أصدرت الخارجية الأمريكية يوم الأربعاء 14 ديسمبر 2022، فحوى اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية قيس سعيد بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن. 

في هذا اللقاء عبّر بلينكن عن عمق العلاقات بين تونس والولايات المتحدة وعبّر وزير الخارجية الأمريكية عن دعم الولايات المتحدة لتونس لإجراء انتخابات تشريعية شفافة والتعاون في المشاريع الاقتصادية معبرا عن تطلع الولايات المتحدة للعمل المشترك مع تونس ودعم علاقتهما. 

من جهته، أكّد رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد أنّ تونس بلد متوسطي وتتمتع بعلاقات جيدة مع الساحل الشمالي لأوروبا ومع حلفائها في الولايات المتحدة الأمريكية أيضًا.

وصرّح قائلا ''هذه فرصة جيدة للحديث عن عراقة الروابط التي تجمع البلدين. وبالأمس ، حين زرت مكتبة الكونغرس الأمريكي ، تحدثت عن العلاقات القوية القائمة بين البلدين. كما تحدثت أيضا عن اعتراف تونس باستقلال  الولايات المتحدة الأمريكية وتحدثت كذلك عن اعتراف الولايات المتحدة باستقلال تونس كواحدة من أوّل الدول. وهذا بالإضافة إلى ما فعلته الولايات المتحدة من قبل في دعم استقلال تونس وكانت الزيارات كثيرة  منذ ذلك الحين ، حيث تمتعنا بدعم كبير ، لن ننسى هذا على الإطلاق''

''تمتعت تونس بالدعم الكامل من قبل الولايات المتحدة ، وخاصة مجال الصحة والتعليم ، إما مباشرة عن طريق حكومة الولايات المتحدة أو بشكل خاص من قبل مجموعة البنك الدولي ، وكذلك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بين البلدين''. 

''لقد كانت ثورة حقيقية في تونس من خلال التعليم ومن خلال تفويض الدولة للشعب والسلطات تعمل على  توفير مستحقات الشعب الأساسية  وهي جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان"

وعاد قيس سعيد في حديثه عن عمق العلاقات بين تونس والولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا أنّه قد أحضر معه في هذه الزيارة ، العديد من الوثائق  من تونس تؤرّخ لكيفية إنشاء العلم الأمريكي الأول ، وكيف تم صنعه لإظهار كيفية يتمّ بناء الدول والشعوب. وبيّن أنّه قام بإعادة ديباجة بعض الفقرات من الدستور الأمريكي التي تحمل مغزى كبير لتحقيق فرحة وسعادة الناس.

''نحن لا نبحث عن الناتج الوطني الخام نحن نبحث عن السعادة الوطنية الخام ، وهذا يعني السعادة القومية الإجمالية، نبحث عن  السعادة العالمية سواء على المستوى الدولي أو الوطني''. 

''بالنسبة لتونس ، فإن تجربتها العالمية أصيلة للغاية ومتجذرة بعمق في تاريخنا، كان لدينا دستور 1861 ، وهو أوّل دستور تمت صياغته في العالم العربي. بعد ذلك ، شهدنا حقبة طالب فيها التونسيون بدستور جديد  لضمان الحقوق والحريات وتمهيد الطريق للأمة وقد تحقق ذلك في نهاية المطاف  بعد الاستقلال في الأول من شهر جوان 1959 ''. 

'' وبعد الثورة التي شهدتها تونس في 2010 و 2011 ، تمّت صياغة دستور جديد و لكن - للأسف الدستور الذي تمت صياغته ، كان مخصصًا تمامًا لخدمة أطراف معينة كأنه ثوب أو حذاء ، وكانت تلك نتيجة الانتخابات وأوراق الاقتراع التي تم تبنيها ، و كانت عملية الاقتراع على القائمة ،  هذا النوع من نظام الاقتراع ، إنه اقتراع العار. كنا نصوت في الظلام ، ولم يكن أحد على علم بنتيجة هذه الانتخابات''. 

''لسوء الحظ ، بدلاً من تلبية احتياجات التونسيين في ذلك الوقت ، وخاصة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية وكانت هناك بعض المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الصعبة للغاية والتي لا تزال إلى حدّ  هذه اللحظة وتفاقمت الأمور أيضا، تمّ اعتماد دستور لخدمة السلطة ، وهذا أدى للأسف إلى انهيار كل المؤسسات السياسية….أكثر من ذلك ، تفاقم لدينا الفساد، هناك عدد من النواب رفعت عنهم الحصانة بعد 25 جويلية و كانوا أطراف في شبكات التهريب وكانوا متورطين بعمق في أزمة وقضايا أخلاقية''

''الوضع الاقتصادي ، والوضع المالي ، والفساد ، ولا سيما الضربات التي وجهت إلى القضاء ، لأن أفضل طريقة هي تطبيق القانون والعدالة بكل استقلالية، ولكن هنا للأسف هؤلاء الأشخاص متورطون في المحاكم، لا نريد أن نكون محكمة انتقامية أو انتقامية ، لكننا نرغب في محكمة تقوم على العدل والإنصاف''. 

ودعا قيس سعيد  في كلمته، وزير الخارجية الأمريكي لزيارة تونس. وفي حديثه عن آليات وأسباب حلّ البرلمان،  أشار قيس سعيد إلى دعوة العديد من النواب لحلّ البرلمان مذكّرا بالنائب أنور بالشاهد الذي تعرّض للعنف من قبل نواب ائتلاف الكرامة وتوجّه لقصر قرطاج مطالبا بحلّ البرلمان ،  بالإضافة إلى الدعوات المتتالية من قبل المواطنين التونسيين الذين نادوا بحل البرلمان. 

وصرّح في هذا السياق قائلا ''لذلك قررت في النهاية حل البرلمان. لم يكن ذلك ممكنًا بالنسبة لي لأنني أرغب في الالتزام بالدستور الذي تم اعتماده في عام 2014 ، لذلك قررت بدلاً من ذلك تجميد البرلمان في ذلك الوقت. لماذا ؟ لأن البلاد كانت على شفا حرب أهلية في جميع أنحاء البلاد ، ولم يكن لدي بديل آخر سوى إنقاذ الأمة التونسية من القيام بأي عمل بغيض''. 

وذكّر قيس سعيد في هذا السياق، بالزيارات التي قام بها لعدّة مستشفيات قبل 25 جويلية 2021، وعاين حالات الوفيات والمصابين بوباء كوفيد وكانت المنظومة الصحية آنذاك على مشارف الإنهيار، ''لم يكن بالمستشفى ماء ولا كهرباء ولا أكسجين''.  واعتبر أنّ نواب البرلمان والأحزاب كانوا يتاجرون بآلام الناس مشيرا إلى حزنه مما حصل تجاه الشعب أمام فشل السياسيين والحكومة على إيجاد الحلول. 

وتابع قائلا ''لذلك اتخذت القرار بناءً على الفصل 80 من دستور 2014 لتجميد عمل البرلمان '' مشيرا إلى أنّه قام بإعلام رئيس الحكومة ورئيس البرلمان بذلك. 

''خرج الناس إلى الشارع في تلك الليلة بالذات ، في 25 جويلية 2011، كانوا سعداء للغاية ومنبهرين للغاية ، كما لو كانوا يتخلصون من كابوس حقيقي''. 

للتذكير، أدى الرئيس قيس سعيّد  زيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية من 12 إلى 15 ديسمبر 2022 تلبية لدعوة من الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن للمشاركة في الدورة الثانية لقمة قادة الولايات المتحدة الأمريكية وإفريقيا التي تنعقد بواشنطن. 

 ي.ر