alexametrics
أفكار

معركة التجديد

مدّة القراءة : 2 دقيقة
معركة التجديد

 

للاسف الشديد وقع حصر النقاش والجدل مؤخرا داخل الحركة ولدى الرأي العام حول فصل قانوني ثم تقسيم ابناء الحركة على اساس تعاطيهم معه.

ورغم اهمية القوانين التي لا مناص من احترامها ولا تحريم ايضا في النظر فيها وتقييمها وتقويمها بالاشكال القانونية المنصوص عليها.

مع التذكير ان احترام القانون اعلاه احترام شرعية المؤتمرات ومخرجاتها وآخرها المؤتمر العاشر وما انبثقت عنه من مؤسسات: رئاسة حركة ومجلس شورى.

والعجيب هنا ان من يدعوا لاحترام فصل قانوني وحيد تجدهم ينتهكون شرعيات مؤتمر باكملها من خلال التهجم على رئيس الحركة ومحاولة الحط من صورته وتحديد صلاحياته واخيرا دعوته للاستقالة.

 

قلت رغم اهمية القوانين التي اصبحت مربع الصراع وجعلته ينتهي الى معركة كسر عظام جوفاء، وعملية تسابب وتنابز وتدمير لكل رصيد نضالي واخلاقي لحركة النهضة.

فان المعركة الحقيقية تتمثل في التجديد والاصلاح العميق للحركة، والذي على أساسه تتمايز الصفوف وتتشكل التيارات وتتضح الخيارات في النموذج الامثل للقيادة.

 

انطلقت الحركة في مسار التجديد والاصلاح منذ المؤتمر العاشر، حيث رفعت شعار التخصص واعلنت الفصل بين الدعوي والسياسي، وهو ما ينبئ باستشعار بعض قيادة الحزب وزعميه آنذاك بضرورات التخفف من الايديولوجيا واعادة التأسيس بمنطلقات سياسية واهداف اقتصادية واجتماعية تقدم إجابات لمشاكل البلاد والعباد على جميع الاصعدة.

كما اقر المؤتمر العاشر للحزب خط التوافق والمصالحة الوطنية الذين جنبا البلاد معارك سياسية طاحنة رغم كل الهنات والنقائص.

 

هذا المشروع التجديدي الاصلاحي الذي تم الاعلان عنه لم يستكمل معالمه ولم يحقق ركائزه سواءا في البنية الهيكيلية للحزب الذي يجب ان ينتقل من حزب "المؤمنين" الى حزب المواطنين وخاصة المحافظين منهم الذين يمثلون اغلب الطيف التونسي، وما ينجر عن ذلك من امور ترتيبية في هندسة الحزب وهياكله ومؤسساته وشروط عضويته.

او على المستوى المضموني والفكري بما يؤسس للاجتماع السياسي على ورقات وخطط اقتصادية اجتماعية تنموية (سياسات عمومية) تنتشل البلاد من الفقر والشعب من العطالة.

 

لم يتقدم كثيرا هذا المسار التجديدي لاسباب عديدة وأهمها الاختلاف في عديد القضايا ( التخصص، التوافق، المصالحة، الانفتاح...) وعدم ايمان البعض بهذه الأفكار واستدامة التوافقات الهشة القائمة على شعار قداسة الوحدة.

 

تحتاج حركة النهضة ومن وراءها البلاد الى وضوح رؤية سياسييها واعلانهم عن خياراتهم المضمونية بكل شجاعة ودقة بما يجعل صوت الأفكار والسياسات والمقاصد يعلو فوق أصوات القراءات الحرفية للقوانين والشعارات الانتخابية الزائفة.

 

ولذلك نقدر ان الاستاذ راشد الغنوشي كان الاوضح والاشجع في رسم المعالم الأولى للمشروع الاصلاحي النهضوي الذي يمكنها من الانتقال من الاسلام الاحتجاجي الى الاسلام الحضاري، منذ مضيه في سياسة التوافق ورفض المغالبة والاقصاء وتحمله في ذلك الاذى والسب والشتم ثم برسم عناوين وطنية واضحة للمؤتمر العاشر زينها حضور تاريخي واستثنائي لرئيس الجمهورية في افتتاح المؤتمر وهو من هو الدستوري الباجي قايد السبسي، بما يؤكد على المصالحة مع الغريم السياسي التاريخي ومع الدولة، في الوقت الذي تم اقتلاع ازهار الربيع العربي المحيطة بنا.

 

وفي هذا فليتنافس المتنافسون...

 

للحديث بقية...

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter