alexametrics
الأولى

من تحزب خان و من نطق بإسم رئاسة الجمهورية صدق !

مدّة القراءة : 5 دقيقة
من تحزب خان و من نطق بإسم رئاسة الجمهورية صدق !

أفرزت انتخابات 2019 مشهدا سياسيا فريدا من نوعه ينبني أساسا على الولاء لمشروع الرئيس الفائز في الانتخابات قيس سعيد " مشروع البناء القاعدي " . و سرعان ما توافد المتحدثون باسم رئيس الجمهورية لتفسير ملامح المشروع و تبني أفكاره و الدفاع عنها دون سواها.  و ينقسم المتحدثون و المفسرون باسم مشروع قيس سعيد إلى ثلاثة أنواع موزعين على فترات زمنية مختلقة، تختلف طريقة تفسيرها و يجمعها المشروع.

 

مشروع البناء القاعدي لم يكن مشروعا وليد الإنتخابات الرئاسية 2019 و انما يعود إلى أواخر سنة 2011 ، المشروع الذي كان انصاره الثلاثي قيس سعيد ورضا المكي لينين وسنية الشربطي، أول خلية و أول فريق للمشروع الذي بدأت تتبين ملامحه تحديدا مع بداية أول حملة مقاطعة لإنتخابات المجلس التأسيسي. 

منذ 2011 إلى حدود الإنتخابات الرئاسية 2019 ، عمل الثلاثي لتركيز المشروع عن طريق حملة تفسيرية شعبية و تكوين فريق ثان حامل للمشروع  هم طلبة كلية العلوم السياسية ، تفرعت اعضاؤها على كامل تراب الجمهورية و انتهت بالفوز بالإنتخابات، "انتخابات  الشعب يريد "، تلتهم فرق أخرى داعمة لافكار المشروع انبثقت بعد 25 جويلية. 

منذ الفوز بالإنتخابات الرئاسية 2019 ، بدأت ظاهرة " المتحدث باسم قيس سعيد" بالبزوغ مع أول  حاملي المشروع في تفسير ملامح مشروع الرئيس وتفاصيله و البناء الجديد لتونس.

 

متحدثون بإسم الرئيس اعلنوا دعمهم  لمشروعه و بينوا تفاصيله و ولاءهم لأفكاره بطريقة واضحة لا لبس عليها، كشفوا من خلالها علاقتهم بالقصر الرئاسي و تواصلهم المباشر مع رئيس الجمهورية.

علاقة جعلتهم في الخانة الأولى من المتحدثين الرسمين و هي " المتحدث الرسمي بإسم رئيس الجمهورية و مشروعه "   لعل من بينهم رضا شهاب المكي (رضا لينين) الذي بين علاقة الصداقة التي تجمع بينه و بين رئيس الجمهورية والتي تعود لعقود و أيضا لحظة الالتقاء السياسية الفعلية للتفكير والانطلاق في مشروع سياسي التي كانت مع "ثورة 17 ديمسبر" على حد تعبيره.

علاقة قيس سعيد بالمتحدث باسمه تبيت من خلال اللقاء الذي جمع بينهما بقصر قرطاج يوم  22 جوان 2021 ، اللقاء الذي أعطى  لرضا شهاب المكي بطريقة مباشرة المساحة للتحدث باسم الرئيس من خلال المواضيع التي تم الطرق إليها في اللقاء و التي تمحورت حول  التصورات التي تم تداولها منذ أكثر من 10 سنوات وتلك  المتعلقة بالنظام السياسي ونظام الاقتراع. 

 

 من جهتها ، سنية الشربطي  من أولى حاملي مشروع البناء القاعدي التي على عكس رضا شهاب المكي، نفت قربها من رئاسة الجمهورية و لكن في نفس الوقت بينت دعمها لمشروعه  " انا مجرّد تلميذة من ضمن آلاف التلاميذ للسيد الرئيس وآلاف المرات أكدت أني لست مديرة للحملة ولا ناطقا رسميا لا بالأمس ولا اليوم ونحن في أسلوب تعاطي جديد مع العمل السياسي داخل مجتمعنا منذ 2011 الى يوم الناس هذا وبالتالي لا مدير بيننا لا أنا ولا غيري ولا ناطق رسمي لا انا ولا غيري"

و سبق لها أن عبّرت  عن رضاها على الدستور المعروض على الاستفتاء يوم 25 جويلية و هو حسب تعبيرها الاكثر ملائمة للاستحقاقات الشعبية وللمعاني الحقيقية للديمقراطية والجمهورية، وحقوق المرأة والطفل وهو مشروع  " يعيد الإعتبار للنظام الجمهوري وحقوق المواطنة ". 

تصريحات سنية الشربطي جعلتها توضع في الخانة الثانية  من المتحدثين الرسميين  ألا و هي" المتحدثين بإسم المشروع " ، التي تقتصر على تبني مشروع  الرئيس و أركانه دون الحديث عن الرئيس. 

سنية الشربطي لم تنفرد بمهمة الدفاع عن مشروع الرئيس، فوزي الدعاس الذي أكد عمله في مشروع الرئيس سعيد  ضمن "مجموعة التفكير والعمل" التي تأسست حوله منذ اعتصام "القصبة 2" أمام مقر الحكومة بالعاصمة 2011 المنادي بإسقاط النظام، الذي بين  أنه "خلال اعتصام القصبة 2 تشكلت مجموعة التفكير والعمل، والتقى قيس سعيد في الاعتصام وبقية المجموعة رضا شهاب المكي وسنية الشربطي وكمال الفقيه (والي تونس حاليا) لفهم الواقع الجديد وما يطرحه".

 

 فوزي الدعاس أحد أعضاء الحملة التفسيرية لقيس سعيد و الذي يقدم في كل مرة شرح لقرارات رئيس الجمهورية و ضمنيا شرحا لمشروع البناء القاعدي من تفعيل الفصل 80  مرورا بالإستفتاء و حل البرلمان وصولا إلى الدستور و الانتخابات التشريعية 2022. 

و من خلال المعطيات التي يقدمها فوزي الدعاس ، يؤكد بطريقة مباشرة دعمه لمشروع الرئيس بجميع أركانه و يُبين أنه يشارك الرئيس أفكاره. 

و تعمد هذه الخانة من "المتحدثين بإسم مشروع الرئيس" إلى إنكار أي علاقة تواصل مباشر مع القصر الرئاسي و الرئيس قيس سعيد رغم أنهم يحملون كل المعطيات و التفاصيل و الخطوات القادمة من مشروع الرئيس ، و تواصل دعمها للرئيس من 2011 مرورا بالانتخابات وصولا إلى ما بعد 25 جويلية إلى اليوم .

 

بعد 25 جويلية ،انبثق نوع  أخر من المتحدثين و الذي يصنف في الخانة الثالثة من المتحدثين  الذين يدّعون قربهم وعلاقتهم برئيس الجمهورية  و اطلاعهم على دواليب القصر الرئاسي  من خلال مفردات تكررت في خطاباتهم مثل " تلقينا اتصال من القصر الرئاسي "، " تلقينا وعود من رئيس الجمهورية عن طريق كتابة قصر قرطاج "  و لعل الأمثلة  لا تعد ولا تحصى.

 ولعل أبرز مثال على ذلك هو  أحمد شفطر، الذي سبق أن  بين أن " برنامج ومشروع قيس سعيّد سيكون إبداعا إنسانيا جديدا به ستدخل تونس العصر الحديث"  و أوضح أن " لا احد يمكن ان ينطق باسم الرئيس وكل من يقول انه يمثل قيس سعيد كاذب او متحيل… نحن متطوعون من اجل هذا البلد ". 

و في ذلك إشارة ضمنية إلى أنه ليس بناطق باسم رئيس الجمهورية و لكنه يحمل مشروع تتلاقى أفكاره مع أفكار مشروع رئيس الجمهورية  قيس سعيد و يدعم كل خطواته مفسرا في كل مرة أنه كان من بين أعضاء الحملة التفسيرية. 

لا يُعد أحمد شفطر الوحيد الذي يبين في خطابه القرب من رئاسة الجمهورية و مشروعة الرئيس ، فإنّ حراك 25 جويلية الذي في تصريح كاتبه العام الجهوي و في علاقة بالجدل الحاصل حول تنقيح القانون الانتخابي و تعديل مسألة التزكيات أكد أن حراك 25 جويلية يدعم رئيس الجمهورية قيس سعيد قائلا  " اتصلوا بنا من قصر قرطاج و تفاعلوا إيجابيا مع مقترحنا و تم تقديم وعد بتعديل القانون في الساعات القادمة" ، هذا التصريح يعود إلى 13 أكتوبر 2022، و إلى حدود اليوم 17 أكتوبر 2022  لم يتم الإعلان عن تعديل القانون الإنتخابي . 

 

أمام كل هذه الأنواع من المتحدثين باسم الرئيس ، مشروعه أو إدعاء ذلك ، الرئيس قيس سعيد يفسح المجال امامهم بطريقة غير مباشرة بهدف تفسير مشروعه على أوسع نطاق في كامل تراب الجمهورية و تبنّي أفكاره  في حين أن بإمكانه القطع مع هذه الظاهرة كما قطع مع منظومة الأحزاب بدعم فكرة " من تحزب خان ".

 

نهى المانسي 

 

 

 

 

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter