alexametrics
الأولى

المثليون- مـــُواطنونا الذين يعيشون في الظلّ

مدّة القراءة : 5 دقيقة
المثليون- مـــُواطنونا الذين يعيشون في الظلّ

"مُوش وقتو" هي اللفظة التي تنطقُ بها ألسنة "النخبة" التونسيّة حين يتسلل الى الحديث موضوع حقوق الأقليات الجنسيّة في تونس، "موش وقتو" التي تغادرُ الأفواه واثقة سريعة حازمة.

 

لم؟ لأنّ النُخبة التونسية المحافظة التي توجسّت سابقا من الحركة النسويّة وأطردتها من النضال الوطني وعملت على اقصائها من الحياة السياسية كحركة مستقلّة ذات مطالب واضحة، تعيدُ الان انتاج ذات ميكانيزم الدفاع عن ريادة الذكور أصحاب الامتيازات للنخبة التقدمية، الأكادمية، والحقوقية، والسياسية التونسية، ولمسنا هذا بوضوح خلال الحراك الاجتماعي جانفي -فيفري 2021 حين أقلق وجود النشطاء الكويريين العديد من الوجوه السياسية والحقوقية والنقابية المعروفة، المتشدّقة بثقافة حقوق الانسان- بُهتانا.


كيف يمكننا أن نحشد دعم أوسع لقضية مُجتمع الميم-عين، ونُطالب المشرّع بتغيير القوانين القروسطية، اذا كان "التقدميون" أنفسهم يمارسون الرهاب المثليّ ويُتفّهون مطالب مُواطنينا المحكومين بالحجر الأبديّ؟


لا يمكننا أن ننكر أنّ هذه النخبة المُتغطرسة التقليدية هي جُزء من المشكل، ودعونا نقل بلا حرج أنّ أغلب المثقفين والكتاب والسياسيين لا يملكون موقفا واضحا من هذه القضية، لا هُم بمناصرين ولا حُلفاء، رغم أنّهم يعلمون أنّ المساواة مبدأ لا يقبل المساومة، ورغم أنّهم يعلمون أنّ أنظمة القمع مترابطة مما يعني أن المعركة من أجل العدالة معركة تقاطعيّة تُمثلّها معادلة "كلّ الحقوق لكـــلّ المواطنين". هل مصيرُ هذه النخبة أن تقودها فئة ترفض المراجعات؟ انّ مجتمع الميم عين يعيشُ جحيما  من التهميش المجتمعي والاقتصاديّ المضاعف، والتمييز في الولوج الى الرعاية الصحية، وكراهية شنيعة تنتهي غالبا بالعنف اذا لم نقل جرائم القتل. انّ القانون يسمحُ باعتقالهم ومحاكمتهم دون أدلة لجريمة غير موجودة، وانتهاك حرمتهم الجسدية عبر فحوص العار (الفحوص الشرجية) التي تُصنف دوليا ضربا من التعذيب.


انطلق منذ أمس 1 جوان، شهر الفخر. وهو شهر يفخرُ فيه مجتمع الميم بنضالاته وهوياتّه المتنوعة، التي لازلنا للأسف لا نملك لها مصطلحات في اللغة العربية ولا يمكننا التحدث عنها بالصيغ المناسبة لنضمن حسن تمثيل هذه الفئة من مواطنينا مثلما يريدوننا أن نتحدث عنهم، بالضمائر التي تُناسبهم، اننا لا نملك حتى أبجديات الأدوات الاصطلاحية التي قد نبني عليها نقاشا. منظارُ اللغة الذي لا يعترف سوى بازدواجية الضمائر يقيدّنا حتى حين نكتب عن من هم في الظلّ، لكن هذا لن يمنعنا من تقديم بعض الاضاءات والتعريفات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة، والتي قد تكون مفيدة لكسر الجليد عن هذا "التابو" الذي لا نتحدثّ عنه لأنه مش وقتو، فحقوق الانسان ليست رفاهيّة يمكن أن تؤجل الى وقت اخر :

- بينما أنت تُحبّ، تعبّر عن حبّك بحرية، يمكنك التواجد في أي مكان دون خوف، يمكنك الزواج، وتأسيس عائلة، يوجد أكثر من 17 ألف مواطن ممنوعون من هذا الحقّ، ويبقى هذا الرقم تقريبيا لأنّ أغلبهم لا يعلنون توجهاتهم خوفا من ثالوث الدين، العائلة، والقانون. يُجرّم القانون التونسي في فصله 230 من المجلة الجزائية، فعلا يتم بين شخصين بالغيْن برضاهما في حدود مجالهما الشخصي، أي أنّ هؤلاء المواطنين يعتبرون مجرمين في حالة سراح. هذا الفصل لا دستوري، لا انسانّي، انتهاك للحريات الفردية، للحرمة الجسدية، وللمساواة أمام القانون. عكس المعتقد السائد، ليس هذا الفصل ذو بعد ديني ولا يستند على الشريعة الاسلامية (التي تتضمن عقوبات كالاعدام والرجم والرمي من بناء شاهق). وليس هذا الفصل مستندا على العرف العربيّ لأن الثقافة العربية قديما احتضنت التنوّع الجندري والجنساني. ما مصدرهُ اذن؟ الاستعمار. يعيدنا هذا الفصل الى قاعدة النضال التقاطعيّ وترابط بُنى الهيمنة، والقمع المضاعف الذي يتعرّض له الهامشيُّ من قبل المضطهد: الأنظمة القمعية تشترك في كونها أنظمة عنصرية على كل المستويات، من ذلك فان المهيمن هو الذي يتحكم في مصير الأقليات. هذا الفصل يعود إلى سنة 1913 أي أنّ تجريم المثلية في تونس ... يعود إلى فقه القضاء الفرنسي.


- للحديث عن المثليين، من غير المقبول استخدام كلمات مهينة، مثل "لوطي"، و"شاذ"، مخنّث. المصطلح المحايد هو "مثلي". يمكنك السؤال عن الضمير الذي يُفضل الشخص من ذوي التعبيرات الجندرية غير المعيارية استخدامه، هي، هو، هم. تعني لفظة مجتمع الميم عين، مجتمع المثليين والمثليات، العابرين والعابرات.
- للحديث عن غير المثليين، لا يجب استخدام مصطلحات مثل "ذو توجه جنسي أو ميولات طبيعية" لأنّ ذلك نوع من العنف الرمزي المبني على افتراض أن المثلي غير طبيعي.
- جندر كوير (Genderqueer) هو اعتبار الجندر طيفًا وليس قُطبين متناقضين مذكر ومؤنث وعدم التنزل ضمن هوية جنسية محددة. قد ﻻ يجد الشخص نفسه منتميا بشكل تام ﻻحدى هاتين الفئتين، هو مصطلح شامل لا يرى الجنسانية أبيضا وأسودا، ويعترف بوجود عشرات التوجهات الجنسية الأخرى التي لا تتضمنها التعريفات التقليدية.

- يشير مصطلح LGBT إلى المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية، ويشير مصطلح LGBTI إلى المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية وحاملي صفات الجنسين.
مغايرو الهوية الجنسانية (TRANSGENDER/TRANS)
مغايرو الهوية الجنسانية أو العابرون مصطلح جامع يستخدم لوصف طائفة واسعة من الهويات التي تعتبر مظاهرها وخصائصها غير مألوفة من الناحية الجنسانية، ويشمل ذلك المتحولين جنسيا، والأشخاص الذين يصفون أنفسهم بالجنس الثالث. وتعرِّف مغايرات الهوية الجنسانية أو العابرات (transwomen) أنفسهن بالنساء، ولكنهن صُنفن من الذكور عند الولادة، ويعرِّف مغايرو الهوية الجنسانية (transmen) أنفسهم بالرجال ولكنهم صنفوا من الإناث عند الولادة، في حين أن مغايري الهوية الجنسانية الآخرين لا يصنفون أنفسهم في أي جنس من الثنائية الجنسانية. ويلجأ بعض مغايري الهوية الجنسانية إلى العمليات الجراحية أو يتناولون الهرمونات لمواءمة أجسادهم مع هوياتهم الجنسانية، بينما يتفادى ذلك آخرون.


الميل الجنسي
يشير الميل الجنسي إلى انجذاب الشخص إلى الآخرين جسديا أو عاطفيا أو شعوريا. ولكل فرد ميله الجنسي الذي يشكل جزءا من هويته. وينجذب المثليون والمثليات إلى أفراد من نفس نوع جنسهم. وينجذب الغيريون جنسيا إلى أفراد من نوع الجنس الذي يختلف عن نوع جنسهم. وينجذب مزدوجو الميل الجنسي (المشار إليهم أحيانا بمختصر ’’bi‘‘) إلى أفراد من نفس نوع الجنس أو نوع جنس مختلف. ولا يرتبط الميل الجنسي بالهوية الجنسانية والخصائص الجنسية.

الهوية الجنسانية
تعكس الهوية الجنسانية شعورا عميقا ومُعاشا بنوع جنس المرء. ولكل فرد هويته الجنسانية التي تشكل جزءا من هويته الشاملة. وعادة ما توافق الهوية الجنسانية للشخص نوع الجنس الذي يسند إليه عند الولادة. ومصطلح مغايرو الهوية الجنسانية (الذي يختصر أحيانا في ’’Trans‘‘) هو مصطلح جامع يُستخدم لوصف أشخاص لهم طائفة واسعة من الهويات – ومنهم المتحولون جنسيا، ومغايرو اللباس (المشار إليهم أحيانا بالمتشبهين بالجنس الآخر)، والأشخاص الذين يصفون أنفسهم بالجنس الثالث، وغيرهم ممن تُعتبر مظاهرهم وخصائصهم الجنسانية غير مألوفة والذين تختلف نظرتهم إلى نوع الجنس الخاص بهم عن نوع الجنس الذي أسند إليهم عند الولادة. وتُعرِّف مغايرات الهوية الجنسانية (transwomen) أنفسهن بالنساء ولكنهن صُنفن من الذكور عند الولادة. يعرف مغايرو الهوية الجنسانية (transmen) أنفسهم بالرجال ولكنهم صنفوا من الإناث عند الولادة. أما مصطلح مطابقو الهوية الجنسانية (cisgender)، فهو مصطلح يُستخدم للإشارة إلى الأشخاص الذين تطابق نظرتهم إلى نوع الجنس الخاص بهم نوع الجنس الذي أسند إليهم عند الولادة. والهوية الجنسانية تختلف عن الميل الجنسي والخصائص الجنسية.

المظهر الجنساني
المظهر الجنساني هو الطريقة التي يعبر بها الشخص عن نوعه جنسه من خلال الأفعال والمظاهر. ويمكن أن يكون المظهر الجنساني مزيجا من السمات الذكورية أو الأنثوية أو السمات المزدوجة. وبالنسبة للكثير من الناس، يتماشى المظهر الجنساني مع الأفكار التي ترى مجتمعاتنا أنها ملائمة لنوع الجنس. ويختلف ذلك بالنسبة لآخرين. والأشخاص الذين لا يطابق مظهرهم الجنساني معايير وتوقعات المجتمع، مثل الرجال الذين يعتبرون ’’أنثويين‘‘ والنساء اللائي يعتبرن ’’ذكوريات‘‘، كثيرا ما يتعرضون لجزاءات قاسية تشمل العنف البدني والجنسي والنفسي والتسلط. ولا يرتبط المظهر الجنساني للشخص دائما بنوع جنسه البيولوجي أو هويته الجنسانية أو ميله الجنسي.


بعضُ الأمثلة عن الميولات الجنسية:

gay -مثلي: الأشخاص الذين يميلون عاطفيا و جنسيا لنفس الجنس.
Pansexual :
أحد التوجهات الجنسية الواسعة والحرة، حيث يرتبط الشعور بالانجذاب العاطفي أو الجنسي بالشخص، بغض النظر عن الميول أو الهوية الجنسية.
Bisexual :
ثنائيي الجنس هم الذين ينجذبون إلى أشخاص من كلا الجنسين.
Asexual :
من لا يرغب في أي نشاط جنسي، ولا ترتبط الحميمية لديه بالجنس قد يكون في علاقة عاطفية أو أعزبا ولكنه لا يرغب في أي اتصال جنسي مع الطرف الآخر.


لشُحّ الدراسات باللغة العربية في هذا المجال، وكون الهويات الجندريّــة ليست مفاهيم جامدة وتتميّزُ بالانسيابية والتغيّر ولكلّ الحقّ في خلق تعريفه الخاص، نحنُ في بيزنس نيوز مستعدون للتعلّم منكم اذا كانت لكم اضافات أو اصلاح لما ورد في هذا المقال. انّ النضال الذي يقوم به مثليو تونس والعالم العربي من أجل الحقّ في التواجد بحريّة تحت الشمس يُشبه النضال الذي عاشته النساء، ودول الجنوب المستعمرة، والشعوب الأصلية التي تعرضت للابادة العرقية، والسودُ الذين تعرضّوا للعبودية. نحنُ نعلم أنّكم موجودون- وموجودات، ونتوق مثلكم الى يوم تكون فيه المساواة القاعدة لا الاستثناء.

 

عبير قاسمي 

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter