alexametrics
فيروس كورونا

حالة وعي- حين لا يحترم الرئيس والوزراء الحجر الصحي الذي وضعوه!

مدّة القراءة : 5 دقيقة
حالة وعي- حين لا يحترم الرئيس والوزراء الحجر الصحي الذي وضعوه!

 

"شد دارك"..  "شد دارك" هي كلمة المفتاح التي يرددها الوزارء والمسؤولون في كل حضور اعلامي يُحذرون من خلاله الرأي العام-العنيد من خطر التجمعات التي يجد عبرها فيروس كورونا سبيلا للعدوى والانتشار. 

 

يقولون نحن نعمل على خط النار من أجلكم، فالتزموا بالتدابير الوقائية والحجر الصحي. ما انفكّـوا يلومون الشعب على قلة وعيه واستهتاره، بعضهم يتشنج وهو يلقي الأرقام، بعضهم يترجى المواطنين بنبرة الشفقة، البعض حتّى وصل الى ذرف الدموع. فهل  يفعلون ما يقولون ؟

 

اليكم بعض المشاركات في مسابقة من كان الأسرع في خرق الحجر :

 

وزير الصحة يفتتح مهرجان سهلول

 

لا شك أن تشييد وحدة كوفيد+ بمستشفى سهلول سوسة في وقت قياسي هو انجاز يستحق افتتاحا رسميا يثمن جهود من رابطوا لأسبوعين لبعث الوحدة وتجهيزها، لكن لمسة الاشادة أخذت منعطفا مختلفا مع تجمهر المئات من الاشخاص ليشهدوا على وزير يقطعُ شريطا أحمر. مجازفة، قد تحول الحدث من نعمة الى نقمة. العديد من الانقادات وُجهت للمكي بسبب هذه الحادثة، وهو الرجل الأول في وزاة الصحة و"قائد الجيش الأبيض" الذي وجب أن تكون خطواته مدروسة حتى تقدم مثالا ايجابيا خصوصا مع تصاعد شعبية الوزير وتأثر المواطنين به. لا يُلام على المكي عدد المتجمعين بالافتتاح  فهو لم يُحضرهم معه، لكن ما يلام عليه أن الرحل اعتلى مصطبة وخطب في الجمع دون أيّ ملاحظة عن تجنب التجمهر ومخاطره في مثل هذا الوقت خصوصا أن أغلب الحضور عاملون بالقطاع الطبي يجازفون بنقل العدوى لبقية المتجمعين أو حمل العدوى من التجمع الى داخل المستشفى والى المرضى المشرفين عليهم.

 

وزير التربية في ندوة عن قرب، للحديث عن تعليم عن بعد

 

رغم توصيات وزارة الصحة، وتوصيات السلامة المهنية من الهياكل النقابية، أصر محمد الحامدي وزير التربية على أن يقدم انطلاق القناة الوطنية التربوية في ندوة صحفية موجها الدعوة لعشرات الصحفيين. نفس الملاحظة وُجهت سابقا لفريق وزارة الصحة، الذي قرر في مرحلة أولى نقل الندوات اليومية الى مكان مفتوح تحترم فيه مسافة الأمان، ثم الى الغاء التدوات الصحفية احتراما للحجر الصحي. مؤسسة التلفزة الوطنية من جهتها، وفرت شارة البث للقنوات  والاذاعات الراغبة في نقل الندوات دون ضرورة الحضور الفعلي. البدائل موجودة، لكن يبدو أن حضور الصحفيين والمراسلين والتقنيين ومسؤولي وزارة التربية في غرفة غير مهوئة ومساحة ضيقة لا تسمح باحترام مسافة الأمان كان ضروريا لنشهد على توقيع عقد بين مؤسستين عموميتين تملكان كلاهما فريقا اتصاليا واعلاميا كان بامكانه توفير التغطية للحدث (في شكل بيان مرفق بصور) وارسالها لوسائل الاعلام، اذ أن وقت الأزمات يتطلب مرونة في القرارات وتكريسا لموارد الدولة.

 

وزير الشؤون الاجتماعية و لعنة   الـ200 دينار

 

قد لا يلام وزير الشؤون الاجتماعية الحبيب الكشو مباشرة على أزمة المنح الاجتماعية وماانجر عنها من اكتظاظ هائل أمام المعتمديات ومراكز البريد، لكنه المسؤول الأول في الوزارة وهو جزء من فريق حكومي متكامل له من الاليات التنفيذية (والتشريعية بعد التفويض) ما يمكنه من توزيع المساعدات عبر عملية منظمة تتدخل فيها السلطات الجهوية والمحلية والأمنية اما لايصال المستحقات لاصحابها أو لتنظيم عمليات الاستلام ومنع التجمهر  والصفوف الطويلة.

هذا الخطأ تم تلافيه في الأيام التي لحقت الجدل، لكن المقلق هو النتائج العسكية للتجمعات التي يمكن أن تترجم في ارتفاع عدد الاصابات في الايام القادمة، وهو أمر كان بالامكان تجنبه منذ البداية.

 

 بيضة رئيس الجمهورية

 

رئيس الدولة، أعلى سلطة في الهرم، المشرف على مجلس الأمن القومي، الساهر على احترام القانون والضامن لاحترام الدستور، القائد الأعلى للقوات المسلحة وغيرها من الألقاب التي فاز بشرفها قيس سعيد، لكنه لم يتردد بالمخاطرة بها في أكثر من مرة. بعد الزيارات الليلية غير المبررة، توزيع المساعدات دون احترام سبل الوقاية وارتداء كمامة طبية، عاد سعيد ليثير الجدل مجددا. وإثر زيارة الوحدة الصناعية لصناعة الكمامات بالقيروان، توجه رئيس الدولة إلى زيارة معتمدية الوسلاتية ومنطقة عين زانة التابعة لمعتمدية حفوز ومنطقة أولاد عمر (الجمايلية) والمساعيد من معتمدية العلا وقام بتوزيع مساعدات غذائية.. في الليل !   دون وقاية، دون احترام مسافة أمان، استغل قيس سعيد مواد الدولة لاثارة تجمهر حوله من المواطنين الذي تركوا بيوتهم ليشهدوا أول زيارة لرئيس الجمهورية للمنطقة. حادثة غريبة أثارت السخرية، نقلتها كاميرات المواطنين، حيث قدم مواطن من الجهة للرئيس بيضة تعبيرا عن شكره. لاحقا، ووسط زحمة عشرات المواطنين حول رئيس الدولة، طلب سعيد من المواطن الذي أهداه بيضة أن يأتي ليتسلم مساعدة غذائية ثانية  فتعالت  أصوات المواطنين وأعوان الأمن الرئاسي بحثا المواطن  ''كريم رويحة'' حتى يشكره الرئيس على حسن ضيافته. مشهد كان سرياليا، تم فيه خرق القوانين التي أمضى عليها سعيد بنفسه وعلي سبيل الذكر لا الحصر خرق الرئيس عبر عرضه الليلي  الأمر الرئاسي بعدم التجمهر في الطريق العام، الأمر الرئاسي بحظر التجول ليلا، الأمر الرئاسي بسن حجر صحي عام.. عرض سعيد حياة العشرات من أعوان الأمن الرئاسي لخطر العدوى في سبيل زيادة شعبيته، تسبب في تجمهر المئات ونشر محتمل للفيروس في القيروان التي تعد 6 حالات اصابة بكوفيد 19. مشهد توزيع المساعدات (البسيطة) كان خادشا لكرامة مواطني القيروان الذين هرعوا ليلا لتسلم الاعانات في مشهد مخزي وتحت أعين  الكاميرات، بدل أن توزع المساعدات في المدارس بنظام واشراف الجيش كما هو منصوص.

 

كل هذه المشاهد، تذكرنا لا فقط بازداوجية المعايير التي تطبق القوانين حصرا على المواطنين اذ خرقوا الاجراءات الوقائية  وتعفي المسؤولين، لكنها أيضا تذكرنا بعادة الجانب "الاستعراضي" لأنشطة المسؤولين والبروتكولات التي تسخر امكانيات الدولة في سبيل زيارة أو افتتاح مبهرج، يتجند فيه الأمنيون والصحفيون لمتابعة هذا "الحدث" الذي لا يعدو كونة خبرا روتينيا بامكان مكاتب الاتصال ودواوين الوزارت أن تحوله الى بيان وصور قليلة على الصفحات الرسمية. ما هي القيمة الخبرية الفعلية لمثل هذه الأنشطة، ولم على خبر أن يتحول الى حدث أو عرض، لا ندري.. لكن فترة كهذه تُعلمنا أنه يمكننا الاستغناء عن البهرج، مثلما استغيننا عن الاكسبراس والكابوسان وبعض العادات التي ظننا أننا سنموت من دونها.. ولم نمت.

 وصل عدد الاصابات بكورونا عتبة 820 حالة، 37 وفاة، 43 حالة شفاء.

 

كل مقالاتنا عن كورونا على هذا الرابط.

عبير قاسمي

 

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter