نشر النائب الثاني لرئيس مجلس نواب الشعب، طارق الفتيتي، تدوينة على حسابه الخاصّ بالفايسبوك اليوم الثلاثاء 17 مارس 2020، رسالة توجّه بها إلى الرئاسات الثلاث، قيس سيعد وإلياس الفخفاخ وراشد الغنوشي.  

قائلا ''إلى السادة، رئيس الجمهورية قيس سعيد ورئيس الحكومة إلياس الفخفاخ ورئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي باعتبار أن الأول هو رئيس المجلس الأعلى للامن القومي والثاني رئيس الحكومة والسلطة التنفيذية والأخير رئيس السلطة التشريعية''.

بيّن الفتيتي في رسالته أنّ مجلس نواب الشعب هو السلطة التشريعيّة والنواب هم الذين  انتخبهم الشعب للدّفاع عنهم وعن مصالحهم ومشاغلهم وحمايتهم، وأشار أنّ للمجلس ''السلطة الأصليّة والتي بإمكانها سحب الثقة في أي وقت تراه صالحا خاصّة إذا حادت السلطة التنفيذية عن مسارها الطبيعي ألا وهو خدمة الوطن والمواطن وحمايته من كل ما من شأنه أن يمس من حياته وأمنه''. 

وكشف الفتيتي عن سبب عدم حضور رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ الإجتماع بمكتب المجلس والذي كان مبرمجا اليوم، وأفاد قائلا ''صحيح أن الوقت غير مناسب وصحيح أنني خرقت واجب التحفظ لكن هذا لا يعنيني في الوقت الحاضر أمام الكارثة المحدقة ببلادنا وفي هذا الإطار سأعلم أبناء شعبنا بأن رئيس الحكومة رفض الحضور اليوم الثلاثاء في اجتماع مكتب المجلس ورؤساء الكتل وقد أعلمنا بذلك عبر اتصال هاتفي يوم أمس بطريقة فيها كثيرا من التعالي واحتقار للمجلس ونواب الشعب والأخطر والأهم عدم الاكتراث بدقة المرحلة لإطلاعنا على الوضعية الحالية في هذه الأزمة والتشاور من خلال تقديم حلول ومقترحات عملية''. 

وكذّب الفتيتي إدّعاء الفخفاخ في تصريحه يوم أمس الإثنين أنّ الإجراءات التي أعلن عنها تمّ اتخاذها بالتشاور مع رئيس البرلمان قائلا ''كذلك للمرة الثانية على التوالي رئيس الحكومة يغالط الشعب ويقول في خطابه الأول كما في الثاني بعد التشاور مع رئيس مجلس نواب الشعب وهذا غير صحيح في المرتين''.

وعاد طارق الفتيتي على بلاغ رئاسة الجمهوريّة الذي نشر يوم أمس الإثنين ويتمحور حول لقاء الفخفاخ برئيس الدولة وتحديدا في الفقرة الثالثة منه ''وتم التأكيد خلال اللقاء على ضرورة تكامل عمل مؤسسات الدولة لخدمة المواطنين واحترام كل سلطة لاختصاصاتها دون تداخل أو تضارب أو مضاربات سياسية''، مندّدا به معتبرا أنّ رئاسة الجمهوريّة بيّنت في بلاغها لبقيّة الدول الأجنبيّة أنّ هناك ''خصومة داخليّة بين السلطة التنفيذية والتشريعية'' وأضاف قائلا  ''أليس هذا شأن داخلي وقد تربينا على عدم نشر غسيلنا ألن يزيد هذا في استفحال أزماتنا الاقتصادية والاجتماعية والصحية والمؤسساتية؟ وأي رسالة نبعث بها إلى أصدقائنا في الخارج؟''.

ودعا الفتيتي في آخر رسالته قيس سعيد وإلياس الفخفاخ وراشد الغنوشي بصفتهم رؤساء السلط العليا في الدولة إلى أن يتجاوزوا الخلافات التي بينهم وأن يجتمعوا في أقرب الآجال ليقرّروا معا مستقبل الشعب ويتّخذوا  قرارات جريئة. قائلا ''وتظهروا على الاقل في صورة جماعية مع بعضكم الثلاثة لتعطوا على الأقل بصيص أمل يطمن هذا الشعب المسكين''. 

واختتم الفتيتي رسالته مشيرا أنّ بلادنا بسبب فيروس كورونا لن تكون كما قبلها قائلا ''وسيتحمل كل شخص مسؤوليته أمام الله وأمام الجميع''. ودعا إلى فرض حظر التجوّل لمدّة 15 يوما لتجاوز الأزمة. 

ونذكر انّ البرلمان أعلن عبر موقعه الرسمي صبيحة اليوم 17 مارس 2020 عن الغاء الجلسة العامة الممتازة المقررة لليوم الثلاثاء، دون ايضاح سبب الإلغاء النهائي، هذه الجلسة العامة كانت مخصصة لمناقشة آخر مستجدات فيروس كورونا بحضور رئيس الحكومة الياس الفخفاخ الذي كان من المفترض أن يقدم بيان حكوميا تحت قبة باردو للحديث عن آخر مستجدات الوضع الصحي.

ي.ر