تخوفات من حدوث موجة رابعة لفيروس كورونا

تزامنا مع انطلاق حملة التلقيح منذ يوم 13 مارس 2021 يواصل فيروس كورونا انتشاره في مختلف ولايات الجمهورية وسط تحذيرات من حصول موجة رابعة من فيروس كورونا و ذلك اما تواصل ارتفاع عدد الإصابات و عدد الوفيات بالفيروس حيث بلغت نسبة التحاليل الإيجابية يوم السبت 29 ماي 26.97 بالمائة و هي نسبة مرتفعة نوعا ما ، و تمّ تسجيل 1314 إصابة جديدة في نفس اليوم ليبلغ العدد الجملي للحالات المسجلة منذ شهر فيفري 2020 وإلى حدود يوم السبت  344688 حالة إصابة ، هذا و تم تسجيل 49 حالة وفاة جديدة و بلغ عدد المرضى الذين يتمّ التكفّل بهم في المستشفيات والمصحات الخاصة إلى حدود يوم السبت 2005 مريض وبلغ عدد المرضى بأقسام العناية المركزة  404 مريض وبلغ عدد المرضى تحت جهاز التنفس الإصطناعي 120 حالة ، و هي ارقام مقلقة و تدعو الى الحذر .

و حذر مدير معهد باستور الهاشمي لوزير من إمكانية حدوث موجة رابعة من فيروس كورونا داعيا التونسيين الى الاقبال على التلقيح و مؤكدا عمل وزارة الصحة على التسريع و التكثيف في عملية التطعيم و قال في مداخلة هاتفية في إذاعة موزاييك اف ام :" نعمل على تقريب اللقاح الى المواطن من خلال الفرق المتنقلة ، مراكز الصحة الأساسية و أيضا عن طريق تشريك الصيادلة من القطاع الخاص " و تجدر الإشارة في هذا السياق الى انه و رغم الجهود التي تبذلها وزارة الصحة لتشريك الصيدليات في حملة التطعيم عبر بعض الأطباء و ممثلي القطاع الطبي عن تخوفاتهم من هذا الاجراء و هو ما عبر عنه رئيس قسم كوفيد في مستشفى عبد الرحمان مامي بأريانة رفيق بوجدارية و الذي رفض هذا الاجراء  :" لانها ستصبح  بمثابة الاتجار بحياة الناس" وشبه رفيق بوجدارية في تصريح لإذاعة شمس اف ام  بيع اللقاحات في الصيدليات ببع الزيت المدعم :" من الممكن ان يصبح مصير اللقاحات اذا تم بيعها في الصيدليات كمصير الزيت المدعم ".

أما بالنسبة لحملة التطعيم و التي انطلقت منذ شهر مارس الماضي فقد بلغ  العدد الإجمالي للتلاقيح  922838 تلقيح ، و بلغ العدد الاجمالي للملقحين بالجرعة الثانية  298394 اما بالنسبة لعدد المسجلين في منظومة ايفاكس فقد بلغ 2059299 مسجل ، و وصلت نسبة الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالجرعة الأولى بلغ 29,9 بالمائة من جملة المسجلين  اما بالنسبة للأشخاص  الذين يبلغ سنهم  75 سنة فما فوق فقد بلغت نسبة التطعيم في هذه الفئة العمرية  74,7 بالمائة و في هذا الاطار رجح مدير معهد باستور إمكانية الوصول الى مليون جرعة تلقيح يوم غد الثلاثاء 1 جوان ، و يبقى هذه العدد متواضعا امام ما تسعى اليه وزارة الصحة من تطعيم 5 ملايين تونسي قبل موفى السنة الحالية 2021 و ما يجب فعله من اجل اكتساب المناعة الجماعية و عدوة الحياة الى ما كانت عليه قبل الجائحة .

و من المنتظر تكثيف عمليات التطعيم و الوصول الى 30 الف تطعيم  يوميا في شهر جويليا او شهر سبتمبر و ذلك حسب عدد التلاقيح التي ستتحصل عليها تونس ، و أشار لوزير في تصريحه الاذاعي الى حصول الصيدلية المركزية على مليون و 634 الف تلقيح :"و يوجد حاليا 539 ألف تلقيح في انتظار وصول 271 الف جرعة جديدة " .

التخوفات من حدوث موجة رابعة لفيروس كورونا لم يخفيها وزير الصحة فوزي المهدي و الذي توقع حدوث موجة جديدة انطلاقا من الأسبوعين المقبلين من شهر جوان الجاري مع إمكانية حصول ذروة الموجة الرابعة في شهر أوت المقبل ، لكن و رغم هذه التحذيرات سعى  وزير الصحة خلال جلسة استماع بلجنة الصحة والشؤون الاجتماعية الى طمأنة التونسيين و التأكيد على قدرة الوزارة على التصدي لهذه الموجة عن طريق توفير المعدات الازمة للمستشفيات على غرار توفير الاكسيجين و العمل على الترفيع في عدد الإطارات الطبية و شبه الطبية في أقسام الكوفيد .

تطمينات وزير الصحة تأتي في الوقت الذي عاشت فيه تونس نقصا فادحا في الاكسجين في بعض المستشفيات الامر الذي كاد ان يتسبب في كارثة حقيقية ، و في الوقت الذي وصلت فيه السلالة الجنوب افريقية الى تونس و التي تعرف بخطورتها و سرعة انتشارها فبحسب الناطقة الرسمية باسم اللجنة العلمية الدكتورة جليلة بن خليل ''خطورة السلالة جنوب إفريقية أكبر من السلالة الأصلية''.

عدوة فيروس كورونا في موجة رابعة في تونس لا يعد مفاجئ ، و ذلك بالنظر الى استهتار المواطنين و ضعف الإجراءات الوقائية و هو نتيجة منتظرة في ظل حالة العصيان و الرفض التي شهدتها فترة الإعلان عن الحجر الصحي الشامل ، فالتونسي اصبح  بين المطرقة و السندان في ظل الازمة الصحية و الازمة الاقتصادية و اصبح ضحية لاختياراته برفضه المثول لقرارات الحكومة و للبروتوكولات الصحية و ضحية أيضا لقرارات ضعيفة و متأخرة .

رباب علوي