alexametrics
الأولى

مرض الباجي قائد السبسي يشعل النّار بين سليم الرياحي وسعيدة قراش

مدّة القراءة : 4 دقيقة
مرض الباجي قائد السبسي يشعل النّار بين سليم الرياحي وسعيدة قراش

 

منذ ثورة الربيع العربي في أواخر سنة 2010 ومطلع سنة 2011، أضحت تونس محطّ أنظار كلّ الدوّل العربيّة والأجنبيّة بما في ذلك منابرهم الإعلاميّة التي تناولت جلّ محاورها، مسار التّونسيين في قيادة ثورة الشعوب العربيّة، على مثل هذا المنوال تمحورت كلّ مواضيع القنوات العربيّة والأجنبيّة منذ صبيحة يوم الخميس 27 جوان 2019، حول الضربات الإرهابية الغادرة والفاشلة التي حاولت بغبائها  وجهلها أن تهزّ كيان التّونسيين وتنشر في قلوبهم الرّعب والخوف في ذلك اليوم، أيضا تفنّنت وأبدعت كلّ تلك القنوات في إعلان إشاعة خبر وفاة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الّذي تدهورت حالته الصحيّة ونقل على إثر ذلك في نفس اليوم إلى المستشفى العسكري بتونس العاصمة.

 

أعلنت الصفحة الرسميّة لرئاسة الجمهورية يوم الخميس 27 جوان 2019، إنّ الحالة الصحيّة لرئيس الدّولة الباجي قائد السبسي حرجة وحادّة، مما أثار الهلع والشوشرة في كافّة الشعب التّونسي تقريبا، وأصبح كلّ الناس من سياسيين ومدنيين،  ينقشون حسب تصوّرهم كتابات مفادها إنّ الباجي قائد السبسي توفّي وإن منصب رئيس الجمهوريّة أصبح شاغرا وقانونيا لا يمكن تعويضه بأيّ أحد في ظلّ غياب المحكمة الدستوريّة، كما إلتزمت فئة أخرى من النّاس بالصمت وكذّبت إشاعة وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي في ظلّ غياب تصريح رسمي من مصالح الإعلام في رئاسة الجمهوريّة، وتناقلت بعض القنوات الأجنبيّة خبر وفاته وتخلّت بذلك عن مهنيتها وزعزعت ثقة متتبّعيها بها بعد هذا الخبر الكاذب مثل قناة العربية التي طردت بعد هذه الإشاعة مراسلتها من تونس، واعتبر معظم السياسيين مثل هذه الأكاذيب تهديد وتلاعب بالتجربة الديمقراطيّة في تونس ورغبة من الدول الأجنبيّة في نشر الخوف وإرباك المسار الديمقراطي في تونس.

 

في خضم هذا الأخذ والردّ والبحث في حقيقة صحّة خبر وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي من عدمه، إنفرد السياسي ورجل الأعمال سليم الرياحي بنشر خبر عبر تدوينة على صفحته الرسميّة بالفايسبوك يوم الجمعة 28 جوان 2019،  مفاده إنّ تدهوّر الحالة الصحيّة لرئيس الجمهوريّة الباجي قائد السبسي ناتج عن تعرّضه للتسمّم، وقال في تدوينته إنّ رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي تخطّى المضاعفات الصحية التي جدّت على اثر حالة التسمم التي تعرض لها مؤخرا، وأفاد إنّ حالته الصحيّة في تحسّن على عكس ما تمّ تداوله وإنّه بصدد متابعة عمل مؤسّسات الدولة وتمنّى الشفاء العاجل للباجي قائد السبسي وقال إنّ الرئيس هو الضامن الوحيد لحسن تطبيق الدستور ومقاومة كلّ محاولات الإنقلاب على الديمقراطيّة في ظلّ غياب المحكمة الدستوريّة.

مثل هذه التصريحات لا يجب أن نمرّ عليها مرور الكرام دون توضيح للرّأي العام، فمحاولات الإنقلاب التي ذكرها سليم الرياحي وتداولها الكثير من السياسيين، هي بسبب الإجتماع الذّي عقده رئيس البرلمان محمد الناصر عشيّة يوم الخميس 27 جوان 2019، بنواب الكتل في البرلمان، إذ إعتبر البعض إنّ هذا الإجتماع هو محاولة إنقلاب على رئيس الجمهوريّة والبحث عن من يمكن أن يشغل منصبه، في هذا السياق قال عبد الفتّاح مورو، النّائب الأوّل لرئيس مجلس نوّاب الشعب، إنّ بعض النوّاب بالبرلمان بعد سماعهم بحدوث العمليتين الإرهابيتين ونقل الرئيس الباجي قائد السبسي إلى المستشفى العسكري، طلبوا منه القيام باجتماع عاجل، على إثر هذا أكّد إنّه إتّصل برئيس المجلس محمّد الناصر ودعاه للحضور في الإجتماع، وأثبت مورو في تصريحاته الإعلاميّة إنّ ذلك الإجتماع لم يتناول ولم يناقش أبدا تعويض رئيس الجمهورية، ولم تكن هناك أيّة  نية في الإنقلاب وليست موجودة أصلا كما تمّ الترويج له في بعض وسائل الإعلام.

 

غادر يوم الإثنين غرّة جويلية 2019، الرئيس الباجي قائد السبسي المستشفى العسكري بعد تماثله للشفاء، وكان من المناسب له بالنسبة إلى الأطباء أن يظلّ تحت المراقبة الصحيّة ولكنّه فضّل أن يعود إلى بيته وستتواصل مراقبته الصحيّة لمدّة 24 ساعة على امتداد كامل أيام الأسبوع تحت مراقبة صهره الدكتور معز بالخوجة، هذا الخبر الّذي أدخل السرور والفرحة على محبّي رئيس الجمهوريّة، كان بمثل صفعة قويّة لكلّ من تداول خبر وفاته وفي هذا السياق إندلعت حرب الصراع والتنابز بين السياسي سليم الرياحي على ما صرّح به من تعرّض الرئيس الباجي قائد السبسي للتّسمم وما أفادت به الناطقة الرسميّة لرئاسة الجمهوريّة سعيدة قراش في تصريحاتها الإعلاميّة. 

سخرت سعيدة قراش، الناطقة الرسميّة برئاسة الجمهوريّة،  في تصريحاتها الإعلاميّة بعد خروج الرئيس الباجي قائد السبسي من المستشفى العسكري، من تدوينة السياسي سليم الرياحي الذي اعتبر إنّ الرئيس تعرّض لحالة تسمّم وقالت في تصريح لشمس أف أم يوم الثلاثاء 2 جويلية 2019، إنّ سليم الرياحي ليس بطبيب في المستشفى العسكري وإنّ إختصاصه لا يخوّل له تقديم معطيات بهذه الخطورة وإنّه ليس من اللاّئق أن يسمح لنفسه بكتابة تدوينة من هذا النوع، وشدّدت على أنّ الطاقم الطبي هو المخوّل له فقط  لوصف الحالة الصحيّة لرئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، وأفادت إنّ قناة العربيّة قدّمت الإعتذار لرئاسة الجمهوريّة على عكس قناة النّهار الجزائريّة التي لم تعتذر على نشر إشاعة وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي.

بعد هذا التصريح لقراش، نشر سليم الرياحي يوم الأربعاء 3 جويلية 2019، تدوينة أخرى موجّهة لسعيدة قراش التي قالت إنّ الرياحي ليس بطبيب ليقيّم الحالة الصحيّة لرئيس الجمهوريّة الباجي قائد السبسي، قال سليم الرياحي صحيح إنّه ليس بطبيب ليشخّص حالة الرئيس ولكن إنّ حالة التسمّم التي صرّح بها هي صحيحة وأكّد إنّه يتحمّل مسؤوليته في ذلك وهو يتكلّم بكلّ ثبات ودقّة ولكنّ الناطقة الرسميّة برئاسة الجمهوريّة سعيدة قراش تعتمد أسلوب التضليل قائلا "تغطية عين الشمس بغربال"، ووصف ردّ قراش على تدوينته بالمتدهور وشدّد على إصراره في إنّ بيان رئاسة الجمهوريّة يوم تعرّض الرئيس الباجي قائد السبسي لوعكة صحيّة والمسؤولة عنه قراش هو بيان خبيث ومخطّط له لإرباك الرّأي العام وقال إنّ قراش ومن معها نجحوا في ذلك.

 

 

ولمّح في تدوينته إلى أنّ لديه بعض المعلومات السريّة عن خفايا مؤامرة ومكيدة تحيكها سعيدة قراش داخل قصر قرطاج رفقة بعض الأشخاص، مثل تنسيقها مع اللّيبي حسني التايب الفار من العدالة حسب قوله ومع محاميه رمزي مبارك من أجل تلفيق تهم تبييض أموال له  مما  تسبّب في تجميد أمواله يوم 28 جوان 2017، وتسبّب أيضا في تحجير السّفر عليه لمدّة طويلة، وقام سليم الرياحي بتنزيل صورة للشّخصين السّالف ذكرهما، وهما في قصر قرطاج في انتظار الإجتماع بسعيدة قراش يوم 13 جوان 2017، حسب ما دوّنه الرياحي قائلا إنّ ذلك الإجتماع مكيدة دبّرت له وسوف يفضح القضاء ذلك يوما ما وسيردّ له حقّه.

حرب التنابز التي اشتعلت بين السياسي سليم الرياحي مع الناطقة الرسميّة برئاسة الجمهوريّة سعيدة قراش، ما هي إلاّ جزء بسيط ومختصر من المكائد السياسية الأخرى الباردة التي تحاك في مجموعات منفردة بين أشباه السياسيين الوطنيين  الذّين برهنوا على امتداد ثمانية سنوات بعد ثورة التّونسيين الأحرار، فشلهم في تسيير شؤون أحزابهم وعدم إلتزامهم بوعودهم للشعب الذّي إختارهم، فمن أجل كرسي الرئاسة إستفاق السياسيون منذ أسبوعين وسارعوا لإرساء محكمة دستوريّة كان يجب لها أن تكون موجودة منذ أربعة سنوات على الأقل، المسار الديمقراطي اليوم  في تونس بات غير واضح ومهدّد من قبل أطراف غير مسؤولة داخل البلاد وخارجها.

يسرى رياحي 

 

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter