alexametrics
فيروس كورونا

قيس سعيد: قد نكون خسرنا المعركة ولكن لا بدّ أن ننتصر في الحرب ضدّ كورونا

مدّة القراءة : 4 دقيقة
قيس سعيد: قد نكون خسرنا المعركة ولكن لا بدّ أن ننتصر في الحرب ضدّ كورونا


في إطار متابعة نتائج اجتماع 5 جويلية 2021، ترأس رئيس الجمهورية قيس سعيّد، ليلة أمس الجمعة 23 جويلية 2021 بقصر قرطاج، اجتماعا عاجلا حول الوضع الصحي في البلاد.

خلال الإجتماع، أكّد رئيس الدولة أنه لا بدّ من قراءة نقدية لما تمّ فعله في الأشهر الماضية، ولماذا تردّت تونس إلى هذا الوضع. وأمر  بضرورة مراجعة جملة من الاختيارات بعد فشل التصدّي لجائحة كوفيد 19 وتفاقم الأوضاع في عدد من الجهات.

كما أوضح بأنه قام بما تقتضيه المسؤولية وما يفرضه الواجب تجاه هذا الوطن، ولكن المسؤولية تقتضي اليوم مراجعة جملة من الاختيارات التي أثبتت التجربة أنها خاطئة أو منقوصة. وشدّد قيس سعيد  على أن الدولة التونسية واحدة، ولا مجال لمراكز قوى تتنافس السيطرة عليها أو تفجيرها من الداخل.

وتوجّه رئيس الدولة بالشكر لكل المتدخلين من إطار طبي وشبه طبي عسكري ومدني وللمجتمع المدني على الجهود المضنية والمتواصلة في كلّ مكان. كما عبّر رئيس الجمهورية عن استياءه من محاولة توظيف هذه الأزمة لغايات سياسية، فصحّة المواطن ليست بضاعة تتقاذفها قوى أو مجموعات ضغط، وليست من قبيل الأسهم في الشركات التجارية تحكمها قوانين العرض والطلب.

وأكّد رئيس الدولة على أنه سيسهر بنفسه على كل التفاصيل حتى يتحمّل كل طرف مسؤولياته، فتونس عانت كثيرا من هذه الجائحة ومن الجوائح السياسية التي تقتضي لا لقاحا بل مضادات حيوية تضع حدا لهذه الأوضاع المتردية.

'' الإجراءات التي تمّ اتّخاذها لم تؤدّي للأسف إلى الهدف المنشود، نحن تقريبا في حالة حرب ضدّ هذه الجائحة وما تمّ القيام به من قبل رئاسة الجمهورية عمل مضني كلّ يوم… نفتخر بأننا نعمل ليلا نهارا دون هوادة ودون انقطاع'' 


''لا أريد أن أطيل هذا الإجتماع في هذا الوقت بالذات بعد اللقاء الذي وقع صباح هذا اليوم لتسلّم عدد من اللّقاحات من الجانب الفرنسي وهناك لقاحات كثيرة أخرى كما أخبرني بذلك سيد الفريق مصطفى الفرجاني وأشكره مرّة أخرى بالمناسبة على الجهود المضنية إلى جانب كلّ إطارات الصحة العسكرية وهذه مناسبة لأذكّر أنّه لا فرق بين الصّحة العسكرية والصحة المدنية، نحن في حرب وهناك من يرتدي زيّ العسكري وهناك من يُقاوم بما أمكنه من مقاومة فلا مجال للتفريق بين ما هو عسكري ومن هو مدني ، نحن دولة واحدة'' 


''أتوجّه بالشكر الجزيل للمدنيّين إلى جانب العسكريّين على ما قاموا به من جهد مضني كبير في ميدان البحوث هذا فصلا عن العمل الذي يُسندون به المستشفيات والمؤسسات الصحية الأخرى وأذكر بالإسم مدير معهد باستور والإطارات العليا التي تفتخر بها تونس في العالم '' 


''لنكُن صُرحاء، لماذا لم ننجح في هذه المعركة ولماذا وصلنا إلى هذا الحدّ ؟ لا أقول خسرنا الحرب قد نكون خسرنا المعركة ولكن لا بدّ أن ننتصر في الحرب ، ذلك هو اختيارنا وذلك هو مصيرنا ولن نقبل أبدا بالهزيمة ، أتُخذت عديد الإجراءات على المستوى العالمي وفي المستوى الوطني ولكنّها للأسف لم تؤدّي إلى النتائج المرجوّة، كان النجاح نسبيا وكانت هناك نجاحات في عدد من المستشفيات العسكرية أو المدنية ، نجاحات كبيرة كيف أنقذوا الأرواح وكان البعض منهم في حالة احتضار ، في سكرات الموت، أخرجوهم من الموت وسكراته وأنقذوا حياتهم، ولكن للأسف الجائحة مازالت مستمرّة وبأعداد كبيرة وهناك عدد من المواطنين لا يجدون حتى الأكسجين ''


'' هنا أريد أن أقول على رؤوس الملء ، لسنا في مجال المبارزة أو في مجال المنافسة ، نحن دولة واحدة ولا مجال لدول داخل الدولة الواحدة، القانون هو قانون الدولة وليس قانون وزير الصحة العمومية أو وزارة الداخلية ، كثُرت الأخطاء في المدّة الأخيرة وكثُر للأسف التردّد نتيجة لدخول بعض اللوبيات وأعِي  جيّدا ما أقول  ''


''لإفساد جملة من الإجراءات، الوضع الصحي في تونس وضع كارثي والأمر لا يتعلّق بالجائحة ولكن يتعلّق بالتفريط منذ تقريبا بداية السنوات التسعين في القطاع العمومي للصحة، منظومة الصحة التونسية لا بدّ أن نعيد النظر فيها وهذا أمر ضروري لأنّه لا يُمكن أن نواصل بالشكل الذي بدأنا به''

'' المسائل كثيرة، لا أريد أن أحاسب أحد لسنا هنا للحساب وليس للمنافسة وليس للمبارزة، وصلنا إلى حدّ لا بدّ من اتخاذ إجراءات جريئة وأصدقائنا وأشقائنا كثيرون وآثروا على أنفسهم وقالوا نقتسم معكم ، بالأمس الرئيس الفلسطيني قال إنّ الشعب الفلسطيني يريد التبرّع لتونس، الوضع يحتاج منا إلى متابعة مستمرة ، لا أريد أن يكون هناك تفريق بين العسكري والمدني ليست موجّهة ضدّ الصحة المدنية وليست موجّهة ضدّ القطاع الخاصّ'' '' المسؤولية هي المسؤولية ولا بدّ من اتخاذ القرارات التاريخية التي ننقذ بها وطننا ، وننقذ بها التونسيين والصحة والتعليم والنقل والضمان الإجتماعي من حقوق الإنسان، الصحّة ليست بضاعة والتعليم ليس بضاعة والنقل ليس بضاعة ، الضمان الإجتماعي ليس بضاعة ، هذا حقّ لكلّ مواطن ''

''كتبوا الدستور، فليحترموا هذا الدستور الذي كتبوه ، قالوا الصحة حقّ وتضمن الدولة الحقّ فلنضمن هذا الحقّ ، لنُبيّن أننا نعمل ليلا نهارا وسنواصل العمل ليلا نهارا وهناك أكثر من مليون جرعة ستأتي إلى تونس وسنصل إلى تلقيح حوالي خمسة ملايين تونسي في الأسابيع القادمة''

''نحن في حرب وفي جبهة واحدة ولابدّ أن ننتصر في هذه الحرب، نتمنى شفاء عاجلا للمرضى، ونتمنى الشفاء للمنظومة الصحية لأنّها مريضة وصار مرضها تقريبا مُزمن منذ عشرات السنين وزادت مرضا أكثر في السنوات الأخيرة حينما تمّ الإستثمار في الصحة، كيف يقبل الإنسان في أن يستثمر في صحة الإنسان؟ ونتمنى رغم كلّ شيء الشفاء العاجل لعدد من مَن يدّعون في المسؤولية معرفة، إن كنت تستطيع أن تفعل أكثر فافعل ''

'' أطلب الشفاء العاجل لهؤلاء لأنّ السياسة أخلاق وقيم ومبادئ وليست تجارة بصحة المواطنين وبتعليم وحياة المواطنين، لا بدّ أن نتحمّل المسؤولية ونعمل على إعادة تنظيم المنظومة الصحية حتى ننقذ وطننا ونرفع راية وطننا عالية في كلّ مكان لأنّنا اخترنا أن نخدم بلادنا ونخدم شعبنا بل اخترنا أن نخدم الإنسانية جمعاء''

 

وقد حضر هذا الاجتماع هشام المشيشي، رئيس الحكومة، ووزير الدفاع الوطني، و وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، و الوزيرة مديرة الديوان الرئاسي، وا وزير الصحة بالنيابة، وإطارات عسكرية وأمنية عليا.


ي.ر

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter