alexametrics
الأولى

تحالفات ما بعد الانتخابات التشريعية

مدّة القراءة : 3 دقيقة
تحالفات ما بعد الانتخابات التشريعية


الأحد 06 أكتوبر 2019، عاشت تونس على موعد جديد مع الانتخابات التشريعية الثالثة منذ 2011، والتي تسابق فيها 15 ألف مترشح بين قائمات حزبية وقائمات ائتلافية وأخرى مستقلة على 217 مقعدا في البرلمان.


الهيئة العليا المستقلة للانتخابات خصصت 254 مركز اقتراع في كل من القصرين وقفصة وسيدي بوزيد والكاف، فتحت بشكل استثنائي على الساعة العاشرة صباحا وأغلقت أبوابها في حدود الساعة الرابعة مساء، بينما فتحت بقية مراكز الاقتراع البالغ عددها 13830 داخل تراب الجمهورية وخارجها، أبوابها مع الساعة الثامنة صباحا.

 

بعد أن أغلقت كافة المكاتب أبوابها، بدأت النتائج الأولية تظهر، وقد انفردت بيزنس نيوز بالاشتراك مع مؤسسة ايمرود بنشر النتائج الأولية مباشرة من مراكز الاقتراع حسب الدوائر الانتخابية بالداخل. أشارت النتائج إلى تصدر حركة النهضة المرتبة الأولى بنسبة 18 فاصل 29 بالمائة يليها قلب تونس بنسبة 16 فاصل 28 بالمائة.

 

المرتبة الثالثة كانت من نصيب القائمات المستقلة بنسبة 11 فاصل 74 تليها حركة الشعب بنسبة 6 فاصل 8 ثم التيار الديمقراطي بنسبة 6 فاصل 37 بالمائة والدستوري الحر بنسبة 6 فاصل 14 وائتلاف الكرامة 6 فاصل 23 بالمائة.

 

وحسب التقديرات الأولية والتي شملت  27 دائرة انتخابيّة، فسيكون لحركة النهضة 40 مقعد داخل مجلس نواب الشعب و35 لحزب قلب تونس و19 مقعد للقائمات المستقلة، و17 مقعد من نصيب ائتلاف الكرامة وتحيا تونس في حين تحظى حركة الشعب بـ 15 مقعد والحزب الدستوري الحرّ 14 مقعد.


فور ظهور النتائج، انطلقت جماهير حركة النهضة في الاحتفال واكتساح الشوارع وأفرغت قيادات النهضة أرضية أحد قاعات مونبليزير، وسجدوا على الارض يأمهم شيخهم راشد الغنوشي شكرا لله الذي كتب لهم نصرهم هذا في مشهد، يذكرنا بأحداث منوبة 2012، وغزوة المنقالة، والصلاة في شارع الحبيب بورقيبة وغيرها من المظاهر التي تجر الدين الى الفضاء العمومي والحياة السياسية، وكأن التقدم في نسب أصوات تشريعات 2019 هو علامة أن النهضة حزب الله المختار و"ناس يخافو ربي" كما كانوا يدعون أنفسهم.

 

الشيخ راشد الغنوشي، كما يحلو لقيادات النهضة تسميته، صرّح بأنّ النهضة تقدّر مجلس نواب الشعب باعتباره مركز السلطة في تونس، وأنّه من الأمر العادي أن تترشّح النهضة في البرلمان، وأن رئاسة الجمهورية تبقى رئاسة رمزية.

 

رئيس حزب قلب تونس نبيل القروي المسجون،  توجّه برسالة إلى الشعب التونسي مؤكدا أنّ حزبه يفتح يديه لكلّ القوى والأحزاب الديمقراطية التقدمية والشخصيات الوطنيّة التي تسعى لإنقاذ البلاد والواعية بخطورة الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي تمر به البلاد، وأشار أنّ حزبه سينطلق في التفاوض والمشاورات، وسيعمل على تشريك أهم المنظمات الوطنية وعلى رأسها الاتحاد العام التونسيّ للشغل والاتحاد التونسيّ للصناعة والتجارة والصناعات التقليديّة واتحاد الفلاحين والاتحاد الوطني للمرأة للتشاور وعرض برنامج قلب تونس لتلقي اقتراحاتها وتصوراتها لإثرائه.

 

لكن القيادي بحزب قلب تونس حاتم المليكي صرّح اليوم الاثنين، بأن الحزب لن يتحالف مع حركة النهضة ولن يشارك في حكومة تشكلها النهضة وذلك لمسؤوليتها عن فشل السياسة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، ومحاولتها تمرير قانون الاقصاء، ووقوفها السياسي وراء وجود رئيس الحزب نبيل القروي في السجن.

 

 

سيف الدين مخلوف عن ائتلاف الكرامة المتحصل على نسبة 6 فاصل 23 بيّن أنه بإمكانهم التحالف مع حركة النهضة، وفي المقابل رفض أي تعامل مع حزب قلب تونس موضحا أنه هناك إمكانية تشكيل حكومة لكن من الضرورة أن يكون الخطّ الثوري وتحسين حياة الناس هي القاعدة التي يجب اتباعها في تشكيلها. وبيّن أن أعضاء ائتلاف الكرامة ستتعامل مع الأطراف التي تسعى إلى تحقيق أهداف الثورة وبناء تونس المتطورة مشددا على أن الائتلاف سيكون قوّة اقتراح داخل البرلمان.

 

عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري الحرّ الذي تحصل على نسبة 6 فاصل 14 بالمائة و14 مقعد حسب التقديرات الأولية، جدّدت رفضها التعامل مع الإسلاميين وأنها مستعدة للتفاوض والتعامل مع جميع الأحزاب السياسية لتشكيل الحكومة المقبلة شريطة أن لا تتحالف مع الإسلاميين ومشتقاتهم.

 

ودعت إلى لم شمل العائلة الوسطية الديمقراطية وتحالفها لتشكيل الحكومة دون الاخوان المسلمين ومشتقاتهم، وبينت أنه في صورة عدم تشكيل حكومة بدون إسلاميين فان الحزب الدستوري سيكون في الصفوف المعارضة.

 

محمد عبّو الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي والذي كان له نصيبا لا يستهان به من الأصوات قدّر بـ 6 فاصل 37 بالمائة أشار اثر الإعلان عن النتائج الأولية أن حزب التيار سيكون في المعارضة وستكون معارضته جديّة ومسؤولة.

 

يوم الأربعاء القادم 09 أكتوبر سيكون موعد الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات التشريعية من قبل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ووفق المؤشرات الأولى فإن هذه النتائج ستكون قريبة من النتائج الأولية التي تم الإعلان عنها سابقا.

 

اختلفت مواقف رؤساء وقادة الأحزاب الفائزة والتي احتلت المراتب الأولى، فيما يخص التحالفات الممكنة لتشكيل الحكومة وعلى ما يبدو فإن المعركة ستكون حامية الوطيس في الفترة القادمة وربّما نعيش سيناريو غير منتظر يؤدي إلى تغيير موازين القوى.

 

مروى يوسف

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter