أكّد وزير الصحة السابق والقيادي بحركة النهضة عبد اللطيف المكي أنّ الوضع السياسي ''المُعطّب انعكس للأسف على الوضع الصحي والمالي والتنموي وحتى على الوضع النفسي''. 

وخلال استضافته في إكسبراس أف أم اليوم الخميس غرّة جويلية 2021، أفاد المكي أنّ الحجر الصحي الشامل لمدّة أسبوعين أو أكثر كانت سيكون له دور إيجابي في الحدّ من انتشار كورونا مؤكّدا أنّ السلطات ستواجه هذا الخيار عاجلا أم آجلا وذلك تدريجيا. 

وأشار المكي أنّ اللجنة العلمية يجب أن تُعيد تشكيلها وتنظّمها لتعمل في ظروف أحسن وتكون القراءات للوضع الوبائي أكثر دقة ''برأي اليوم ليس هناك مجال للإختيار بين الإقتصادي والصحي اليوم الأولوية للصحي وهذا واجب أخلاقي وسياسي'' أفاد وزير الصحة السابق مؤكّدا ضرورة رصد مليون دينار لتمويل عملية الحجر الصحي بأيّة طريقة ولتمويل آثارها الجانبية ولإقتناء التجهيزات. 

وأضاف قائلا '' أتمنى أن يكون أكبر درسٍ نخرج به من وباء كورونا بعد إنقاذ الناس والتغلّب على الجائحة هو إصلاح المنظومة الصحية '' مشيرا أنّ نقطة الإرتكاز لإنجاز ذلك هو إصلاح الوضع المالي وإصلاح فلسفة التصرّف في الموارد البشرية من حيث توزّع الأطباء. 

''هناك فساد مُقنن'' تابع المكي موضحا أنّ هناك خيارات سياسية حصُلت في السابق  قبل الثورة أريد من خلالها خوصصة التعليم والصحة والنقل ولم تقف هذه الآليات بعد. وشدّد على ضرورة أن تُترك اللجنة العلمية لمجابهة كورونا أن تعمل بكلّ أريحية ''هناك ظروف غير ملائمة جعلت اللجنة لا تعمل في أريحية''. 

وأشار عبد اللطيف المكي أنّ هناك صعوبة في اقتناء التلاقيح نظرا لندرتها على مستوى دولي، ونظرا إلى أنّ الدولة التونسية مُفكّكة مُبيّنا أنّ هناك مشاكل بين سلطات التدخّل من رئاسة جمهورية وحكومة وبرلمان ووزارة الصحة مما أدى إلى تشتت الجهود وضياع طاقة كبيرة. 

في الشأن السياسي، قال المكي ''نحن لازلنا نساند الحكومة" صرّح المكي مشيرا أنّ النهضة تواصل دعمها لحكومة المشيشي على أن يتمّ تعديل بعض الاخطاء وأضاف أنّ البلاد '' تعيش في مناخ سياسي مُتسمّم'' ودعا إلى ضرورة  رصّ الصفوف والتضامن من أجل تجاوز الظروف الصعبة التي تمرّ بها تونس. 

''هناك تخوّفات مشروعة والحوار هو أفضل أمر لحلّ المشكلات العالقة''، وعاد على دعوة محسن مرزوق للإستفتاء في النظام السياسي مؤكّدا أنّ ذلك غير ممكن واعتبرها طريقة للبقاء في الضوء السياسي يستعملها مرزوق لا غير. 

وكان المكّي قد أكّد بتاريخ  25 جوان 2021، أن الطريقة الوحيدة لمحاربة الكارثة الصحية الحالية هي الوقاية، على مرحلتين، الوقاية الذاتية والالتزام بقواعد حفظ الصحة والكمامة والتباعد والوقاية بدرجة ثانية بالتلقيح الذي يقع على عاتق الدولة. كما كان قد دعا دعا إلى ضرورة  إعلان الحجر الصحي العام لمدة أسبوعين  وذلك للحد من قوة العدوى بصورة ملموسة تليها فترة حجر موجّه يتم خلالها تطبيق إجراءات الوقاية الفردية والجماعية بصورة صارمة بالتبعية والتحسيس وبقوة القانون.

مقالاتنا حول كوفيد 19 على هذا الرابط.

ي.ر