أسباب إغلاق مكتب الجزيرة بتونس
لماذا قررّت قوات الأمن اغلاق مكتب قناة الجزيرة القطرية بتونس أمس 26 جويلية 2021؟ أدى هذا الإغلاق القسري إلى جدل تونس وخارجها، ودفع نقابة الصحفيين التونسيين التحذير من أن يكون هذا الاغلاق بداية سياسة قمعية ضد حرية التعبير، رغم أنّه تم فقط اغلاق مكتب قناة الجزيرة ولم يكن هناك أي إجراء آخر موجه ضد أي وسيلة اعلاميّة أخرى.
التزمت السلطات التونسية الصمت بشأن هذه الحادثة، ومع ذلك، علم مراسلو الجزيرة سبب استهدافهم. وفق رواية أحد قدماء القناة، أكرم خزّام، الصحفي معروف بجديته، فُوجئ الحزب الاسلاميّ بقرارات قيس سعيد وشهد فشلا مريرا في دعوة أنصاره للتعبئة العامة أمام المجل، حيث لم يتجاوز عددهم الثلاثين نفرا، انسحبوا في النهاية أمام احتفال المواطنين بهزيمتهم ومواصلة قوات جيشنا منع نواب النهضة والكرامة من الدخول للمجلس.
ولمعالجة هذا المأزق التي وجدت فيه النهض نفسها ، اتصل الحزب بمكتب الجزيرة التونسي لإرسال فريق إلى منزل رئيس الحكومة المقال هشام المشيشي لإعطاء 'بيان' مباشر يعلن فيه فيه أنه ضد قرارات الرئيس.
من تعليمات النهضة للمشيشي، أنه كان عليه استغلال لقبه كوزير للداخلية ، ودعوة قوات الأمن للمقاومة والعصيان.
استمعت الأجهزة الأمنية للمكالمة المشبوهة وتوجهت مباشرة إلى مكتب الجزيرة لإغلاقها. وطبقاً لرواية الصحفي خزام ، طلبت قوات الأمن هشام المشيشي الإدلاء بتصريح علني لإظهار موافقته على تسليم السلطة أو سيتم فضح ما كان يخطط له. لم يمض وقت طويل، ليصدر رئيس الحكومة السابق بيانا في اليوم ذاته يعلن فيه أنه لن يكون عنصر تعطيل وأنه قبل التنحّي، ضاربا بذلك تعليمات النهضة عرض الحائط ومتسببا في خسارة أخرى للحزب الاسلامي المرتبك الذي خسر دعم الشارع وحتى أنصاره، خسر رئيس الحكومة الذي راهن عليه، وخسر المؤسسة التشريعية التي كان زعيم النهضة، راشد الغنوشي المُجمّد، رئيسا لها.
ع.ق
تعليقك
Commentaires