بن علي و الحوض المنجمي : حسين العباسي يرد على فؤاد لمبزع

لم ينفي الأمين العام السابق للاتحاد العام التونسي للشغل ما صرح به رئيس الجمهورية الأسبق فؤاد المبزع حين قال انه" لو تعامل بن علي مع ملف الحوض المنجمي كما تعامل المشيشي مع الكامور لما حصلت ثورة " و في رده على هذا التصريح قال حسين العباسي :"ممكن" ، مشيرا الى ان الاضراب الذي تم تنفيذه خلال احداث الحوض المنجمي كان له تأثير على سياسية بن علي و اجبره على التفاوض  :"اضراب الاتحاد كرس ضغطا على بن علي و اجبره على التفاوض" . هذا و اكد العباسي خلال استضافته في إذاعة موزاييك اف ام ظهر اليوم الاحد 15 نوفمبر 2020 ان الاتحاد كان له دور كبير خلال تلك الفترة خاصة حين قام بتبني قضية الحوض المنجمي :"تغيرت المعادلة حين تبنى الاتحاد قضية الحوض المنجمي و حين قام بتعيين محاميين للدفاع عن الموقوفين".

و في رده على سؤال الياس الغربي المتعلق بمدى اختراق بن علي الاتحاد العام التونسي للشغل ، اكد حسين العباسي ان الاتحاد منظمة لا يمكن تحييدها الا انه لم ينفي في ذات السياق سعي الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي لتدجين بعض القيادات في الاتحاد عن طريق دعمهم في الجهات :" السلطة سعت الى تدجين القيادات داخل الاتحاد عن طريق ترك الفرصة للموالين للنظام للصعود الى المراكز القيادية الأولى في الاتحاد" في نفس الوقت اكد الأمين العام الأسبق للاتحاد ان وجود :"خط ممانعة داخل الاتحاد" ساهم في اضعاف مساعي السلطة ، و ذكر في هذا الاطار برغبة الرئيس الأسبق بن علي تشريك قيادات الاتحاد في مجلس المستشارين حتى يضمن ولاءهم ، الا ان الاتحاد قام بتصويت سري حول هذه المسالة و عارض 54 بالمائة من القيادات النقابية حينها الدخول في مجلس المستشارين معتبرا انه و رغم رفض مساعي بن علي الا ان بعض القيادات التي وافقت حينها على مقترح السلطة :"أخطأت في قرارها " .

اما في فترة الترويكا اكد العباسي ان من بين الاليات والوسائل  التي استعملتها الحكومة حينها تجاه الاتحاد هي سياسية النفي و الممانعة مشيرا الى ان :"ضرب الاتحاد يسهل بسط نفوذ الترويكا " حسب اعتقاد الترويكا الحاكمة .

و قال حسين العباسي ان الاتحاد العام التونسي للشغل هو اول من بادر بإرساء الحوار قبل اغتيال الشهيدين شكري بلعيد و محمد البراهمي و اكد في هذا السياق ان :" شكري بلعيد و محمد البراهمي شاركا في الحوار الذي نظمه الاتحاد سنة 2012 و غابت عنه حركة النهضة و المؤتمر من اجل الجمهورية " و في علاقة باغتيال شكري بلعيد اكد العباسي انه لطالما رفض الحراسة رغم التهديديات التي تلقاها الا ان اغتيال الشهيد بلعيد دق ناقوس الخطر و اجبره على المطالبة بالحراسة الشخصية منذ سنة 2013 .

و خلافا لما تم تداوله خلال مرحلة الحوار الوطني التي قادها الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والهيئة الوطنية للمحامين بتونس حول الجهة التي قامت بتكليف رئيس الحكومة حينها  مهدي جمعة ، اكد الأمين العام السابق للاتحاد حسين العباسي ان مهدي جمعة كان مقترحا من قبل اتحاد الشغل :" قدمنا عدة أسماء لكن تم رفضها باستثناء اسم مهدي جمعة حيث كان في اقتراحه احراج لحركة النهضة بما انه كان وزيرا للصناعة في حكومتها " .

للتذكير تم تركيز مباردة الحوار الوطني اثر اغتيال النائب  المعارض محمد البراهمي و مقاطعة نواب المعارضة أعمال المجلس التأسيسي و دخولهم في :"اعتصام الرحيل " ، و نال الرباعي الراعي للحوار حينها جائزة نوبل للسلام لأول مرة في تاريخ تونس يوم 10 ديسمبر 2015 و قبل يومين من تسلم الجائزة   قام رئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا أولاند بتوسيم  حسين العباسي ووداد بوشماوي ومحمد الفاضل محفوظ وعبد الستار بن موسى بوسام جوقة الشرف برتبة قائد .

ر.ع