اسمه إبراهيم ويبلغ من العمر ست سنوات وهو تلميذ مرسم بالسنة الأولى الابتدائي في مدرسة حدائق المنزه 2 العمومية. الصورة التي التقطها والد إبراهيم اليوم 26 أكتوبر 2022 تظهر طفلا حزينا أمام أبواب مدرسته الموصدة، لأنه لم ينضم بعد إلى قسمه وأترابه، بعد 44 يومًا من بدء العام الدراسي. السبب وراء ذلك هو  عدم توفر معلمين لتدريس هذا القسم.

وزارة التربية لم تتمكن من حلّ مشكلة المعلمين النواب المضربين منذ عدة أسابيع، مما جعل العديد من المدارس تشتكي من نقص خطير في عدد المربين. اليوم الاف التلاميذ على أقل تقدير لم يبدؤوا بعد سنتهم الدراسية بسبب عدم توفر اطار تربوي، إشكالية تتضاعف في الجهات الداخلية.

منذ 2011 ، كان هناك عدد لا يحصى من الإضرابات لنقابات المدرسين (التعليم الابتدائي والثانوي والعالي) والتي أخذت تلاميذنا وطلابنا كرهائن من أجل مطالب اجتماعية أهمها زيادة الـأجور، كل سنة، تهدد هذه النقابات بمقاطعة الدروس والامتحانات لابتزاز سلطة الاشراف.

ان وضعية هؤلاء التلاميذ جريمة حقيقية تقع مسؤوليتها على عاتق النقابات والدولة و هؤلاء المعلمين المضربين.

الآلاف من الأطفال مثل إبراهيم هم ضحايا هذه الإضرابات وسيصلون لاحقًا إلى سوق العمل بمئات من ساعات الدراسة المسروقة منهم ، مما سيؤثر بلا شك على تحصيلهم العلمي وتكوينهم.

والأسوأ من ذلك أنهم سيجدون أنفسهم في منافسة مع خريجين آخرين لم يضطروا إلى المعاناة من هذا النقص الخطير في المعرفة ، لأن أوليائهم  خيروا المدارس الخاصة. 

أطفالنا ليسوا فقط ضعيفي التكوين وأقل تعليمًا من جيلنا ، ولكن سيتعين عليهم أيضًا غدا خلاص جميع القروض التي نحن بصدد الحصول عليها لموازنة  النفقات العمومية المرتفعة.

ع.ق