alexametrics
الأولى

ماذا وراء تغيُر لهجة الرئيس قيس سعيد ؟

مدّة القراءة : 4 دقيقة
ماذا وراء تغيُر لهجة الرئيس قيس سعيد ؟

 

أسال خطاب رئيس الجمهورية قيس سعيد يوم امس الخميس 9 ديسمبر 2021 خلال اشرافه على اجتماع مجلس الامن القومي الكثير من الحبر ، ليس لنبرته الحادة المعهودة او لتهديداته المعتادة انما لتغير لهجته و كلماته اللاذعة ، فبعد ان كان يتحدث عن المتآمرين و الضباع و السباع  و تهديده بالصواريخ " صواريخنا الجاهزة في منصات اطلاقها " أصبحت تونس " تتسع للجميع " .

و بعد حديثه  عن العملاء و الأعداء و اللصوص أصبح " الاختلاف في  التصورات و الآراء لا يعني انعدام التعايش " ، فتحولت خطابات التهديد و الوعيد الى دعوة الى التعايش و الوحدة ، و بعد ان كان يبرر كل مرة أسباب لجوئه الى الفصل 80 يوم 25 جويلية 2021 و بعد ان كان يتحدث عن خطر داهم ، أضحى يتحدث عن ضرورة وجود برنامج لإخراج تونس من وضعها الحالي  " السياسيات الضيقة لا تدوم و لن يبقى الا من يقوم بعمل و يطبق برنامجا يخرج تونس من وضعها الحالي " .

تغير نبرة الخطاب اثارت تساؤلات و تعليقات المتابعين للشأن العام في تونس من بينهم المحامية دليلة مصدق التي اكتفت بالإشارة الى وجود " انفصام في الشخصية " في تعليقها على خطاب الرئيس قيس سعيد خلال اجتماع مجلس الأمن القومي ليلة امس الخميس

 

 

 

 

 اما السياسي الصحبي بن فرج فقد تحدث عن تغير لهجة قيس سعيد ، و دون على صفحته على الفايسبوك " ساعات قليلة تفصل فيديو التخلي عن الدستور، عن فيديو مجلس الامن......... ولكن، تحول ب180 درجة في لهجة قيس سعيد " .

 

 

 

 

 

 ماهر المذيوب، مساعد رئيس مجلس نواب الشعب، عبّر عن ارتياحه للنبرة الجديدة التي اعتمدها رئيس الجمهورية قيس سعيد خلال إشرافه ليلة البارحة على اجتماع مجلس الأمن القومي، واعتبرها خطوة إيجابية ليتراجع الرئيس قيس سعيد عن الإجراءات التي اتخذها بعد 25 جويلية الفارط ومنها على وجه الخصوص الأمر الرئاسي 117، وفي هذا الإطار دعا مذيوب الرئيس قيس سعيد إلى ضرورة إرجاع البرلمان لسالف نشاطه وإلغاء كلّ القرارات التي اتخذها والسماح للنواب بالعودة إلى عملهم النيابي وإطلاق حوار وطني يجمع كلّ الفرقاء السياسيّين.


يبدو أنّ الحريق الذي اندلع  ظهر يوم الخميس، بالمقر المركزي لحركة النهضة وسط العاصمة، والذي أسفر عن وفاة شخصٍ كان قد أضرم النار في جسده وخلّف الحريق إصابات متفاوتة منها  إصابة القيادي في الحزب علي لعريّض على مستوى القدمين، بعد أن قفز من الطابق الثاني هربا من ألسنة اللهب، وقد تم نقلة إلى إحدى المصحات لتلقي الإسعافات الأولية فيما أصيب رئيس مجلس شورى الحركة، عبد الكريم الهاروني بحروق، قد أثّر إيجابيا في الرئيس قيس سعيد وهو ما جعله يُغيّر نبرة خطابه المتميّز بالتشنّج والغضب. 


خطاب هادئ ومتّزن ومسؤول وجدّي تميّز بإلقائه قيس سعيد خلال إشرافه مساء الخميس على اجتماع مجلس الأمن القومي، إذ أنّه لم يتردّد في تكرار تأكيده على ضرورة وحدة الشعب التونسي وتضامنه بعيدا عن كلّ الأعمال الإجرامية مُشدّدا على أنّ الدولة التونسية واحدة وقائمة بمؤسساتها وستظل آمنة وقوية وتعمل وفق القانون.

قيس سعيد في سابقة أولى منه، أكّد أنّ تونس لن تتقدم إلا في ظل قبول الآخر والتنافس النزيه، مشيرا إلى أن الحسابات السياسية الضيقة لا تدوم ولن يبقى إلا من يقوم بعمل ويطبق برنامجا يخرج تونس من وضعها الحالي.

وصرّح قائلا '' لا نستطيع أن نتقدّم إلاّ بأنّ كل فرد يقبل الآخر ويقبل التعايش معه ويقبل التنافس النزيه معه ، المهم أن تكون هناك وحدة بين التونسيين بشعورهم للإنتماء للدولة التونسية ''. 


بالنسبة للحريق الذي اندلع بالمقرّ المركزي لحركة النهضة، فإنّ  مكتب الإتصال بالمحكمة الابتدائية، أفاد أنّ التحريات الأولية تفيد بأن "الهالك وبعد الدخول إلى مقر النهضة وبوصوله الطابق الأول، أضرم النار في جسده" وقد تم تعهيد الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بالبحث، وفق المصدر الذي أكّد أن الأبحاث ما تزال جارية. بدورها، أعلنت وزارة الداخلية أن  المعطيات الأوليّة تفيد  أنّه تمّ العثور على جثة متفحّمة لشخص داخل مقرّ الحزب المذكور الذي تمّ التّعريف بهوّيته وهو من مواليد سنة 1970 قاطن بحيّ التحرير تونس العاصمة، عمل سابقا كعون استقبال.  بالإضافة إلى أنّ التحريات تفيد إلى أنه تمّت السّيطرة على الحريق وإجلاء كلّ المتواجدين بالمبنى ونقل 18 مصاب لتلقي العلاج منهم 16 حالة اختناق بسيط وشخص تعرّض لحروق متفاوتة الخطورة وشخص آخر تعرّض لكسور متعددة.


 

رباب علوي

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter