كما كان متوقعا، لم يمرّ فيديو النائب المتطرف راشد خياري دون اثارة السخريّة والتهجّن من السيناريو غير المتماسك الذي قدّمهُ متهما رئيس الدولة بالخيانة العظمى والعمل لصالح أطراف أجنبيّة.

زعم النائب الإسلامي في هذا الفيديو، الذي نشره مساء أمس 19 أفريل 2021 على صفحته على فيسبوك، إن قيس سعيد كان سيجتمع في مقهى في حي النصر بمبعوث أمريكي من السفارة الأمريكية في باريس. كان هذا المبعوث قد أرسل إليه عبر البريد، مبلغا ماليا ببضعة ملايين من الدولارات مقابل "خدماته الجليّة".

على مواقع التواصل الاجتماعي، لم يتردد الناشطون والشخصيات العامة في السخرية من راشد خياري ودّقة "معلوماته". باستثناء بعض المعجبين به وتعاليقهم المُطّبلة له أسفل مقطع الفيديو، هناك إجماع في التشكيك في أقوال نائب التسريبات. ليست المرة الأولى التي يخرج فيها  المنشد الديني وعازف الطبل السابق لإعطاء معلومات مضللة، لدرجة أنه فقد كل مصداقيته  خاصة وأن هذا الفيديو جاء في سياق صراع بين رئيس الجمهورية وحركة النهضة وراشد الغنوشي رأسا.

الصحفي الاسلامي نور الدين العويديدي أكد أنه لم يجد أمرا مقنعًافي هذا السريب الجديد، معلقا" إما أن يودع راشد الخياري في السجن لاتهاماته الزائفة ضد رئيس الجمهورية، أو أنه يفتح تحقيق جدي حتى نعرف الحقيقة كاملة. ليس من الطبيعي أن تلتزم النيابة الصمت. "

الصحفي ماهر قاسم أكد مستهزئا إنه بذل جهدا  لمشاهدة فيديو راشد الخياري لكنه توقف عندما سمعه يقول "السفارة الفرنسية في باريس".

عاد الصحفي بشير وردة إلى الأرشيف عندما كان الخياري يمدح قيس سعيد عام 2016. علما أن النائب الإسلامي استمر في دعم الرئيس إلى أن نجح في انتخابات 2019، حين كان لا يزال في ائتلاف الكرامة.

الناشط سليم رمزي علق ساخرا : "ها هو قيس سعيد يغادر مكتب بريد بعد استلام منحة عبر ويسترن يونيون من الأمريكيين ”. تعود الصورة إلى عام 2020 عندما ذهب الرئيس إلى مكتب بريد للتبرع، لصندوق 1818.

اختصر الصحفي إلياس الغربي في الوضع دون أن يكلف نفسه عناء ذكر النائب بالاسم: "عفن، غباء ، جهل ..".

اختار الصحفي جمال عرفاوي السخرية ليجيب على نائب التسريبات مازحا أن ما أنجزه راشد خياري باختراق المنظمات الأمريكية كان مستحيلاً حتى بالنسبة لروسيا وبريطانيا وفرنسا واليابان والصين...

الكاتبة عايدة عرب أكدت أنه يجب أن يكون للخياري منصب في المخابرات، لأنه "قوي" للغاية لدرجة أنه اكتشف كيف أرسل الأمريكيون الأموال عبر ويسترن يونيون.. وكيف اكتشف اللقاءات السرية في أحد المقاهي.. في حيّ النصر.

ساخرا من راشد الخياري، عرض الشاعر وليد أحمد الفرشيشي صورة لسعيّد يتجول صحبة "فوزي دعاس" بينما تراقبة المخابرات الأمريكية من الخلف..

ع.ق