من الرئيس الجزائري .

و أدى وزير خارجية مصر سامح شكري تونس زيارتين الى تونس أسبوع واحد  منذ اعلان رئيس الجمهورية اخرها يوم أمس الثلاثاء و كان أيضا محمّلا برسالة شفوية موجّهة إلى رئيس الدولة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي  و قال وزير الخارجية عقب هذا اللقاء أن :" رسالة عبد الفتاح السيسي تؤكّد الدعم الكامل من قبل جمهورية مصر العربية لتحقيق إرادة الشعب التونسي الشقيق والإجراءات التي تتخذ من قبل الرئيس لتحقيق الاستقرار والأمن وإرادة الشعب التونسي في إطار دستوري سليم واستمرار تعزيز مؤسسات الدولة التونسية'' .

و أكدت ليبيا دعمها المطلق لقرارات قيس سعيد و هو ما أكده عبد الله اللافي، نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي في لقاء جمعه برئيس الجمهورية يوم 29 جويلية 2021 بقصر قرطاج ، و التقى رئيس الجمهورية قيس سعيّد،يوم الجمعة 30 جويلية 2021 بقصر قرطاج، الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود، وزير الخارجية بالمملكة العربية السعودية و خلال هذا اللقاء أكد الأمير السعودي احترام المملكة العربية السعودية لقرارات التي اتخذها رئيس الجمهورية وكلّ ما يتعلّق بالشأن الداخلي التونسي و هو :"أمر سيادي " حسب تعبيره ، أيضا عبر وزير الخارجية السعود عن ثقة بلاده في قدرة القيادة التونسية على تجاوز هذا الظرف بما يحقق العيش الكريم والازدهار للشعب التونسي مؤكدا وقوف  المملكة العربية السعودية إلى جانب تونس في كل ما يدعم أمنها واستقرارها وفي مواجهة التحديات التي تعترضها. كما دعا المجتمع الدولي إلى معاضدة جهود بلادنا في هذه الظروف الاقتصادية والصحية الصعبة.

من جانبها أكدت الامارات دعمها للشعب التونسي  حيث  أكد وزير الخارجية الإماراتي في مكالمة هاتفية جمعته بعثمان الجرندي، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج يوم 29 جويلية 2021   دعم بلاده لكل ما فيه مصلحة تونس وشعبها والثقة في قدرتها على  تجاوز هذا الظرف الدقيق بما يحفظ أمنها واستقرارها ويساعد مؤسسات الدولة  على استعادة  سيرها الطبيعي بما يسهم في تحقيق رفاه الشعب التونسي ، و :" أن دولة الإمارات العربية المتحدة سنواصل وقوفها إلى جانب تونس في مواجهتها لتداعيات جائحة كوفيد 19 وتجاوزها " .

و دعت قطر في بيان لها يوم الاثنين 26 جويلية 2021  أطراف الأزمة التونسية إلى تغليب صوت الحكمة وتجنب التصعيد مشيرة الى متابعتها تطورات الازمة السياسية في تونس بعد اعلان رئيس الجمهورية قيس سعيد تفعيل الفصل 80 من الدستور و تجميد اعمال مجلس نواب الشعب .

و دعا البيان كافة أطراف الأزمة إلى إعلاء مصلحة الشعب التونسي الشقيق وتغليب صوت الحكمة وتجنب التصعيد وتداعياته على مسيرة تونس وتجربتها التي نالت الاحترام في المحيطين الإقليمي والدولي ، أيضا عبرت قطر عن أملها في أن تنتهج الأطراف التونسية طريق الحوار لتجاوز الأزمة وتثبيت دعائم دولة المؤسسات وتكريس حكم القانون في الجمهورية التونسية الشقيقة و الى  الحفاظ على استقرار تونس وتحقيق طموحات وتطلعات شعبها الشقيق في المزيد من التقدم والازدهار.

و عبرت وزارة الخارجية التركية في بلاغ لها صباح يوم الاثنين 26 جويلية 2021 عن قلقها إزاء التطورات الأخيرة في تونس بعد تفعيل رئيس الجمهورية للفصل 80 من الدستور و تجميده لأعمال مجلس النواب و الذي يمثل :" إرادة الشعب " وفق نص البلاغ .

و أشار بلاغ الخارجية التركية الى مكانة تونس و التي تمثل قصة نجاح نموذجية منذ الثورة و إرساء الانتقال الديمقراطي مؤكدة ان الشعب التونسي قادر على تجاوز هذا التحدي ، أيضا قالت الخارجية التركية انها ستواصل مساندة تونس و التي تربطها بتركيا روابط تاريخية .

و عبر المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن عن رفضه لتجميد عمل البرلمان التونسي و الذي وصفه بتعليق :" العمل الديمقراطي في تونس و كتب على صفحته على موقع تويتر : “نرفض تعليق العملية الديمقراطية وتجاهل الإرادة الديمقراطية للشعب في تونس الصديقة والشقيقة و ندين المحاولات الفاقدة للشرعية الدستورية والدعم الشعبي " .

 الاتحاد الأوروبي و الذي يتابع عن كثب تطورات الاحداث في تونس  متابعته لتطور الأوضاع في تونس دعا في بلاغ له صباح يوم الثلاثاء 27 جويلية 2021 الى التمسك و المحافظة على أسس الديمقراطية و سيادة القانون و الدستور و الاطار التشريعي مع الاستمرار في الاستماع لمطالب و تطلعات الشعب التونسي ، و دعا أيضا الى عودة الاستقرار المؤسساتي في أقرب وقت ممكن مع استئناف النشاط البرلماني و احترام الحقوق الأساسية و الامتناع عن جميع اشكال العنف ، مؤكدا مواصلته في متابعة تطور الوضع عن كثب  :" مع التذكير بالدعم الكبير الذي قدمه الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه لتونس في سياق جائحة وأزمة اقتصادية كبيرة " و قال الاتحاد الأوروبي في بلاغه أن :" الحفاظ على الديمقراطية واستقرار البلاد من الأولويات " .

و في خصوص موقف الولايات المتحدة الامريكية تباحث مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان مع رئيس الجمهورية قيس سعيد، الأوضاع العامة في البلاد في نقاش دام ساعة يوم الخميس الماضي و أكد سوليفان خلال هذا الاتصال عن دعم الرئيس الأمريكي  بايدن للشعب التونسي وللديمقراطية التونسية القائمة على الحقوق الأساسية والمؤسسات القوية والالتزام بسيادة القانون.

ودعا مستشار الأمن الأمريكي الرئيس قيس سعيد إلى ضرورة رسم الخطوط العريضة للعودة السريعة إلى المسار الديمقراطي في تونس. وأكد سوليفان أنّ هذا سيتطلب تشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت ممكن، بقيادة رئيس وزراء قادر على تحقيق الاستقرار في الاقتصاد التونسي ومواجهة جائحة كوفيد-19، فضلاً عن ضمان عودة البرلمان التونسي في الوقت المناسب لنشاطه.

و جدد  مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان  وقوف الولايات المتحدة إلى جانب تونس مُعربا عن استعداد بلده لمضاعفة جهودها لمساعدة تونس على التحرك نحو مستقبل آمن ومزدهر وديمقراطي.

و تصريح لقناة الجزيرة  عبر بلينكن  عن مخاوفه من إمكانية خروج تونس عن الخريطة الديمقراطية و اتخاذ إجراءات من الممكن ان تتعارض مع الدستور على غرار ما وقع من تجميد لأعمال البرلمان .

و أكد وزير الخارجية الأمريكي ان بلاده مدركة للمعاناة التي يشكو منها الشعب التونسي بسبب الازمة الصحية و الأوضاع الاقتصادية  :" تونس بحاجة إلى حكومة ، بالطبع ، تستجيب لاحتياجاتها ، لكن يجب أن يحدث ذلك بطريقة تتفق مع الدستور وتحترمه "

و في اتصال هاتفي جمعه برئيس الجمهورية قيس سعيد دعا الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، يوم الاثنين 26 جويلية 2021، إلى ضرورة استعادة الهدوء والاستقرار في تونس و أشار أبو الغيط "الاهتمام الكبير الذي تحظى به التطورات التونسية من جانب الجامعة العربية ومن جانب الرأي العام العربي كافة". وأعرب عن "دعم الجامعة العربية الكامل للشعب التونسي، وعن تمنياتها لتونس بسرعة اجتياز المرحلة المضطربة الحالية، واستعادة الاستقرار والهدوء، وقدرة الدولة على العمل بفعالية من أجل الاستجابة لتطلعات ومتطلبات الشعب". في نفس السياق دعت  الأمم المتحدة، جميع الأطراف في تونس الى ضبط النفس والامتناع عن العنف وضمان الهدوء.

مواقف الدول من الإجراءات الأخيرة التي اتخذها رئيس الجمهورية قيس سعيد كانت في مجملها داعمة لإرادة الشعب التونسي في نفس الوقت تراقب هذه الدول بحذر تطورات الوضع في تونس خوفا من خروج تونس من المسار الديمقراطي رغم تطمينات الرئيس قيس سعيد ، و بغض النظر عن هذه التطمينات و عن هذه المواقف لن تعود تونس الى الديكتاتورية ليس بسبب الطبقة السياسية و لا الإجراءات المتخذة بل لأن الشعب التونسي اكتسب درجة كبيرة من الوعي و لن يتخلى لا عن حقوقه و لا عن حرياته التي دفع ثمنها غاليا .

رباب علوي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter