alexametrics
الأولى

الاستقالات في قلب تونس: بداية الاندثار أم ظاهرة صحية؟

مدّة القراءة : 4 دقيقة
الاستقالات في قلب تونس: بداية الاندثار أم ظاهرة صحية؟

 

 

انخفض عدد نواب كتلة قلب تونس بمجلس نواب الشعب إلى 27 بعد ان أعلن النائبان مراد الحمزاوي و زهير مخلوف استقالتهما بعد ان كانت كتلة قلب تونس الثانية من ناحية العدد في مجلس نواب الشعب ب38 نائبا بعد انتخابات 2019.

حيث أكد مكتب رئيس مجلس النواب في بيان معاينته لاستقالة النائب مراد الحمزاوي من كتلة قلب تونس، و اعلان زهير مخلوف لاستقالته في رسالة نشرها امس الخميس 14 ماي 2020 تحدث فيها بإطناب عن الاسباب التي دعته للاستقالة، في وقت اشتعلت فيه الحرب داخل المجلس بخصوص السياحة الحزبية و اطلاق مبادرة من اجل منعها و الزام كل نائب بالبقاء الوجوبي صلب الحزب أو الحركة أو الائتلاف الذي ترشح عنه للمجلس.

 

  • استقالات تنذر بتفتت الحزب

لم يتوقف نزيف الاستقالات و الحديث عن الانشقاقات صلب قلب تونس منذ الانتخابات حيث كاد الحزب ينقسم الى نصفين بسبب التصويت على حكومة الحبيب الجملي من عدمها و تحدثت وسائل الاعلام حينها عن سيناريو شبيه بما حدث لنداء تونس  ولم تهدأ نيران الخلافات داخل كتلة "قلب تونس" منذ ذلك الوقت لتنتهي بإعلان ، 11 نائبا استقالتهم، قبل أن يتراجع منهم اثنان، بينما أسس المنسحبون التسعة البقية كتلة جديدة اُطلق عليها "الكتلة الوطنية" برئاسة حاتم المليكي.

وبقي من كتلة "قلب تونس" 27 نائبا بعد أن كانت تضم 38 عضوا مباشرة بعد الانتخابات، محتلة بذلك المركز الثاني بعد حزب النهضة الاسلامي.

و قال زهير مخلوف في نص استقالته أن المشكل الاساسي بعد صدور نتائج الانتخابات وخروج نبيل القروي من السجن هو أن استراتيجية الحزب لم تعد واضحة وخطى سيره  لم تعد ثابتة حيث  تخلّى قياديوه  عن المبادئ التي جمّعتهم والقيم التي وحدتهم والبرامج التي توافقوا عليها وضوابط العلاقة السياسية التي تربطهم بالآخرين وخاصة الحزب الفائز الأول في الانتخابات اي حركة النهضة ورئيس الجمهورية الفائز بالرئاسة .

و اضاف مخلوف أن المشاكل ازدادت بعد اتخاذ بعض المواقف والخيارات وصدور كثير من تصريحات بعض قيادات الحزب التي وردت متشنجة وغير رصينة ولم تتأسس على المبادئ والقيم التي اتسم بها الحزب و أصبح رهين توجّه وموقف وخيار ووجهة نظر آحادي الجانب من نبيل القروي يتمّ رسم التحالفات فيها  والاختيارات السياسية والمواقف البينيّة ضمن نظرة خصوصية لا شمولية  وتتصف بالضيق وعدم الاستقلالية مؤكدا في نفس الوقت أن الاستقالات في حزب قلب تونس كانت مبررة وموضوعية وقوية الارتكاز والتعليل والتبرير ،ولا دخل  لما يعتقد البعض من وجود إغراءات سياسية أو مادية أو مناورات مع أحزاب أخرى سواء في الحكم أو خارجه ولا وجود أيضا لوعود أو أطماع أو ترغيب أو ترهيب.

و الاشكال الحقيقي أن التسريبات لازالت تؤكد وجود استقالات اخرى في كتلة الحزب خلال قادم الايام في حالة عدم الجلوس على طاولة واحدة و النقاش الجدي المقرون بطرح نقاط الجدل الأساسية.

  • السياحة الحزبية أصل الداء

طرحت كتلة حركة النهضة بمساندة من كتلتي قلب تونس و ائتلاف الكرامة مشروعا لتنقيح الفصل 45 من النظام الداخلي بما يمنع السياحة الحزبية، وبررت الكتل المصادقة على التعديل هذا مقترحها بسعيها لأخلقة المشهد السياسي ، وإنهاء ظاهرة السياحة الحزبية التي أثرت على استقرار الكتل البرلمانية وعلى تماسك الأحزاب، وساهمت في تشويه صورة النواب لدى ناخبيهم و ساهمت في ترذيل العمل السياسي و الحزبي.

وندد حزب قلب تونس في بيان رسمي بتواصل ظاهرة السياحة الحزبية، داعيا إلى ضرورة وضع حد لهذه الظاهرة "التي تلوث الحياة السياسية وتساهم في تنفير المواطنين من اعمل السياسي ، وتهدد المسار الديمقراطي، وتمثل خداعا للناخبين وتدليسا لإرادتهم حسب ما ورد في نص البيان.

و قال الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي في تصريح لاكسبريس اف ام أن هذا الفصل تم تفصيله على قياس حزب قلب تونس لمنع خروج أي نائب من كتلتها مشيرا إلى أن حركة النهضة تدعم حليفها البرلماني لأنها ستستفيد من هذا الفصل لتمرير مشاريع قوانين في المستقبل.

وأضاف المغزواي أن حركة النهضة كانت في الدورة النيابية السابقة ضد هذا الفصل لأنها مستفيدة من التشتت البرلماني وفق قوله.

و في نفس السياق اعتبر النائب عن الكتلة الديمقراطية منجي الرحوي ان تنقيح الفصل المتعلق بالسياحة الحزبية تعد على القانون الانتخابي وعلى الدستور وعلى الحياة البرلمانية وإصابة للديمقراطية في مقتل وتعبيد لطريق سيارة نحو الاستبداد والدكتاتورية” متهما “حركة النهضة وفرعها من رابطات حماية الثورة الممثل برلمانيا في ائتلاف الكرامة بالسعي لتمرير هذا الاقتراح بتواطئ مع ما بقي من حزب قلب تونس من أجل تحصينه من اية إمكانية لنقص عدد كتلته البرلمانية استعدادا للمرحلة المقبلة.

  • ظاهرة صحية تدل على سلامة الحزب

عكس ما سبق و عكس القول بأن قلب تونس في طريقه الى التشتت و التشرذم يعتبر بعض الملاحظين أن ما يحدث في الحزب علامة صحية و شيء طبيعي فقلب تونس تأسس في ظرف استثنائي قبل الانتخابات الرئاسية و التشريعية بأشهر معدودة، و جاء تأسيسه في ظل غياب منافس حقيقي لحركة النهضة و بهدف واضح هو قطع الطريق على النهضة و منعها من تحقيق أغلبية برلمانية تسمح لها بالحكم المنفرد و بقيادات اساسية من  حزب نداء تونس كسفيان طوبال و بدرجة أقل رضا شرف الدين و عماد أولاد جبريل  و حقق هدفه نسبيا بأن كان الحزب الثاني في المجلس و من الطبيعي ان يقوم بغربلة هيكلته الداخلية و ابعاد الوجوه التي قد تساهم في الانشقاق الداخلي حيث صرح اسامة الخليفي ان الحزب تلقى استقالة زهير مخلوف من الحزب بكل ارتياح.

و يفسر ايضا اصحاب هدا التوجه استقالة كتلة المليكي بتوجه الحزب الغير راغب في الحكم و الراغب في بناء حزب قوي قادر على الاستمرار و برغبة بعض الوجوه في وضع قدم في الحكم و هو ما حدث أو سيحدث في نظرهم يرون ان كتلة المليكي ستكون حجر الأساس في الكتلة النيابة التي سيأسسها رئيس الحكومة الحالي الياس الفخفاخ، رغم نفي المليكي في تصريح نقلته بزنس نيوز، و بالتالي فان خروجهم من الحزب نقطة ايجابية و ليس العكس و ستسمح لقلب تونس بإعادة بناء حزب قوي و متماسك حتى بعدد أقل من النواب.

  • يمين كاذبة و ارتياح لاستقالة مخلوف

قيادي في قلب تونس أكد لبزنس نيوز  وجود ارتياح صلب الحزب لاستقالة زهير مخلوف خاصة صلب النساء اللاتي تعرضن إلى الضغط من قبل جمعيات ومنظمات نسائية في علاقة بالقضية والتهمة اللا أخلاقية المتورط فيها النائب كما انه محسوب على الكتلة المنسحبة و التي اختلفت مع الحزب بخصوص التصويت لحكومة الجملي و كان يتسبب في الخلاف و التنافر بين نواب الحزب في اكثر من مناسبة معتبرا انه مكلف بمهمة فشل فيها.

كما اضاف مخاطبنا أن النواب المستقيلين من الحزب فقدوا ثقة ناخبيهم فيهم و فقدوا مصداقيتهم السياسية بالإضافة الى مصداقيتهم الاخلاقية خصوصا عندما سينشر الحزب مقطع فيديو للقسم على القران للنواب المستقيلين و التزامهم بعدم الاستقالة من الكتلة النيابية للحزب مهما كانت الأسباب و الدوافع مؤكدا ان اليمين الكاذبة ليست أمرا سهلا من المنطلق الديني و الاخلاقي.

في كل الاحوال يتميز المشهد الساسي الان بالضبابية و عدم الاستقرار في كل الأحزاب بما فيها النهضة الحزب العقائدي القائم على انتماء و هوية و من السابق لأوانه اصدار حكم عن ما سيحدث في قادم الايام خصوصا مع ما ينتشر من أخبار حول اعتزام رئيس الحكومة الياس الفخفاخ تأسيس كتلة نيابية نواة لحزب سياسي  خصوصا اننا في تونس نملك سابقة لتأسس حزب سياسي من رحم البرلمان.

 

حسام بن أحمد

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter