alexametrics
أفكار

لم يكن ذنب الريح ,,هم كانوا أوراقا

مدّة القراءة : 4 دقيقة
لم يكن ذنب الريح ,,هم كانوا أوراقا

 

 

لاحظنا منذ صدور نتائج الانتخابات الرئاسية في دورتها الأولى حملة على الاعلام وخاصة على الكرونيكورات تذكرنا في أجواء اعتصام التلفزة ,,,تخوين وشيطنة والقاء مسؤوليات ,,بدت الحملة وكأنها كانت في كامل استعدادها لا تنتظر الا ان يضغط على زر لتنطلق ,,انطلقت ليلة الإعلان عن نتائج الانتخابات وبدأها من باب المفارقة, الظاهرية فقط ,احد المنتسبين للاعلام ممن تعلقت بهم قضايا رشوة وشبهات تمعش من برويطة شفيق جراية وممن كانوا في نفس الوقت, لكي تكتمل الصورة في سياق المضحكات المبكيات, من أذيال النظام السابق الذي ثارت عليه الناس فيما ثارت على تطبيل ^الصحفيين ^ من فصيلة هذا السيد ورب عمله  القديم ,,وهذا مهم ان يقال لكي تتضح صورة هذا المشهد السريالي الذي نعيشه  اليوم ولو قليلا.. ابتدات الحملة, اذن, من قبل هذا الشخص ولم يكن ذلك في اطار عمليات محاولات التبييض الدائمة الي لا يكل في  السعي اليها  -بكل فشل الحقيقة- بالارتماء  في كل موجة مرتفعة وان كان الاسفاف السياسي والأخلاقي معدنها وهذا في الحقيقة ليس حكرا على هذا الكائن بل على عالم كامل ,من الفاعلين وغير الفاعلين, يزكمون انف الساحة اليوم  ,عالم تمعش من بن علي ثم انقلب ثوريا جدا ولا ترى أحدا يذكره بماضيه سواءا احتقارا أو تعففا وخجلا في مكانه او لاستعماله ضد خصوم  يكرههم المتمعش الدائم لانهم يرجعون له صورته الرخيصة .

لم تنطلق الحملة اذن  في اطار تبييض المتسخين لانفسهم بل في اطار انتقام من زملاء اعتبروهم مسؤولين عن سقوط مرشحهم الذي تجاوزوا المدى المسموح به أخلاقيا في سبيل مناصرته .. المرشح الذي تتعلق به جميع مصالحهم .

انقضت طبعا الأحزاب السياسية والشخصيات الفاشلة في الانتخابات على قارب النجاة هذا الذي لم تكن تحلم به ..ليست هي المسؤولة عن الخسارة بل الاعلام هو المسؤول ,,

النهضة ليست مسؤولة بل الاعلام الذي عرى تمعشها من البلاد وتفقيرها لها وتواطئها مع اقذر ما جاد به النظام السابق هو المسؤول,

 

تحيا ليس مسؤولا بل الاعلام الذي عرى تحالفاته المريبة مع النهضة التي جعلت خزان النداء التاريخي ينصرف عنه  وكذلك الاعلام الذي عرى أسماء الفاسدين وطرق عملهم داخل هذا الحزب الذي انبني على مقاومة الفساد هو المسؤول

 

التيارالديمقراطي ليس مسؤولا بل الاعلام الدي عرى تضاربه الذي جعله يكون مخزونه من الرجعيين الذين يعتبرون انفسهم ثوريين بتماهيه الفكري مع النهضة ودفاعه المستميت عن الترويكا في وقت ما -الوقت القاتل – فيصمت عن حملات تشويه أبنائه ضد بقية الفاعلين ثم ما ان عبر عن موقف مناهض للرجعية-المساواة في الميراث-  حتى انفض من حوله الحزام الذي كونه لنفسه بمد يده للرجعية ومهادنتها ,,

الجبهة غير مسؤولة بل الاعلام الذي عرى واقع الانهاك الفكري والتنظيمي والصبيانيات هو المسؤول ...

 

شماعة مغرية للجميع تمكنهم من التفصي من مسؤولياتهم لعله لاعادة طرح أنفسهم على الناس دونما خجل اذ ليست المشكلة فيهم بل في الاعلام الذي شلكهم كما يقولون والحقيقة ان الاعلام لا يشلك بل هو بمثابة اشعة الايكس فمن كان شبشبا  لا يجب ان يلوم الاعلام انه شلكه كذاك الذي يكسر المرآة ان عكست له صورته القمئة

وقد كانت الأمور لتكون بيسيرة لو لم تلتحق بهذه الحملة لجان حماية الثورة الرقمية وميليشيتها التي راينا عنفها لما كانت تساند النهضة والمؤتمر قبلا ثم كنسها الواقع كما سيكنسها مرة أخرى بعد ان يتم استعمالها وقودا في معركة سلطة

تحدثنا  سابقا عن هذا الشق الفوضوي المكون من ارذل ما افرزت الرجعية الدينية  ومن اقصى ما افرز اليسار من مجلسيين وغيره -وهذا في احسن الحالات اذ الملاحظ ان هؤلاء يحيط بهم حزام من الرثاثة الثقافية والسياسية من كل وجوه الفشل الممكنة والتي قد تتحمل الدولة جزءا كبيرا من المسؤولية عنها في تبخيسها للنظم الدراسية التي أصبحت تنتج منذ مدة طويلة أصحاب شهائد لا يقوون على كتابة جملة مفيدة بالعربية اما عن الفرنسية فحدث ولا حرج – دون الحديث عن الحس النقدي والانفتاح على العالم.

والملاحظ ان هؤلاء الذين ينادون برجم الاعلام بحجة انه مشوه لعجلهم الذهبي الجديد – والحال ان الاعلام اكتفي بابراز حقائق غير مقدوح فيها -سيتفطنون لوجاهتها بعد ان يفوت الأجل و تنغمس البلاد اكثر في اتون الفقر والعجز والفشل كما تفطنوا بعد لأي لصحة ما كنا نقول حول النهضة والمؤتمر ثم النداء  بل واصبحوا يتبنون طروحاتنا اليوم بعد ان كانوا يعتبرونها تشويها لعجلهم الذهبي القديم –

اذن الملاحظ ان هؤلاء الذين ينتفضون على أساليب التشويه المزعومة راس مال حملتهم ضد الاعلام التشويه كما ان انتفاضتهم المزعومة ضد اعلام الاجندات لا تقلقها اجندات قناة الزيتونة التي تبث خارج القانون ولا اجندات الجزيرة القطرية التي وصل بها الامر الى تزييف الصورحول ما يحدث في مصر  في اطار خدمتها للمحور القطري الذي لا تغيب عنه إسرائيل وهم مدعو رفض كل أشكال التطبيع

اما الملاحظة الأهم ولعلها الامر حول هاته الحملة ضد الاعلام فهي سكوت المثقفين والنخب عنها وعدم تجندهم للدفاع عن اعلام او قل جزء منه كان مدافعا عنهم في احلك الفترات بوجه مكشوف عندما كانوا يخشون كتابة ستاتو فيسبوك خوفا من ميليشات 2011 ,,اعلام تحدث بوجه مكشوف عن شفيق جراية عندما كانوا يخافون من مجرد نطق الاسم ويقولون رجل اعمال معروف , اعلام تبني  كل قضاياهم التي اعتبرها مبدئية ومرتبطة بالتحديث حتى عندما كان يدرك ان ورائها اثراء سياسي وبحث عن التموقع لهم ولغيرهم

للأسف هاته الطبقة الانتهازية التي تبقي صامتة في المحن بل وقد تنحني امام العاصفة بالاستجابة الى جو الهجوم العام فتشارك في ما يبدو نقدا أخلاقيا  واذعانا للتنضيد la nuance -التي كان يمكن الاعلام ان يمارسها عليهم ولكنه آثر التجاهل لعدم تلويث النقاشات-

ستجد هاته الفئة  قد خرجت مرة أخرى للضوء بحثا عن المواقع بعد ان يكون آخرون قد خاضوا المعركة عوضها دون أي تشجيع منها بل بمجابهة وضعية la fine bouche الكاذبة كتلك التي توختها سنة 2012 امام جزء من الفاعلين اعتبر ان الخلاص من تفكيك الدولة من قبل الاخوان وتوابعهم لا يكون الا بالوقوف الى جانب مشروع الباجي قايد السبسي ,,, قدح هؤلاء في الشخص وفي المشروع وقالوا انه تجمعي وغيرها من النعوت  وبخسوا ورذلوا أخلاقيا من كانت لهم على الأقل شجاعة الحرب والقول ان السياسة هي فن الممكن ,,,لما انتصر الباجي وجدت الممتعضين من اول المهرولين الي المناصب وشبهها وحتى الى حفلات قرطاج الرخيصة التي لم يكن يدعى اليها الشجعان الذين ناصروا مشروع الباجي في 2012 ولكنهم اصبحوا من أشد ناقديه ابتداءا من 2013 لما قلب ظهر المجن ..

هؤلاء صامتون اليوم خوفا ولكنك ستجدهم من المهرولين نحو الحاكم الجديد مهما كان وأؤكد على كلمة مهما كان وستعود هاته الطبقة عندما يستتب لها الامر دون جهد الي استجداء الظهور الإعلامي للدفاع عن مواقعها الجديدة...

الاعلام يعاني من مشاكل عديدة لا ينكرها احد ,ابتداءا من مستوى التكوين الى طريقة وسائل الاعلام في التعامل مع الصحفيين وفي التعاطي مع المستمع او المستهلك فتغرقه ببلاتوهات التفاهة التي يكون موضوعها هل تسمح لامك او اختك او زوجتك ان تعوم بالبيكيني وكأن جسد المرأة ملك لأحد أقاربها الذكورفيساهم الاعلام هكذا في تغذية الفكر الرجعي الذكوري ثم ترى نفس الاعلام يطالب احسن عناصره بتيسيط الخطاب لان الجمهور تافه والحال انه هو من تفهه .

لكن  يبقى المشكل الأهم هو الانتهازية العامة لمشهد سياسي -علمي – ثقافي يبحث عن موقع ويغطي سوءة جبنه بطهرية كاذبة ,,

كان يمكن الا يكون الموضوع مهما لو انه في اثناء سكوتهم تتدحرج البلاد يوما بعد يوم الى الإفلاس وقد يغتال احدهم هنا او هناك مثل شكري بلعيد الذي صمتوا عن كل ما تعرض له من تحرش و تهديدات قبل قتله

جحافل الميليشيات الرقمية مارة كغيرها لا محالة ككل الفلكلورات التي اصبحت تلازم ما يسمى بالنفس الثوري ..الاشكال الحقيقي هو صمت الأغلبية التي سمت نفسها صامتة كل ما احتدمت المعركة 

 

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter