alexametrics
الأولى

إذا تونس أرادت الحياة فلابدّ للإرهاب أن ينجلي

مدّة القراءة : 3 دقيقة
إذا تونس أرادت الحياة فلابدّ للإرهاب أن ينجلي

 

حينما أرادوا إرهاب التونسيين فشلوا في أربعة أشواط، فشل ذريع يلاحق الدواعش للأسبوع الثاني على التوالي ونصر مبين لتونس، فحينما أرادوا استعراض قوتهم بقنابل يدوية بدائية وأحزمة ناسفة لم تنسف غيرهم، فشلوا في الوصول حتى إلى هدف واحد.

 

 يوم الخميس 27 جوان 2019 حاول الإرهابيون استهداف محطة الإرسال بجبل عرباطة بإطلاق بعض الرصاصات على الجدران ولم يتمكنوا من اقتحامها، وظل كيدهم في نحرهم، في نفس اليوم أراد الإرهابيون استهداف مقر الشرطة العدلية بالقرجاني وهاجم أحدهم دورية أمنية بشارع فرنسا بالعاصمة قرب منطقة باب بحر، ثم ليلة البارحة 2 جويلية 2019 داعشي مفتش عنه فار من الوحدات الأمنية الوطنية، يلقى حتفه مفجرا لنفسه وحده دون الإضرار ولو بنملة، فجر نفسه منتحرا متقطع الأوصال وحده قرب سكة الميترو بمنطقة حي الانطلاقة فلا هو أفلح في استهداف السيارات الأمنية ولا هو أفلح في استهداف الميترو، انتحر متقطع الأوصال ملتحقا بالحور العين وأنهار الخمر في أحد '' كواكب الجنة التي لا توجد إلا في مخيلتهم''.

 

العمليات الثلاث الأولى المتزامنة دلّت على ضعف إمكانيات فادحة وفشل ذريع في الوصول إلى إي هدف، فلا هم اقتحموا مقر الشرطة العدلية بالقرجاني ولا هم أفلحوا في استهداف أحد النقاط الحساسة على مقربة من مكان التفجير الأول، ولا هم اقتحموا مقرا سياديا أو سفارة.

 أربعة عمليات أكدت ترنح المشروع الداعشي في تونس أو كما يحلو لراشد الغنوشي بتسميته الإسلام الغاضب، لم يفلح الإرهاب في إرهاب التونسيين، خسر حتى رهان الحرب النفسية أو بث الخوف والرهبة، واصل التونسييون الاحتفال بنتائج الباكالوريا ونظموا أمسيات عائلية اجتمعت فيها العائلات والأجوار إحتفاءا ببنات وأولاد تونس النجباء، هؤلاء هم أولاد تونس من يحققون نجاحا في أحلك الظروف ويرسمون البسمة والفرحة في القلوب، هم أبنائنا الذين نحن أولى بهم من أن يسافروا ويهاجروا للدراسة خارجا، هم من تحتاجهم تونس للبناء، وليسوا أولئك من '' إذا تعفن لحمهم فما لهم سوى أهاليهم'' ، تونس تحدت الإرهاب عدّة وعتادا، كسبت المعركة ماديا ومعنويا، لم يرتكب التونسييون ولم يهجروا البحار والسباحة والأفراح والمناسبات، ولم يلتزموا منازلهم، هكذا هم التونسييون محبين للحياة ومحتشدين صفا واحدا ضدّ خفافيش الظلام المتسترين بالليل ويحدوهم حلم أسود بالنيل من نور تونس وزهوها.

 

منذ حوالي أسبوع سلسلة من الاقتحامات والإيقافات تقوم بها وزارة الداخلية ضدّ الدواعش، عمليات مداهمة، وجاهزية كبيرة أظهرتها المؤسسة الأمنية والعسكرية، وتركيز أمني كبير على إحباط كل محاولات زعزعة الاستقرار، مجهودات كبيرة في الذود على الثغور وحماية المراكز السيادية وحماية امن تونس تعاضده مجهودات المواطنين الذين يقفون صفا واحدا ضدّ أعداء الوطن.

زاد معنوي مهم ينضاف الى تقدم في الأبحاث، فالأمن يتعظ من أخطاء الماضي ويغيّر استراتيجياته، وهو ما أكده الناطق الرسمي بإسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب سفيان السليطي الذي شدد على أن الأبحاث ستظل سرية بخصوص الإرهابيين حتى تتمكن الوحدات الأمنية من الإطاحة بكافة الشبكات والوصول الى رؤوسها وعدم تكرار الأخطاء التي وقعت سنة 2015.

 

وقد كشفت الحادثة الإرهابية من جهة اخرى عن عمق الصلة الوطنية التي تربط التونسيين بمؤسسات الدولة التونسية ومساندتهم لها، حينما تعالت أصواتهم مقتحمين مسرح شظايا الجثة الإرهابية ناشدين '' تونس حرة والإرهاب على بره'' صورة تزعج المتشبثين بالكراسي لدى أخواننا شرقا وغربا من تزعجهم الديمقراطية التونسية والتداول السلمي على السلطة، فبسطوا أذرعتهم الإعلامية في محاولة يائسة لتهويل المشهد وبث الإشاعات حول وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي، ولم يفلحوا في تشتيت صفوف التونسيين أو إرباك أمنهم فالجميع يدرك حجم التآمر الخارجي على التجربة الديمقراطية الفتية.

 

تسير تونس بخطى ثابتة نحو دحر الإرهاب نهائيا بمنظريه ومسانديه وحاضنيه وستنجح من غير شك، ستظل تونس حرة عصيّة على الدواعش وأعداء الحياة، ولن يطيب العيش فيها إلا لشعبها. وسيواصل التونسيون استعدادهم لأكبر موسم سياحي خلال هذا الموسم وقدوم حوالي 9 ملايين سائحا إلى تونس.

فشل ذريع لاحق الدواعش على كل المستويات تخطيطا وتطبيقا. يبدو أنهم نجحوا نوعا ما في البروباغندا الإعلامية التي أحدثوها دون تسجيل أهداف كبيرة، فكل العمليات الاستعراضية التي قاموا بها فشلوا فيها، فهم لم يفلحوا إلا في لفت أنظارنا للحظات ثم انصرفنا لحياتنا وتجاهلناهم، لعلنا عندما نتجاهلهم يختفون نهائيا عن هذه الأرض الطيبة التي تستحق أن نعيش فيها، ففي هذه الرقعة الجغرافية الصغيرة ستبنى أول ديمقراطية عربية تقدمية تصيب كل أوهام الدواعش والمتخاذلين في مقتل بتحدي التونسيين وتمسكهم بمؤسساتهم وبصلابة الأمن الوطني وصموده فلابدّ لتونس أن تحيا ولابدّ لظلام الإرهاب ان ينجلي.

سناء عدوني

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter