في كلمة القاها بمناسبة مشاركته في الاجتماع الرفيع المستوى للتحالف العالمي للقاحات دعا وزير الخارجية عثمان الجارندي الى تحقيق المساواة في الحصول على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا :" لا خيار لنا اليوم سوى احداث نقلة نوعية من اجل تحقيق المساواة في الوصول الميسر للقاحات الناجعة و التوزيع المنصف للأدوية بما يساعد على انتهاء هذه المرحلة الصعبة ".

و قال وزير الخارجية في كلمته اليوم الخميس 15 افريل 2021  انه و بالنظر الى الوضع الوبائي الذي يعيشه العالم اصبح من الضروري تدعيم منظومة كوفاكس وتطوير امكانياتها:" لا المالية فقط و انما بواسطة وسائل مبتكرة على غرار التوزيع العادل و السريع للقاحات و مساعدة الدول الراغبة و القادرة على تصنيع اللقاحات للدخول في شراكات قد تساعد على مجابهة الجائحة " .

و أوضح عثمان الجارندي في كلمته ان الدول ذات الدخل المتوسط و الضعيفة المستفيدة من منظومة كوفاكس تعلق امال كبيرة على هذه المبادرة للخروج بنتائج عملية تحقق التوزيع المنصف للقاحات و :" تقيم الدليل على تقاسمنا لقيم التضامن و التآزر و ايماننا المشترك بوحدة المصير ".

أيضا اكد وزير الخارجية عثمان الجارندي ان مفهوم وحدة المصير لم يكن اكثر جلاء في أي وقت مضى مما هو عليه اليوم مشيرا الى تعميق ازمة كورونا لمظاهر الهشاشة و التفاوت بين الدول و زيادة  مآسي الفئات الضعيفة، الامر الذي دفع تونس الى الدعوة لتطوير مقاربة السلم و الامن الدوليين الى مفهوم الشامل يقوم على التضامن الدولي وهو ما نص عليه المقترح التونسي الفرنسي لمجابهة فيروس كورونا و الذي نال موافقة مجلس الامن الدولي جويلية الماضي.

و يذكر  أن مجلس الأمن الدولي كان قد صادق يوم غرة جويلية 2021 بالإجماع على المقترح الذي تقدمت به تونس وفرنسا والمتعلق بمكافحة جائحة كورونا  والقاضي  بإيقاف النزاع المسلح اثناء الجائحة وينص المقترح التونسي الفرنسي على ايقاف النزاعات المسلحة لمدة معينة ودعوة مختلف الأطراف الضالعة فيها إلى هدنة إنسانية بما يمكّن من إيصال المساعدات الإنسانية.

و اكد المقترح على أنّ حالات العنف وعدم الاستقرار الناجمة عن النزاعات يمكن أن تؤدّي إلى تفشي الوباء واستعصاء احتواء آثاره و أن عدم التمكن من محاصرة هذه الجائحة سيكون له من ناحية أخرى انعكاسات خطيرة على الأمن والسلم الدوليين :" ويطالب هذا القرار أيضا بالسماح لعمليات حفظ السلام بالقيام بالمهمات الموكولة إليها في مناطق النزاعات المختلفة " حسب ما اكد بيان رئاسة الجمهورية الصادر يوم 1 جويلية 2021.

و للإشارة سبق و ان شدد رئيس الجمهورية قيس سعيد في عدة مناسبات على اهمية الوحدة و التضامن بين الدول خاصة في ظل جائحة كورونا ، حيث دعا في اجتماع رفيع المستوى بمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لمنظمة الأمم المتحدة يوم  21 سبتمبر 2020، الى ضرورة أن تكون منظمة الأمم المتحدة مُتحدّة أكثر في ظلّ قيم جديدة  قائلا  '' من الضروري ان تكون الأمم المتحدة متحدّة أكثر في ظلّ قيم جديدة لأنّ الإنسانية كلها دخلت مرحلة جديدة في التاريخ'' .

و قال في الكلمة التي القاها في اطار احتفالية الأمم المتحدة ان العلاقات الدولية  لا يمكن ان تدار بنفس المبادئ التي سارت عليها خلال القرن الماضي والقرون الماضية ''الوقت قد حان للتفكير معا في مستقبل الإنسانية جمعاء ورفع المظالم عن كلّ إنسان في أيّ مكان من العالم'' .

ر.ع