طرفة اليوم : إئتلاف الكرامة ملتقى الأذكياء
مدّة القراءة : 2 دقيقة
نشر النائب الإسلامي الراديكالي سيف الدين مخلوف ، اليوم الاثنين 8 أوت 2022 ، على صفحته على فيسبوك تدوينة تعكس نرجسية لا مثيل لها . بالنسبة له ، يصنف التونسيون إلى ثلاثة أقسام ، - اصحاب "الوعي التجريدي" مثل ائتلاف الكرامة فهؤلاء كانوا على يقين من أنه كان لديه مشروع انقلابي بغيض منذ أن بدأ يلعب على معجم الشرعية ورفض أداء اليمين للوزراء ، حسب تعبيره :" ائتلاف الكرامة فهمها وهي طايرة .. وتأكد بأنه مشروع انقلابي وأنه مشروع شرير منذ أن بدأ اللعب على مصطلحات الشرعية والمشروعية ومنذ أن رفض ختم القوانين ومنع الوزراء من أداء اليمين ..
الصنف الثاني هم أصحاب الوعي التجريبي :" فهمهم ثقيل وما يعرفوه بقري كان بالكرشة .. هؤلاء فهموا بأنه انقلاب وأنه مشروع استبدادي بعد أشهر من وقوعه وبعد ما خدم بيهم وطيّشهم على طول إيدو .. ولليوم مازالوا ما فهموش أنهم لن ينتصروا عليه وهم مشتتون وأن من حق مخالفيهم الأحرار في الاختلاف معهم داخل الأطر الديمقراطية .. لكن لما سيقوى عليهم الضرب سيفهمون ذلك وسينصبطون ..
و أخيرا وعي البطون :" هم بلا عقل مطلقا .. ساندوا انقلابه .. ثم صوتوا في المهزلة بنعم .. ثم شرّ عليهم النقابات الأمنية .. ثم سيمنعهم من العمل حتى يضطروا للهجرة هربا من الجوع .. هؤلاء لن يفهموا بأنه انقلاب وأن حكم الفرد لن يأتي بخير وأن الحكم المطلق هو مفسدة مطلقة .. إلا حين تصادر أملاكهم أو لا يجدوا خبزا في المخابز ولا وقودا في المحطات .. ولا شهريّة في البنك .
و كتب :" لهذا السبب فقط .. الانقلاب لم يحارب الفاسدين ولا المافيات ولا المزغرطين .. بل حارب منذ اللحظة الأولى الأذكياء .. ثم سيحارب جماعة البقري ثم سيضطر إلى التصادم في آخر ساعاته مع جحافل الجائعين .
و باستعمال الهاشتاغ ، كتب الإسلامي الراديكالي: "تحالف الكرامة ، كبرياء الانتماء ، تجمع الأذكياء ؛ ألم يتم إخبارك أننا حالة وعي؟ ".
إن النزعة النرجسية لسيف الدين مخلوف قد تقنع معجبيه الذين يبلغ عددهم بضعة آلاف ، لكن سيكون من المستحيل عليه إقناع غالبية الناس وهذا لسبب بسيط للغاية ، التونسيون ليس لديهم ذاكرة قصيرة مثل ذاكرته. وبالتالي ، يجدر بنا أن نتذكر أن سيف الدين مخلوف نفسه شارك بشكل كبير في انتخاب قيس سعيد ولوح بصورته في حملته التشريعية.
وتجدر الإشارة إلى أن سيف الدين مخلوف نفسه أيد المرشح هشام المشيشي الذي اقترحه قيس سعيد. أخيرًا ، من ناحية الذكاء ، يكفي أن نتذكر كيف لوّح ، في البرلمان ، بزجاجة صغيرة صنعها شخص مجهول ، وقدمها على أنها علاج لفيروس كورونا. حتى أنه شهد بتجربة المنتج وشفاءه من الجوع بفضله .
من الجيد أن نتذكر أن سيف الدين مخلوف غالبًا ما يتألق بتحليلاته السياسية الخاطئة. لقد دعم منصف المرزوقي لفترة طويلة قبل أن يخوض منافسة ضده في الانتخابات الرئاسية لعام 2019 ، ولطالما شكك في أرقام مكاتب الاقتراع المختلفة ، بما في ذلك التي تحظى بالثقة ، لمجرد أنها لا تتوافق مع رؤيته للمجتمع . يعتقد أن الإسلاميين هم الأغلبية في البلاد. في 26 جويلية ، بعد يوم من الانقلاب ، كان متأكداً من أن عشرات الآلاف من النشطاء والمتعاطفين معه سوف ينضمون إليه لدعمه والإسلاميين أمام البرلمان . البقية ، كما نعلم ، سيف الدين مخلوف وراشد الغنوشي ليس لديهم سوى متابعين افتراضيين ، على عكس ما كانوا يؤمنون به دائمًا.
ر.ب.ه
تعليقك
Commentaires