alexametrics
الأولى

الحبيب الجملي: بطل في عين النهضة، حصان طروادة في عين معارضيها

مدّة القراءة : 3 دقيقة
الحبيب الجملي: بطل في عين النهضة، حصان طروادة في عين معارضيها

 

شدد الحبيب الجملي خلال الكلمة التي ألقاها بقصر الضيافة الاثنين الماضي بمناسبة إعلانه عن تشكيل حكومة كفاءات مستقلة عن جميع الأحزاب، شدد على تحميل الجميع مسؤوليته إزاء المقترح الذي سيتقدم به لنيل الثقة على مجلس النواب في نية لإحراج حركة الشعب والتيار الديمقراطي وتحيا تونس بما أن موقف بقية الكتل كان واضحا منذ البداية سواء بالرفض أو بالدعم المشروط.

الحبيب الجملي الذي وصفته حركة النهضة بالبطل المنقذ الذي سيخرج البلاد من النفق المظلم وضبابية المشهد السياسي بحكومة كفاءات وطنية ستنال الدعم الذي لم تنله حكومة قبلها، حسب قول راشد الغنوشي رئيس الحركة، لم يعلن أثناء كلمته عن الحزام السياسي الذي سيدعم "كفاءاته" أثناء التصويت فهو يعي جيدا أنه سيفشل حتما ان لم يقدر على توفير أغلبية 109 صوت اللازمة لمرور الحكومة وبالتالي من المستحيل أن يشكل حكومة مستقلة عن الأحزاب.

النهضة التي تقوم بالتفاوض من أجل إنجاح حكومة مرشحها ضمنت مساندة كتلة قلب تونس التي تعتبر نفسها صاحبة مشروع تكوين حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة عن الأحزاب وستصوت لفائدتها مما يعني كتلة واضحة يشكلها 92 نائبا، يعني أنها مطالبة بضمان 17 نائبا اخر لضمان مرور الحكومة.

و بقطع النظر عن التصويت للحكومة فان الدعم السياسي الذي حصلت عليه حكومة الكفاءات الوطنية المستقلة من النهضة لم يكن كاملا  فبعض القيادات في النهضة تخالف الحبيب الجملي الرأي و ترى أن حكومة كفاءات وطنية ليس الحل المناسب لمشاكل سياسية بامتياز وهو ما عبر عنه عبد اللطيف المكي، في تدوينة على صفحته بـ"فيسبوك"، موضحا أن "حكومة التكنوقراط هو حل ترقيعي إذ أن أوضاع البلاد تحتاج أساسا إلى خيارات سياسية، ما يجعلها تتجه لحلول تم املائها من دون تعديل أو تغيير، كما لن تكون هذه الحكومة محتضنة شعبيا بصورة حقيقية، والأحزاب التي منحتها الثقة يسهل أن تتنصل منها في كل مرحلة بحجة أنها كانت حلا اضطراريا".

 في الجهة المقابلة حسمت كتلة الدستوري الحر موقفها نهائيا منذ البداية وأعلنت عن عدم تصويتها لحكومة الجملي مهما كانت تركيبتها ورفضت حتى مقابلة رئيس الحكومة المكلف أو مناقشته كذلك قررت حركة الشعب والتيار الديمقراطي و تحيا تونس عدم المشاركة في الحكومة من ناحية المبدأ تاركة أمر التصويت من عدمه بعد الاطلاع على التركيبة الحكومية في صورة جاءت التركيبة مستقلة فعلا وليست حكومة قلب تونس والنهضة مع اعتبار ذلك مستبعدا استنادا على سير المفاوضات مع الجملي حيث يبدو متشبثا ببعض الأسماء التي لم تعجب التيار والشعب و بالتالي من المستبعد ان يوافقا على التصويت للحكومة.

ائتلاف الكرامة انقسم بين مساند للحكومة وسيصوت لفائدتها وبين معارض لأي تقارب مع حركة النهضة ومتشبث بالمسار الثوري وبالتالي فمن غير الواضح أنه قد يشكل ضمانة حقيقية يمكن الاعتماد عليها لضمان نجاح الحكومة فسيف مخلوف أكّد أنّ تصويت ائتلاف الكرامة على حكومة الجملي غير وارد، مشيرا إلى أنّ حزبه’ لا يؤمن بمستقلّين' وأنّ الجميع لهم توجهات وموقف سياسي، لا وجود لمستقلين بالمعنى المطلق.

هذا التمشي في التفكير يتعارض تماما مع الثقة التي تحدثت بها حركة النهضة على لسان رئيسها حين قال إن حكومة الجملي ستكون مدعومة أكثر من أي حكومة أخرى الا في حالة أن النهضة تتعامل مع معطيات أخرى خلف الكواليس غير التي أعلنتها الكتل والأحزاب في خطاباتها الرسمية أو انها تخفي مفاجأة في الأسماء المقترحة وستعمل فعلا على اختيار شخصيات وطنية وازنة وموثوق في نظافة يدها وكفاءتها وتحظى بدعم الجميع على اختلاف انتماءاتهم الحزبية.

حسونة الناصفي لمح اليوم الخميس الى إمكانية مرور حكومة الجملي بأغلبية غير مريحة لا تتجاوز ال 109 بكثير مؤكدا أن كتلته لم تحسم أمرها بعد وستقرر موقفها بعد ان يكشف رئيس الحكومة المكلف عن تركيبة الحكومة مؤكدا أن حركة النهضة أرادت ان تورط التيار وحركة الشعب وتبين انهم رافضون للمشاركة في الحكومة منذ البداية وهو ما يجعل الأمر غامضا ومفتوحا على أكثر من سيناريو.

الحبيب الجملي البطل في عين حركة النهضة أصبح يعتبر حصان طروادة في عين معارضيها حيث يعتبر أغلب المعارضين أن" حكومة الكفاءات "سترفع الحرج عن حركة النهضة وتمكنها من التعامل مع قلب تونس بتعلة مكرهات السياسة ورفض الأحزاب الثورية المشاركة في حكومة تقصى رموز الفساد وتحاول العمل على اصلاح تونس وحمايتها و بالتالي تخفف الضغط على أنصارها و تخفف الضغط أيضا على قيادات النهضة ففي حال فشل رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي في مهلته الدستورية التي وقع تمديدها شهرا إضافيا، فإن رئيس البلاد قيس سعيّد سيكلف شخصية أخرى مستقلة بالمهمة و هو السيناريو الذي تتحاشاه النهضة قدر الإمكان لكنها قد تجد نفسه ازائه و حينها لن يكون رفضها سهلا فهو سيعني حل مجلس النواب و بالتالي سيزيد الضغط على المجلس و قد تمر حكومة الرئيس مهما كان من سيشكلها حفاضا على وجود البرلمان و تجنبا لفرضية انتخابات مبكرة.

حسام بن أحمد 

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter