تأبين مهيب من محمد الناصر لروح الرئيس الباجي قائد السبسي
قام رئيس الجمهوريّة المؤقّت محمد الناصر بإلقاء كلمة التأبين لروح الفقيد الراحل الباجي قائد السبسي في ظلّ حضور العديد من رؤساء الدول الأجنبيّة والعربيّة وشخصيات سياسية تونسية وعائلة الفقيد.
إفتتح محمد الناصر كلماته بقراءة آيات قرآنية على جثمان الراحل القائد الباجي قائد السبسي، وبكلّ ألم وحزن، قال الرئيس المؤقّت '' أيها الحضور الكريم نحن في حضرة رئيس الجمهورية التونسية، يا سيادة الرئيس فارقتنا يوم عيد الجمهورية، التي قضيت حياتك في خدمتها والدّفاع عن مكاسبها، فارقتنا بعد أن قضيت عمرا في خدمة الشعب والوطن والدولة وناضلت في عنفوان الشباب صلب الحركة الدستورية بقيادة الزعيم الراحل بورقيبة وكنت من أقرب مساعديه في أحلك الفترات التي رافقت استقلال البلاد سنة 1956، وخلال بناء الدولة الوطنية كان إلتزامك الوطني محركا لأعمالك في مختلف المسؤوليات التي تقلدتها وزيرا للداخلية ووزيرا للخارجية ووزير الدفاع، تحمّل فقيدنا مسؤوليات كبرى في الدولة، ترك بصمات لا تمحي نضالا متواصلا في علوية القانون وهيبة الدولة، كان فقيدنا رجل دولة بامتياز وكان مناصرا لمبادئ الديمقراطية في حياة سياسية وحزبية في تونس منذ مطلع السبعينات من مؤتمر الحزب في منستير، بعد الثورة ترأس الحكومة في فيفري 2011 حيث كانت الانقسامات والاحتجاجات والتجاذبات في أوجها نجح في انتقال ديمقراطي وتنظيم أوّل انتخابات نزيهة وشفافة وديمقراطية في 2011، انتخابه في أول انتخابات ديمقراطية في 2014 واصل على تمسكه بالعدل بنفس الروح الوطنية، وكان حريصا على نجاح الديمقراطية والوفاق الوطني وقد نجح في خلق التوازن السياسي في بلادنا بعد انتخابات 2014، أحدث تعديلا في مجلس سياسي وأسس الديمقراطية والتداول السلمي على السلطة وكانت فترة حكمه زاخرة بالحوار الاجتماعي، كنا رفاق درب ناضلنا معا في حزب الدستوري وانتسبنا لبورقيبة في ملحمة بناء الدولة الوطنية وكنا وزراء في عديد الحكومات''.
وفي لحظة فاضت فيها دموع محمد الناصر سكت قليلا ثمّ واصل قائلا ''الأقدار تقول لي هذا رفيقك قد ترجّل فأتمم مشواره ومشوارك في خدمة الوطن والشعب، أيها العزيز عرفنا فيك الحماس والتفاني في خدمة الوطن والشعب والتعلق بمبدأ الوحدة والسعي للتوافق في مصلحة البلاد، ستنواصل في حماية تونس وديمقراطيتها''.
ونذكر أنّ موكب تأبين الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي انطلق اليوم 27 جويلية 2019 من مقر اقامته بقصر قرطاج الى البهو الشرفي بقرطاج في موكب مهيب تتقدمه فرقة الموسيقى العسكرية وتتوسطه العربة العسكرية التي تحمل نعش الفقيد مزينة بالورود والراية الوطنية وهي محاطة بالتلاميذ الضباط من مختلف الأكاديميات العسكرية وعلى دفتي العربة ثلّة من ضباط الجيوش الثلاثة وفصيل الشرف العسكري الذي قام بإنزال نعش الرئيس الراحل الى القاعة الشرفية بقرطاج أين تمّ توسيمه وتأبينه بحضور رئيس الحكومة يوسف الشاهد والقائم بمهام رئيس الجمهورية محمد الناصر.
تعليقك
Commentaires