alexametrics
الأولى

قيس سعيد يخسر الاخوان و يربح مصر

مدّة القراءة : 6 دقيقة
قيس سعيد يخسر الاخوان و يربح مصر

يؤدي رئيس الجمهورية قيس سعيد اول زيارة رسمية له الى الشقيقة مصر منذ يوم الجمعة 9 افريل 2021 في زيارة تستمر ثلاثة أيام، وهي سابع زيارة لقيس سعيد الى الخارج  بعد زيارته  العاصمة الليبية طرابلس يوم 17 مارس و كانت  ثاني زيارة لرئيس تونسي منذ سنة 2012، و زيارة عمان لتقديم واجب العزاء بعد وفاة السلطان قابوس  في جانفي 2021، و زيارة رسمية الى قطر استمرت ثلاثة أيام من يوم 14 الى  يوم  16 نوفمبر 2020، و قبلها زار قيس سعيد الكويت يوم 1 أكتوبر 2020  لتقديم واجب العزاء في وفاة أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ، كذلك أدى رئيس الجمهورية  زيارة عمل الى باريس يوم 22 جوان 2020 التقى خلالها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ، وكانت اول زيارة رسمية يؤديها رئيس الجمهورية  الى الخارج الى الشقيقة الجزائر يوم 2 فيفري 2020 بدعوة من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.

 

 ترحيب خاص

زيارة قيس سعيد الى الشقيقة مصر حظيت بترحيب خاص من الجانب المصري انطلقت منذ استقبال قيس سعيد من قبل رئيس الجمهورية المصرية عبد الفتاح السيسي بمطار القاهرة الدولي  و استعراض حرس الشرف المصري الى القمة المصرية التونسية في قصر الاتحادية.

و انطلقت المقارنات بين زيارة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي الى القاهرة  سنة 2015 و زيارات رؤساء دول اجنبية الى مصر و زيارة قيس سعيد و تركزت ابرز اشكال المقارنة على مراسم الترحيب و الأعراف الديبلوماسية في استقبال الرؤساء ،و كان لوضع العلم التونسي الى جانب العلم المصري خلال لقاء السيسي بسعيد دلالة خاصة تبرز نية مصر تجاه تونس و رغبتها في بناء علاقة جديدة لطي صفحة الماضي بعد علاقة التنافر التي شهدتها العلاقات المصرية التونسية سنة 2013 بسبب موقف الرئيس السابق المنصف المرزوقي من إزاحة الرئيس المصري محمد مرسي من الحكم.

 زيارة تاريخية 

و وصفت الصحافة المصرية زيارة قيس سعيد بالتاريخية و تصدر رئيس الجمهورية عناوين الصحف المصرية، و استحوذ على عناوين و تغطيات القنوات الإخبارية، و بغض النظر عن الخطابات الرسمية في لقاء الاتحادية كان لزيارة قيس سعيد الى مسجد الحسين قلعة محمد علي و الى شارع المعز ليلة امس السبت 10 افريل وقع خاص لدى المصريين فان اعتاد التونسيون على زيارات قيس سعيد الميدانية و الى شوارع العاصمة التونسية، تفاجأ المصريون بهذه الزيارة الأولى من نوعها لرئيس عربي.

و قال اشرف ابو الهول مدير تحرير جريدة الاهرام في تصريح لقناة سكاي نيوز اليوم الاحد 11 افريل 2021  :" الرئيس التونسي حفر نفسه في قلوب الشعب المصري واصبح في قمة الحب هرم الحب عند المصريين ".

و زار قيس سعيد  أضرحة الرئيسين المصريين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات و قبر الجندي المجهول و حرص على تدوين كلمات تكريما لروح الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر فكتب :"بسم الله الرحمن الرحيم. وقفت اليوم أمام ضريح الزعيم جمال عبد الناصر ترحما على روحه الطاهرة ومتذكرا مواقفه ومناقبه. كنا في تونس نتابع خطبه، ولا زالت عديد مواقفه حاضرة إلى حد يوم الناس هذا حاضرة في أذهان الكثيرين.. رحمه الله رحمة واسعة وألحقه بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا".

 

 قيس سعيد و سياسة الحياد 

و من خلال زيارة قيس سعيد الى مصر يمكن فهم سياسة قيس سعيد الخارجية و هو الذي يفضل دائما الحياد و الموازنة في المواقف فزيارته الى مصر تأتي بعد زيارة رسمية الى قطر و قد تليها زيارة الى تركيا و الامارات، و يبرز من خلال القمة المصرية التونسية ان الشأن السياسي كان ثانويا امام المشاغل الاقتصادية التي تصدرت اللقاء الثنائي و تجدر الإشارة في هذا السياق الى ان الواردات التونسية بلغت سنة 2019 حوالي 500 مليون دولار فيما بلغت قيمت الصادرات 60 مليون دولار و يعمل الطرفان على مزيد تدعيم العلاقات الاقتصادية الثنائية حسب ما جاء في المؤتمر الصحفي.

و لعل ابرز تصريح ادلى به رئيس الجمهورية قيس سعيد خلال المؤتمر  الذي جمعه بنظيره المصري هو حديثه عن الامن المائي المصري و قوله :"لن نقبل أن يتعرض الأمن المائي لمصر للخطر وكل مواقف مصر تلزمنا " أيضا صرح قيس سعيد في حديثه عن العلاقات الثنائية ان ما يجمع بين تونس مصر "ليس المصلحة المشتركة" بل "المصلحة الواحدة" و هو ما يعبر عن موقف تونسي داعم لمصر في ملف سد النهضة، فبوادر الازمة بين مصر و اثيوبيا بدأت بالظهور ثانية بعد فشل المفاوضات لذلك تبحث مصر عن حلفاء لها للضغط على اديس ابابا و اجبارها على إيقاف ملء و تشغيل سد النهضة، و في الوقت الذي لا تعترف فيه اثيوبيا بحق مصر و السودان في مياه النيل، تبحث مصر عن قرار اممي و افريقي لحل خلاف سد النهضة.

من جانب اخر تباحث قيس سعيد مع نظيره المصري الملفات الإقليمية على غرار الملف الليبي و كانت المواقف متقاربة بينهما و "رافضة للتقسيم " ، و تم التأكيد على ضرورة التصدي الى المخاطر المشتركة التي تستهدف الدول و العمل على مكافحة الإرهاب.

 

و تبدو زيارة قيس سعيد الى مصر زيارة ديبلوماسية هدفها التأكيد على موقف تونس المحايد من القضايا الإقليمية و عدم انضمام تونس الى أي محور، لكن في نفس الوقت لم يتردد رئيس الجمهورية عن ابداء رأيه الداعم لمصر في ملف سد النهضة و هو ما تبحث عنه مصر في الوقت الحالي امام تعنت اثيوبيا و تجاهلها للتحذيرات المصرية، و في الوقت الذي حظيت فيها زيارة قيس سعيد الى مصر بترحيب شعبي، يبدو ان الاخوان و مساندو الرئيس المصري السابق محمد مرسي كانوا ابرز المنتقدين لهذه الزيارة و هو ما عبر عنه الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي "بالخيانة".

رباب علوي

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter