الأميرال كمال عكروت : رئيس الدولة القادم يجب أن يكون رصين وغير متسرع..

 أكد  المستشار الأول للأمن القومي لدى رئيس الجمهورية الأميرال كمال عكروت اليوم 20 أوت 2019 خلال حلوله ضيفا على ميدي شو في اذاعة موزاييك أن صفات رئيس الدولة القادم يجب أن تكون الهدوء وعدم التسرع وأن يبتعد عن الانفعالية لأن عالم الديبلوماسية ورئاسة الدولة يتطلبان نفسا طويلا، وأن يحسن الرئيس الاستماع الى مستشاريه ولكن في الختام يقرر بنفسه. كما شدد أن من أهم صفات رئيس الدولة القادم، أن تكون علاقته جيدة مع رئيس الحكومة لأن العلاقة بين قرطاج والقصبة تتطلب عملا متناغما ومتكاملا بين الطرفين لمصلحة تونس.

وتابع أن مأسسة أجهزة الاستخبارات أمر مطروح من سنة 2012 . وقال أنه تم الاعداد لوكالة استخبارات تونسية تتخذ اسم المركز الوطني للاستعلامات وصدرت حسب الأمر الحكومي عدد71  لسنة 2017 في الرائد الرسمي لكنها بقيت على الورق دون بعثها الفعلي، عكروت تابع أن  مهمتها التنسيق بين الأجهزة  والدفاع والداخلية على مستوى عالي. وتحدث الأميرال كذلك عن الية أخرى بقيت على الورق فقط وهي قانون الاستعلامات الذي يحمل 54 فصل وهو حاليا في مرحلة المراجعة والتنقيح على حد قوله موضحا أن اليات مكافحة الارهاب لن يتم بعثها دون الحاضنة القانونية. وعرج الأميرال على مسألة العائدين من بؤر التوتر، قائلا أن القضاء هو الفيصل، وعندما يقرر سجنهم فمن الأجدر السجن المنعزل وعدم دمجهم مع سجناء الحق العام.

في سياق متصل، أوضح الأميرال أن أهم صعوبة تواجه تونس على المستوى الأمني هو السياق الاقليمي الصعب. وأوضح أن الالية المعتمدة قبل مجلس الأمن القومي كانت المجلس الوطني للأمن، الذي تحضر أشغاله الرئاسات الثلاثة والوزراء والعسكريين. وتابع أن من أهم ماحققته تونس هو قانون مكافحة الارهاب واللجنة الوطنية المتعلقة به التي تعمل تحت رئاسة الحكومة، موضحا أن المقاربة التي تنتهجها تونس في مكافحة الارهاب والوقاية من التطرف ليست عسكرية وأمنية فقط بل اجتماعية تقوم على خطوات متكاملة في مختلف الاتجاهات للوقاية من التطرف الديني ونشر الوعي وتغيير العقليات وتشريك العائلة، المدرسة والمجتمع في محاربة التطرف الديني.

وفي حديث عن ملف الجهاز السري لحركة النهضة المتهم بالتخطيط والتنفيذ لاغتيالات سياسية قال الأميرال عكروت أن مجلس الأمن القومي نظر في الملف من أجل التسريع في الاجراءات لكنه لا يمكنه البحث فيه لأن المسألة من اختصاص القضاء حصرا معلقا "انتهى زمن التداخل بين السلط، ربحنا من الثورة استقلال القضاء" وختاما وجه عكروت رسالة للرئيس القادم قائد القوات المسلحة، مفادها أنه على المستويين الأمني والعسكري المطلوب ليس الانطلاق من الصفر وهدم مجهودات المؤسسات الامنية والعسكرية ووزاراتها بل البناء على ماتم انجازه ومحاولة التحسين فيه.

ع.ق