أعلن رئيس الجمهورية قيس سعيد  عن انطلاق الاستشارة الوطنية يوم 13 ديسمبر 2021 ، وكان من المقرر أن تنطلق يوم 1 جانفي  2022 إلى غاية يوم 20 مارس من نفس السنة . بعد ذلك ، تم الإعلان عن تأجيل لمدة خمسة عشر يومًا. خلال هذه الفترة ، اقتصرت المشاركة في الاستشارة على بضع مئات من الأشخاص الذين ذهبوا إلى مراكز الشباب.

شارك 890 شخصًا فقط في هذه الاستشارة في الفترة من 1 جانفي 2022 إلى يوم 15 جانفي  من نفس الشهر. بعد ذلك ، تم فتح الاستشارة للعموم . في نهاية الأسبوع الأول ، شارك حوالي 78 ألف تونسي فقط ، بمتوسط يومي يقارب 11 ألف مشارك. و في نهاية الأسبوع الأخير من شهر جانفي تجاوز عدد المشاركين حاجز الـ 100،000 مشارك . اعتبارًا من يوم  30 جانفي 2022 ، كان هناك ما يقارب من 113000 مشارك ، أي بمتوسط يومي بالكاد يتجاوز الخمسة آلاف مشارك.

استمرت المشاركة المنخفضة خلال الأسابيع التالية. في منتصف شهر فيفري ، سجلت الاستشارة الوطنية ما يقرب من 188000 مشارك ، أي بمعدل يومي يبلغ حوالي خمسة آلاف شخص ، على الرغم من تسهيل الوصول عن طريق رمز USSD البسيط ودون أن يكون مستخدم الرمز هو مالك خط الهاتف. يوم 28 فيفري  ، بعد شهر ونصف من إطلاق الاستشارة  ، كان عدد المشاركين أقل من 250000 ، أي بمتوسط يومي أقل من خمسة آلاف فرد.

بعد الأسبوع الأول من شهر مارس ، تجاوز إجمالي عدد المشاركين أخيرًا ال 250.000 . و دفع الارتفاع البطيء  في العدد الإجمالي للمشاركين رئيس الدولة إلى الإعلان ، في 8 مارس 2022 ، عن  مجانية الإنترنت من أجل التشجيع على المشاركة البيان كان حينها مصدرا للسخرية. في اليوم التالي لهذا البيان ، أعلنت وزارة تكنولوجيات الاتصال أن الوصول إلى منصة الاستشارة الإلكترونية ممكن مجانًا من خلال شبكات الهاتف المحمول لجميع مشغلي الهاتف.

حينها لاحظ التونسيون زيادة كبيرة في عدد المشاركين. شارك مستخدمو الإنترنت على نطاق واسع لقطات الشاشة والمنشورات المتعلقة بهذا الارتفاع في عدد المشاركين . اعتبارًا من يوم  10 مارس 2022 ، تجاوز العدد الإجمالي للمشاركين 320.000 شخص. بعد أسبوع ، تشير الأرقام التي نقلتها المنصة إلى 440 ألف مشارك ، أو أكثر من 120 ألف شخص بعد سبعة أيام فقط. وتعد هذه زيادة مذهلة مقارنة بالأرقام التي تم جمعها خلال الفترة السابقة.

على الرغم من ذلك ، ظل العدد الإجمالي للمشاركين منخفضًا نسبيًا. في النهاية ، شارك حوالي 534915 تونسيًا فقط في الاستشارة. لم ينجح مشروع رئيس الدولة في إغواء التونسيين ، إذ إن هذا الرقم لا يمثل سوى 7.6 بالمائة  من الناخبين المسجلين خلال الانتخابات الرئاسية 2019 (سبعة ملايين ناخب مسجل).

وسجلت استشارة رئيس الجمهورية 300 ألف مشاركة في الفترة من 1 جانفي إلى 10 مارس وأكثر من 220 ألف مشاركة في الفترة من 10  إلى 20 مارس 2022. وتجدر الإشارة إلى أن أكثر من 40 بالمائة من إجمالي عدد المشاركين تم تسجيلهم خلال هذه الفترة. العشر الأيام الأخيرة.

ومع ذلك ، أكد رئيس الدولة ، خلال خطاب ألقاه في وقت متأخر من ليلة الاحتفال بذكرى  الاستقلال ، أن الاستشارة الوطنية حققت نجاحًا تامًا. وأكد أن مشروعه وقع استهدافه من قبل المخربين والخونة. وأوضح بعد ذلك أن هذه الاستشارة  ليست سوى مرحلة واحدة من مراحل الحوار الوطني الذي يعتزم تنظيمه .

س.غ