خطر الكورونا يتضاعف في ظل لامبالاة المواطنين

أعلن رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ خلال كلمة ألقاها أمس الأول الجمعة 13 مارس 2020 اعتماد الدولة إجراءات المستوى الثالث لمواجهة فيروس كورونا كوفيد 19،رغم أن البلاد مازالت في المستوى الثاني، كخطوة استباقية، مشيرا إلى أن مجهود الدولة يبقى غير كاف دون التزام المواطنين.

كما طلب الفخفاخ احترام الإجراء التحفظي عند طلب ذلك مؤكدا أن عدم احترام هذا الإجراء جريمة يعاقب عليها القانون.

وأكد القاضي و والي قبلي السابق وليد اللوقيني في تصريح خاص لبزنس نيوز ، أن عدم احترام إجراءات العزل الصحي للمشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا أو الذين ثبت حملهم للفيروس ، يعرضهم لتطبيق الفصل 312 من المجلة الجزائية الذي ينص على أنه يعاقب بالسجن مدة ستة أشهر وبخطية قدرها مائة وعشرون دينارا كل من يخالف التحجير وتدابير الوقاية والمراقبة المأمور بها حال وجود مرض وبائي، مضيفا أنه يدعو النيابة العمومية إلى إيقاف كل من يتعمد مخالفة الإجراءات الخاصة بالحجر الصحي و توجيه تهمة محاولة القتل العمد تجاهه و التحقيق معه لتبين نيته من مخالفة القانون و في حال ثبوت حسن نيته يتم توجيه تهمة مخالفة الإجراءات القانونية على معنى الفصل 312 من المجلة الجنائية.

وزارة الصحة تابعت تطور المرض في تونس و حاولت قدر الإمكان و في حدود الإمكانيات المتوفرة لديها مراقبة انتشار الفيروس و اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع انتشار العدوى بفرض إجراءات صحية معينة، وكذلك حاول الإطار الطبي و الشبه الطبي الذي يباشر الحالات الموجودة و المشتبه فيها  و مجلس الأمن القومي تدخل أيضا و أعتبر أن مسألة الكورونا تتعلق بأمن البلاد و أوصى باتخاذ ما يتوجب لكنها إجراءات لن تكون ذات فائدة في غياب الوعي لدى المواطن وقد تكون أشبه بمن يحرث البحر بنية زراعاته  فأي مجهود سيبذل من قبل الأجهزة الرسمية لاحتواء الخطر والتقليص من العوامل المساعدة على انتشاره سيكون بلا جدوى في ظل استمرار سلوكيات فردية توفر بيئة لانتشار المرض او توفر العوامل المساعدة له.

أولى مظاهر اللا وعي لدى المواطن انطلقت مند الساعات الأولى لتسجيل أول حالة أو ربما قبلها بقليل فقد تعامل عدد كبير من التونسيين مع الموضوع على اعتبار أنه كارثة أو مصيبة و شاهدنا مظاهر من التسوق العشوائي و الهجوم على الفضاءات الكبرى و تركها سقف على قاع و راجت صورة تداولتها وسائل الإعلام التونسية والأجنبية لمواطنة ملأت سلة كبيرة من علب الياغورت و أخرى لمجموعة من المواطنين بصدد الشجار في احد الفضاءات الكبرى من أجل بعض المواد الاستهلاكية دون الحديث عن استغلال بعض الفضاءات و الصيدليات الفرصة لترفيع الأسعار و مضاعفتها.

أحد الملاهي الخاصة بجهة قمرت، لم يخالف القرارات التي اتخذتها رئاسة الحكومة بخصوص إغلاق المطاعم و المقاهي و الملاهي على الساعة الرابعة مساء و وجد طريقة مناسبة حسب رأيه حيث قلب وقت العمل نهارا و فتح أبوابه على الساعة الخامسة صباحا و أغلق على الساعة الرابعة مساء تحديدا و تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات تظهر عددا كبيرا من المواطنين بصدد     -السهر-  نهارا في مخالفة واضحة للإجراءات الصحية الجاري بها العمل في حالة الأوبئة و الأمراض الفيروسية التي تنتشر بالعدوى.

سوق المنصف باي صباح اليوم الأحد شهد حركية غير عادية و إقبالا شديدا من المواطنين فاق الإقبال العادي في الأوقات التي لا تمثل خطرا على المواطن و شهد موجات من البيع و الشراء و التعامل بصورة عادية بل تحمل في طياتها إحساسا عميقا باللا مسؤولية و رسالة خطيرة حول درجة الوعي التي بلغها الشعب التونسي و ربما عدم التعلم من التجارب المقارنة للآخرين و خاصة ما حدث في ايطاليا حيث لم يعر الايطاليون الفيروس أي اهتمام في البداية للعدوى ليفاجئوا بسرعة انتشار الفيروس.

حديقة الحيوانات بالبلفيدار  شهدت إقبالا غير مسبوق اليوم الأحد و تزاحم المواطنون أمام شباك التذاكر لاقتطاع تذاكر الدخول و كأن البلاد غير مهددة بفيروس الكورونا و كأن الأمور عادية جدا و كأن رئيس الحكومة لم يعلن صراحة دقة الوضع و خطورته و شدد على أن مجهود الدولة لن يكفي في غياب وعي المواطن و التزامه بإجراءات السلامة اللازمة

السلوك الغير منضبط للإجراءات التي نادت بها الدولة التونسية و الجهود التي تبدلها وزارة الصحة و الأطباء و الإطار الشبه الطبي للخروج بتونس و الابتعاد بها عن شبح الأزمة سيكون سببا لا قدر الله لانتشار المرض و الدخول في دوامة سيكون من الصعب الخروج منها في ظل الإمكانيات المحدودة للدولة التونسية التي تملك 240 سريرا للإنعاش و التي لا تملك الإمكانيات التي تملكها دول عظمى وجدت صعوبة في مقاومة الفيروس بعد انتشاره

حسام بن أحمد