حالة احتقان بين أوكرانيا و روسيا - هل الجالية التونسية في خطر ؟
تعيش الجالية التونسية في أوكرانيا على وقع توتّر العلاقات بين أوكرانيا و روسيا مما ساهم في خلق حالة احتقان وخوف لدى بعض العائلات التونسية على أبنائهم في أوكرانيا خاصّة في وسط وجود ترجيحات بإمكانية حدوث غزو روسي لأوكرانيا.
كما تساءل بعض الطلبة في أوكرانيا عن إمكانية عودتهم إلى تونس في حال تفاقم الأزمة بين أوكرانيا وروسيا وعن إمكانية أن توفر لها تونس طائرات إجلاء ؟
للتثبت من مدى سلامة الجالية التونسية في أوكرانيا، عاد فريق BNCheck، على تصريحات المسؤولين وموقف البلاد التونسية من الأزمة الأوكرانية الروسية.
رئيس جمعية الجالية التونسية بأوكرانيا طارق علوي، كان قد أكّد وجود هذه المخاوف بسبب الهجوم العسكري المحتمل لروسيا على أوكرانيا مشيرا إلى أنه يوجد أكثر من 1500 مواطن تونسي داخل أوكرانيا وأغلبهم من الطلبة في ظلّ غياب سفارة تونسية بأوكرانيا.
"بعد بلاغ الخارجية الأمريكية التي افترضت وجود هجوم عسكري روسي على أوكرانيا، مما بثّ موجة من التخوف لدى الجاليات العربية والعديد من الدول قامت باجلاء مواطنيها مثل دولة المغرب. الإشكال أن الجامعات لم توقف الدراسة الى الان مما جعل الطلبة متخوفين من مغادرة البلاد دون اكمال امتحاناتهم وسنتهم الدراسية. لا نملك بعثة ديبلوماسية داخل أوكرانيا لكننا نتعامل مع سفارة تونس في روسيا والسفير يتابع الوضع عن كثب ويتواصل معنا''.
وسرعان ما استدرك العلوي هذه التخوّفات وأكّد في تصريح إعلامي له يوم أمس الأربعاء، في حوار خاص مع موقع “وان تي آن”، أنّ الوضع العام في أوكرانيا وبحكم قربه للمجتمع الاوكراني يبدو مخالفا تماما لما يتمّ تداوله عبر وسائل الإعلام التي تهول الأوضاع خلاف لما هو على أرض الواقع. وأشار أنّ الشعب الأوكراني يمارس حياته بشكل طبيعي مؤكّدا أنّه في تواصل بشكل يومي، مع الجالية التونسية بأوكرانيا موضحا أنّ جامعاتهم وأساتذتهم أعطوهم تطمينات وأكدوا لهم أن الوضع مستقر ولا يوجد نية في الحرب معلنا أنّ الوضع استقر أكثر بعد تراجع روسيا من الحدود الاوكرانية.
ردا منها على كلّ هذه المخاوف، نشرت وزارة الخارجية التونسية بلاغا يوم 15 فيفري 202، أكّدت من خلاله أنّها على تواصل مُستمرّ مع أفراد الجالية التونسية بأوكرانيا من خلال سفارتنا بموسكو والجمعيات التونسية الناشطة بهذا البلد، وكذلك مع السلطات الأوكرانية التي أكّدت بأن الوضع الداخلي الراهن يسير بشكل طبيعي بما لا يدعو للقلق بالنسبة لأفراد جاليتنا وخاصة الطلبة باعتبار تواصل الدروس بالجامعات الأوكرانية بصفة عادية وتوفّر الرحلات الجوية من وإلى هذا البلد.
وأكّدت الخارجية التونسية أنّه لم يتمّ تسجيل صعوبات تُذكرُ فيما يتعلّق بوضع الجالية التونسية بأوكرانيا، ودعت كافة مواطنيها المتواجدين بهذا البلد إلى ضرورة التواصل مع سفارتنا بموسكو قصد تحيين بياناتهم والتبليغ عن الصعوبات التي قد تعترضهم، وذلك تحسّبا لكلّ تطوّرات قد تطرأ على الأوضاع في المنطقة.
بدوره، أكد سفير أوكرانيا في تونس Volodymyr Khomanets في لقاء اعلامي له بمقر السفارة بتونس الأربعاء 16 فيفري 2022 أنه في تواصل مع الحكومة التونسية ووزارة الشؤون الخارجية بخصوص وضعية التونسيين المقيمين بأوكرانيا والذي يصل عددهم الى نحو 1500 تونسي اضافة إلى أكثر من 500 طالب تونسي يتلقون تعليمهم الجامعي بصفة عادية ببلاده. وأضاف أن السلطات التونسية تجد تعاونا مع السلطات الاوكرانية التي تتعامل مباشرة مع سفارة تونس هناك لتقديم المعلومات بخصوص وضعية وعدد الجالية التونسية ببلاده مؤكدا تعهد سلطات أوكرانيا لحماية الجاليات الاجنبية ومن بينهم الجالية التونسية هناك.
لنُشر إلى أنّ التوتر بين روسيا و أوكرانيا قد عاد من جديد، في هذا الإطار، يحاول قادة العالم ايجاد حل دبلوماسي للنزاع بين البلدين. وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قد إلتقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي لمحاولة حلحلة الوضع ، ثم التقى المستشار الألماني أولاف شولز بفلاديمير بوتين الذي أكد له أنه لا يريد الحرب.
وفي المقابل، وافق أعضاء البرلمان الأوروبي مساء الأربعاء 16 فيفري 2022 ، على دعم مالي جديد من الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا يصل إلى 1.2 مليار يورو لمساعدة أوكرانيا التي تعيش تحت تهديد صراع جديد مع روسيا. دعم مالي يضاف الى دعم عسكري تحصلت عليه أوكرانيا من حلفائها ، حيث تحصلت مؤخرا على أسلحة ستينغر و على منظومة جافلين المضادة للدروع ، تحسبا لاي عدوان روسي مرتقب.
ي.ر
تعليقك
Commentaires