الغنوشي : النهضة يسرها ادراج المصطلحات الإسلامية في الدستور لكنها لا تخدع بالشعارات
في حوار للعربي الجديد اليوم 18 جويلية 2022 أكد الزعيم الإسلامي راشد الغنوشي أن التونسيين لم يأخذوا الدستور والاستفتاء محمل الجدية، واللعبة لم تنطل عليهم وأدركوا أنها لعبة مكشوفة ولن تؤتي شيئاً جديداً. متابعا أن قيس سعيد ماض في تنفيذ مشروعه الشخصي وقد بشر سابقا بنظام قاعدي وسلطة في مركز واحد، وهو نموذج ما قبل الحداثة الغربية السياسية التي تقوم على فصل السلطات وتوازنها ومراقبة بعضها البعض معتبرا أنه نموذج يعود حتى لما قبل الإصلاح الإسلامي معلقا "قيس في سياق التاريخ هو سلطان من السلاطين وباي يجلس في مقعد القضاء ويحكم بين الناس بنفسه، موقعه تاريخياً ما بعد الخلفاء الراشدين، وما قبل الإصلاح الإسلامي وما قبل الحداثة."
وعبر الغنوشي عن سعي أطراف سياسية اليوم الى الوحدة وعزل الانقلاب شعبياً معلقا أن دعم قيس سعيد في الرئاسية هو " خطأ نستغفر الله عليه" .
"السياسة عنده ليست نسبية، وليست هناك حالة الوسطية أو المنزلة بين المنزلتين، ومخالفوه هم خونة ومتآمرون وجراثيم وضفادع وكواسر وعملاء، وهذا تنظير للعنف والحرب الأهلية. "
وأكد الغنوشي أن رئاسة الدولة ليست هدفه الأسمى، بل عودة الديمقراطية إلى تونس هي الهدف معلقا "قلنا أكثر من مرة إننا على استعداد كامل لأي سيناريو وأي صورة من أجل ذلك، وتنازلنا سنة 2013 عن الحكومة وتركناها خلال الحوار الوطني من أجل بقاء الديمقراطية ومن أجل أن نضع دستوراً لتونس. وتنازلنا عن أشياء أكبر من رئاسة الدولة، وقلنا للمعارضة وقتها، قدموا لنا مقترحاً لإنقاذ البلاد وسنتنازل، لا عن الرئاسة فقط، بل حتى عن المشاركة في الحكومة."
وفي تعليق على الدستور أكد الغنوشي أنه النهضة يُسرّها إدراج المصطلحات الإسلامية في الدستور، ولكنها لا تنخدع بالمظاهر معلقا " نحن لا تغرينا الشعارات، ونتساءل إن كان في هذا النظام قضاء مستقل أم لا، وبرلمان مستقل أم لا، وحكومة منتخبة أم لا. وطبعاً لا يوجد كل هذا، فكيف إذن سنطمئن إلى هذا النظام ببعض من الكلمات؟"
وأكد الغنوشي نية القيام بحوار وطني دون الرئيس يفضي إلى حكومة إنقاذ يديرها اقتصاديون وتستمد شرعيتها من مجلس نواب الشعب، الذي نعتبره شرعياً، ثم تنظم انتخابات تشريعية ورئاسية تحت إشراف الحكومة.
وفي تعليق على إمكانية إيقافه علق الغنوشي "كل شيء متوقع مع الديكتاتورية ولا يستبعد شيء، ونحن نتفاءل خيراً، وما نتعرض له أمر عابر. هم يستهدفون الحزب الأكبر في البلاد، ومشروع قيس هو استبعاد كل الأحزاب وهو ينطلق من الكبير. من الطبيعي أن تتوجه السهام إلى هذا الحزب الأكبر، وهذا يحرك غرائز الانتقام والثأر.
ايقافي هو أمر عادي متوقع، عندما تترجم خطابات قيس لا تجد إلا حروباً وخصامات وسجوناً ومحاكمات."
ع.ق
تعليقك
Commentaires