alexametrics
الأولى

من ضرب مؤسسات الدولة الى التسبب في موجة ثالثة من كورونا- الاسلاميّون أصل الشرور

مدّة القراءة : 5 دقيقة
من ضرب مؤسسات الدولة الى التسبب في موجة ثالثة من كورونا- الاسلاميّون أصل الشرور

لا يوجد أحد ليُلام على التعفّن والعبث الحاليّ على جميع الأصعدة سوى الاسلاميين وحلفائهم، ولن يكون عادلا أن يُوصف هؤلاء بلفظ اخر غير "المجرمين" كجزاء لما اقترفوا طيلة 10 سنوات من الخراب- ولكن خصوصا، على ما اقترفوه في السنة الأخيرة من بشائع. 

 

تستعدّ هياكل المهنة الى نشر قائمة أعداء الصحافة في تونس، والتي تتصدّرها حركة النهضة الاسلامية وائتلاف الكرامة وحزب الرحمة، ولكن هؤلاء ليسوا أعداء حريّة الرأي والتعبير فقط، بل أعداء الحريات العامة والفردية وأعداء مدنية الدولة ومؤسساته وهيئاتها الدستوريّة.

 

النهضة وعقد من التطبيع مع التطرّف

لم يكن تضمينُ مكوّنات المجتمع المدني لاسم الحزب الاسلامي في بيانهم المنددّ بالعملية الارهابيّة برامبوييه بباريس من قبيل الصدفة، اذ تتهم الجمعيات والمنظمات الممضية على البيان الحركة الاسلامية بأنه من حاضني الفكر المتطرف في تونس وساهمت في رعايته خلال عشرية الحكم في تونس التي شهدت فيها البلاد أبشع العمليات الارهابيّة  والاغتيالات السياسية.

  تواصل الحركة التساهل المُستراب مع التكفير العلني في البرلمان وخطاب الكراهية والتحريض والدعوة لزواج القاصرات وتطبيق الشريعة وغيرها من البشاعات التي مرّت بمجلس نوّاب منظومة 2019 المتكون اساسا من اليمين المتطرف والثوريين الاسلاميين الراديكاليين.

طبّعت النهضة ورئيسها راشد الغنوشي مع العنف اللفظي والعنف ضد النساء والعنف المادي تحت قبة باردو ومرّت الى  الفعل حيث اعتدت مليشيلتها بالعنف على الصحفيين في مسيرة 27 فيفري 2021. يجب أن يتحمّل الحزب الاسلامي مسؤوليته الأخلاقية في الدفاع عن الفكر الوهابيّ سنوات 2011 و2012 الذي نجني ثمارهُ اليوم، هذا الحزب الذي كان في السلطة منذ 2011 كان مدافعا شرسا عن السلفيين الجهاديين وتنظيم أنصار الشريعة المحظور وتنظيم الاخوان المسلمين ولا يمكنه طيّ صفحة الماضي القريب في بيان يتملصّ فيه من مسؤولية احتضان الفكر المتطرف والمساهمة في نشره بل والعودة اليه في 2019 عبر دعم غير مشروط للكتلة المارقة ائتلاف الكرامة ورئيسها محامي الارهابيين سيف مخلوف، الذين تستخدمهم الحركة لمهامها القذرة.

انّ الربط بين النهضة والارهاب أمر منطقيّ، لا رمي للتهم فيه، بل هو سرد للوقائع التي دعمت فيها النهضة التطرف والعنف بكلّ وضوح.

استنكر الحزب الاسلامي إدراج اسمه في ترويج الخطابات المُحرّضة على الكراهية والفتنة والعنف متهمة أن ذلك "مسعى مفضوح لتشويه سمعتها والإساءة إليها لتصفية حسابات ايديولوجيّة."

 

الحرب ضد الهايكا : فضيحة دولة 

لو فتحت جهاز الراديو يوم الاثنين 26 ماي على اذاعة القرآن الكريم، لأحسست أنك في أفغنستان. خطابات تكفير، اتهامات، تحريض علني ضد السلامة الجسدية لأعضاء الهايكا وفتح مباشر للمصدح لتعاليق المواطنين للاحتفال بـ"نُصرة اذاعة القرآن على أعدائها". جاءت هذه الأمسية التكفيرية على موجات الأثير، بعد أن منع وكيل الجمهورية بزغوان محامي الهايكا من نيابة الهيئة واعلام مركز الحرس بزغوان بذلك.

بعد أشهر من التكفير والوعيد، وبعد محاصرة مقر الهايكا من قبل التكفريين ورفع شعار "لا اله الا الله والهايكا عدوة الله" على مرأى ومسمع من قوّات الأمن التي لم تحرك ساكنا- عوض أن يتم توجيه الاتهام لسعيد الجزيري النائب المتطرف الذي يتخفى وراء حصانته لتمرير الخطابات المتطرفة بطريقة غير قانونية ودون رخصة بثّ، أصبحت الهايكا المتهم في هذه القضية حيث تم استدعاء رئيسها وأعوانها للتحقيق بتهمة "محاولة اغتيال سعيد الجزيري وسرقة ممتلكاته" بعد أن قام أعوان الهايكا بمهامهم ونفذوا قرار مصادرة معدات الاذاعة غير القانونيّة والتي اتضح لاحقا أنها معدات مهربة.

 

محامي الهايكا عبد الناصر العويني أكد أن قناة الجزيري خصصت بثا مباشرا للتكفير والتحريض ضد أعضاء الهايكا فاتحا المصدح للمواطنين. وأكد أن الاشكال في بسط الهايكا لسلطتها على كامل القطاع، أنه لها صلاحيات السلطة العامة والحزام السياسي والاسلاميين يريدون تجريدها من السلطة التي تملكها لأنه يوجد صراع حول السلطة لا غير.

وتابع العويني، أن المؤسسة الأمنية والقضائية قادرة على القاء القبض على مواطنين خرقوا حظر التجول  لكنها لا تحرك ساكنا للقبض على نائب تكفيري خارج عن القانون، مما يعني أنه يوجد تهديد ممنهج للنخبة التي تدير الشأن العام الاعلامي لوضعها تحت طائلة  التهديد بالسجن وتكببيلها لأنهم يعلمون ان هذا القطاع مربح سياسيا والدور قادم لقنوات النهضة وقلب تونس.

 

في تصريح لبيزنس نيوز أعلن عضو الهيئة هشام السنوسي أنّ الهايكا قررت التوجه بتقرير لرئاسة الجمهورية يُعرض خلال مجلس الأمن القومي، يتضمن ملفات وسائل الاعلام غير القانونية التي تواصل العمل خارقة قرارات الهايكا، (وهي أساسا اذاعة القران الكريم، القنوات غير الحاصلة على اجازة نسمة، الزيتونة، وحنبعل). وأكّد السنوسي أن الهيئة شكّلت فريقا مختصا من الصحفيين المستقلين والمختصين في القانون لاعداد التقرير ورفعه لقرطاج، وفق اتفاق سابق مع رئيس الجمهورية في اخر لقاء جمعه بأعضاء الهايكا.

 

وواصل السنوسي، أن الهيئة قررت التوجه للقضاء العسكري بشأن قضية اذاعة سعيد الجزيري المارقة للقانون بسبب العثور على تجهيزات مُهربة لدى النائب المتطرّف قيمتها عشرات الملايين، لا تحمل اي أثر ديواني أو وثائق تثبت دخولها التراب التونسي بشكل قانوني.

 

الى جانب تهديدهم مكسب الحريات العامة، ولجوءهم لأساليب قذرة للتشويه، فان النهضة مسؤولة كذلك عن تهديد الأمن العام. أخبار الوفيات جرّاء كورونا اجتاحت مواقع النواصل لا يمر يوم دون أن تعترضك عشرات الأخبار المحزنة عن صديق خسر حد أفراد عائلته، كورونا قتل عائلات برمتها ولم تعد نسب الوفاة مقتصرة على المسنين، 80 بالمائة ممن يتم تزويدهم بالأنبوب في الانعاش يتوفون، سجلت تونس 119 وفاة  في 24 ساعة  وتصدرت نسب الوفيات في القرة لأسابيع، ومن المنتظر أن يستمر هذا النزيف الذي سببته النهضة لسببين، السبب الأول كونها جزءا من السلطة التي أدارت الأزمة بشكل كارثيّ ولم تتمكن من انقاذ مواطنيها وخاضت صراعات سياسية طيلة سنة 2020 محورها السلطة والخقائب الوزارية دون أن تنجحفي توفير التلاقيح للمواطنين، والسبب الثاني، هو مسيرة المجرمين التي غطّت وجه شارع محمد الخامس وشارع الحبيب بورقيبة استعراضا لقوى النهضة، مسيرة رفضتها وزارة الصحة واللجنة العلمية وأصر الحزب الاسلامي على  القيام بها وحشد عشرات الاف المواطنين في ظرف وبائي خطير- خارقة قرار منع التجمعات وقرار منع التجول بين الولايات. لا يوجد مبالغة اذا قلنا أنّ هذه المسيرة، هي السبب المباشر في طفرة الاصابات والموجة الثالثة التي أودت بحياة الاف التونسيين.

 

 

 

 

 

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter