عبد الفتاح مورو: قضيّة العصافر وحديقة الحيوانات معنديش علم بيها
استضاف برنامج ''ساكن قرطاج'' في ثامن حلقاته والذّي يبثّ على قناة التاسعة بمشاركة بيزنس نيوز اليوم الخميس 29 أوت 2019، المرشح للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها عن حركة النهضة ورئيس مجلس نوّاب الشعب بالنيابة، عبد الفتاح مورو.
لماذا تريد أن تكون رئيسا للجمهوريّة؟
أجاب عبد الفتاح مورو الصحفي بوبكر بن عكاشة أنّه يريد أن يكون رئيسا للجمهوريّة لأنّ ذلك أوّلا حقّ طبيعي لكلّ تونسي، وثانيا لأنّ لديه مسيرة على امتداد 50 عاما في الشّأن العام، ثالثا لأنّه قام بتجربة تحمّل المسؤوليّة في البرلمان لمدّة خمسة أعوام، ورابعا لأنّه يعتبر ذلك نقلة هامّة من الخطاب السياسي إلى الفعل السياسي، وخامسا لأنّ حركة النهضة هي التي انتدبه لذلك دون طلب منه.
ما هي تعهّداتك لو تمّ انتخابك رئيسا للجمهوريّة؟
''هي تعهّدات كلّ من يحترم نفسه ويحترم القانون ويحترم الدستور ويسعى إلى أن يقوم بواجبه من خلال هذه المؤسّسة ''رئاسة الجمهوريّة''، ومن خلال ما توفّر لديه من إمكانيات يحقّق من خلالها أهدافه''، هكذا أجاب مرشّح حركة النهضة للرئاسيّة على سؤال بن عكاشة، مفيدا أنّ من أولوياته إرساء المحكمة الدستوريّة في ظرف ستّة أشهر في حال دخوله إلى قصر قرطاج، وأكّد أيضا أنّ من واجبات رئيس الجمهوريّة أن يفعّل مسؤولياته الديبلوماسيّة الإقتصاديّة في الحقل الخارجي، وأن يحرص على تمتين العلاقات مع عديد الدّول الأجنبيّة بحثا عن أسواق لصالح تونس، خاصّة مع الدّول الإفريقيّة، وعبّر عن رغبته في جعل تونس عاصمة المستشفيات الإفريقيّة وجامعة إفريقيّة، ومصنع ومطار إفريقيّة.
هل ستدافع عن مشروع تمرير تنقيح مجلّة الأحوال الشخصيّة في علاقة بالمساواة في الميراث؟
هكذا أجاب مورو حرفيّا '' أنا على حدّ علمي ليس هناك مشروع قدّم إلى البرلمان وموجود''، موضّحا أنّ رئيس الجمهوريّة عندما يبعث مبادرة تشريعيّة ليس له يد في متابعتها، ويقوم بإرسال من يمثّله للدّفاع عن هذه المبادرة وتصبح مسؤوليّة إنجازها للبرلمان، واعتبر أنّ هذا مشروع خطير، لأنّه حسب قوله هدّد الوحدة الوطنيّة وقسّم التونسيين، ومن دور رئيس الدولة المحافظة على وحدة الوطن والحيلولة دون تشتيت الشعب، مفيدا أنّ هذا المشروع في الصيغة التي قدّم بها مشروع ممزّق للشعب.
منذ متى وأنت ترتدي الجبّة واللّباس التقليدي؟
قال مورو أنّه يرتدي الجبّة منذ أن كان عمره 19 عاما، أيّ ما يقارب 52 عاما وهو يرتدي اللباس التقليدي، وبيّن أنّه تمسّك بهذا اللباس منذ أن كان طالبا في كليّة الحقوق والشريعة، مفيدا أنّه تعرّض للكثير من الإنتقادات وأصبح محلّ سخريّة زملائه ولكنّه أصرّ على لباسه، حتى أنهى دراسته وحين إشتغل في المحاماة والقضاء كما أنّه سافر بها أيضا.
كيف قرأت إختيارك للرئاسيّة من طرف حركة النهضة؟
أوضح عبد الفتاح مورو أنّ هذا الترشيح لم يكن واردا، وإنّ ما حصل داخل حركة النهضة هو نزاع كبير ونقاش في فرضية أن ترشّح من داخلها للرئاسيّة أو من خارجها، ووقع انقسام داخل مجلس الشورى، مفيدا أنّ رئيس الحركة راشد الغنوشي بعد التشاور مع المكتب التنفيذي للحركة، اقترح ترشيح مورو وأفاد أن هذا المطلب جوبها بالقبول.
لماذا لم يترشّح راشد الغنوشي للرئاسيّة؟
''أستاذ راشد رجل ميداني ورجل يسيّر هذه الحركة منذ أمدّ طويل''، هكذا أجاب مورو، مفيدا أنّ الغنوشي أراد أن يتابع الحركة وأن ينتقل بها من مرحلة إلى مرحلة أخرى.
ماذا كان شرطك للترشّح؟
أفاد مورو أنّ شرطه كان أن يبقى كما هو ولا يُفرض عليه خيار غير قابل به، مفيدا أنّ مسؤوليّة رئاسة الدّولة هي مسؤوليّة خطيرة أمام الشعب، وأمام ضميره وأمام الله.
مالّذي تخشاه من حركة النهضة وأنت في منصب رئيس الجمهوريّة؟
''أنا أخشى ككلّ الأحزاب من مواقف وقرارات لا ترضي بعض النّاس موجودين في الحركة، مفيدا أنّه على حركة النهضة أن تشعر أنّ الفضل يعود لها في وصوله لذلك المنصب وأنهم منحوه الإذن ليكون حرّا في خياراته دون أيّة شروط.
هل تعتذر اليوم من الغنوشي عن الكلام الذّي صدر منك ضدّ شخصه؟
''في السياسة ليس هناك جميل وردّ جميل''، أجاب مورو موضّحا أنّ علاقته بالغنوشي على امتداد 50 سنة قائمة على تكريس مصالح الحركة، وأكّد أنّهما لم يدخلا في صراع حادّ بينهما.
هل حركة النهضة اختارت أن تضحي بك في الرئاسيّة؟
''أنا لا أرى أنّ حركتي أرادت أن تضحّي بي، لأنّ ما أراه اليوم من حماس داخل قياداتها وقواعدها ومن إجماع في مجلس الشورى، يدلّ على أنّهم جادين في هذه المسألة أي الإنتخابات الرئاسيّة، والدليل على ذلك الحملة الإنتخابيّة التي بصدد إعدادها من طرف حركة النهضة''،هكذا ردّ مورو على سؤال بن عكاشة، أيضا أفاد أنّه منذ سنة 1978، وهو يدعو في الصحف التونسيّة إلى تأسيس جمهوريّة ثانيّة، وإلى نظام مدني.
فقرة ما لك وما عليك مع رئيسة تحرير بيزنس نيوز سندة طاجين
كيف تمّ إقناع عبد الفتّاح مورو للترشّح للرئاسيّة بعد أن كان رافضا لذك؟
عرضت رئيسة تحرير بيزنس نيوز سندة طاجين مقطع فيديو لمورو وهو في ضيافة إحدى البرامج الإعلاميّة، وصرّح حينها أنّه لن يرضى بالترشّح للرئاسيّة في صورة اختارته حركة النهضة لأنّ حالته الصحيّة وعمره لا يسمحان له بتقديم أيّ شيء لتونس، في هذا الوضعيّة أجاب مورو الزميلة طاجين قائلا '' لم أكن متيقّن أنّ حركة النهضة ستختاروني، وقلت مستحيل لأنّي منذ مدّة طويلة من الزمن وأنا على خلاف مع مواقف في حركة النهضة''، مفيدا أنّه كان يجد أن مواقفه كانت غير مقبولة داخل الحركة وبالتالي أوضح أنّه بات واثقا أنّ لا أحد داخل الحركة سيسمعه، وبيّن أنّ هذا المعطى تغيّر بحصوله على الإجماع من قيادات الحركة على ترشيحه للرئاسيّة، وفي ما يخصّ كبر سنّه ومرضه، أفاد أنّه قال ذلك لتشجيع الشباب للإنخراط في الحياة السياسية، وإنّ غايته من تصريحه في ذلك الوقت التنصّل من المسؤوليّة.
هل تتصوّر أنّك قادر على بناء دولة قويّة؟
''نعم غايتي بناء دولة قويّة''، أجاب مورو على الزميلة سندة طاجين، مبيّنا أنّ قوّة الدّولة في قوّة تماسك مؤسّساتها التي يجب أن تعمل في الظاهر وفي الواقع.
هل تعتقد أنّ النهضة لم تجد غيرك لتختاره عصفورها النادر؟
''والله أنا هذي قضيّة العصافر وحديقة الحيوانات معنديش علم بيها''، ردّ مورو على هذا السؤال، موضّحا أنّ الذّي يهمّه أنّ المترشّح لمنصب من مناصب الدولة العليا وخاصّة رئاسة الجمهوريّة، فإنّ القانون يفرض عليه أن يكون جميع الناس متساوين، مفيدا أنّه إذا اختاره حزبه لهذا المنصب فهذا لا يعني أنّه سيمثّل هذا الأخير في رئاسة الجمهوريّة، وإنّ رئيس الجمهوريّة يباشر مهامه بصفته الشخصيّة وليس بصفته الحزبيّة، وهو مسؤول أمام البرلمان والشعب وليس مسؤول أمام حزبه، وأكّد أنّه ليس مرشّح لمنصب رئيس الجمهوريّة لخدمة مشروع إيديولوجي وإنّ حزبه يخدم في السياسة، وإنّ الأحزاب هي برامج.
برنامج عبد الفتاح مورو للرئاسيّة هو برنامج مستخرج من حركة النهضة؟
'' نعم صحيح ولكن هذا برنامج أقدّم فيه بإمضائي أنا وبمسؤوليتي أنا لأنّ هذه الحركة لم تملي عليّ شيئا وإنّما فوّضتني''، مفيدا أنّ الحركة موافقة على كلّ قرار يصدر منه في حال تقلّده منصب رئيس الجمهوريّة.
قلت أنّك مع دفن زين العابدين بن علي في تونس عند وفاته؟
''هذا رأيّ الشخصي ولا علاقة لي ببن علي''، مفيدا أن بن علي شرّده وتسبّب في فقره، وأنّه وضعه أكثر من 20 سنة تحت الإقامة الجبريّة، وأفاد أنّ قوله ''لبن علي الحق في أن يدفن بتونس''، وذلك بإجراء قانوني، واعترف أنّه قال بأنّ عهد بن علي كان أفضل وذلك في الإنجاز الإقتصادي.
فقرة السياسة الخارجيّة والأمن القومي مع الصحفي ناجي الزعيري
ما رأيك في علاقة النهضة بتنظيم الإخوان المسلمين؟
أفاد مورو أنّ التيّار الإسلامي منذ زمن طويل كان يطالع العديد من الكتب من بينها كتب الإخوان، وبيّن أنّ الإسلام لدى الإخوان هو دين ودنيا وأنّ الإسلام نظام حياة، وبدأت النّاس تتأثّر بذلك حسب قوله، ولكن سنة 1978، بدأ هذا الولع بمتابعة كتب الإخوان يتبدّد، عندما وقع الإصطدام بين الإتّحاد العام التونسي للشغل والحكومة التونسيّة في 26 جانفي من نفس السنة، وطرحت آنذاك على حركة النهضة قضيّة حقوق العمّال وكان الخيار التخلّي عن فكر الإخوان تدريجيّا، وبالنسبة له لا علاقة للنهضة بالتنظيم الإخواني اليوم.
هل يقرّ عبد الفتاح مورو بوجود جهاز تنظيم سرّي لحركة النهضة؟
''أجزم بعدم وجوده''، هكذا ردّ مورو على الزعيري مفيدا أنّه مسؤول على إجابته.
ي.ر
تعليقك
Commentaires