أكّد القيادي بجبهة الخلاص جوهر بن مبارك أنّ تونس وصلت إلى مرحلة خطيرة مفسّرا أنّ التونسيّين لم يعد بمقدورهم التعايش مع بعضهم البعض وصرّح قائلا '' المجتمع التونسي اليوم انقسم ، التوانسة معادش احبوا إعيشوا مع بعضهم ، وكل فريق يريد أن يعيش بمفرده وينفي الآخرين''. 

وخلال استضافته في برنامج '' الإكسبراس'' بإذاعة إكسبراس أف أم اليوم الإثنين 17 أكتوبر 2022، أفاد بن مبارك أنّ مقومات العيش المشترك هي المقوّم الأساسي لأيّ مجتمع بشري معتبرا أنّ الإنقسام الحاصل بين التونسيّين هو خطر كبير يُهدّد البلاد. 

ودعا جوهر بن مبارك إلى ضرورة تكوين حكومة انتقالية مشيرا أنّ رئيس الجمهورية قيس سعيد قد '' هرب بقطار البلاد بمسافة كبيرة ''. وأضاف أنّ القطار يجب أن يعود للمرحلة الإنتقالية تُشرف عليه حكومة انتقالية ذات مهام محددة. 

''أوّلا ضمان استقرار المالي وعدم الإنهيار المالي والإقتصادي للبلاد،  ثانيا توفير المناخات الضرورية لإصلاح المنظومة السياسية الدستورية والإنتخابية بمعنى العودة لدستور 2014''. 

وأكّد القيادي بجبهة الخلاص أنّ موازين القوى السياسية تسعى اليوم من أجل '' أن يُصبح قيس سعيد غير قاعد على الجلوس على الطاولة''. وتابع قائلا '' نحاول أن نقنع التونسيين أنّ خيارات قيس سعيد هي خيارات خاطئة وكارثية ''. 

'خيارنا في نهاية الأمر هو إقناع التونسيين بالتخلّي عن قيس سعيد كرئيس للجمهورية لأنّه انقلب على التزاماته تجاه التونسيين وانقلب على الدستور الذي أقسم عليه وخان العهد الذي بناه في العملية الإنتخابية مع التونسيين '

وشدّد على أنّ ' الحلّ يكمن في تكوين حكومة انتقالية تؤمّن الوضع المالي كي لا تنهار البلاد وتحافظ على التوازنات الأساسية للإقتصاد ونذهب لإنتخابات تشريعية ورئاسية سابقة لأوانها'. 

وعودة منه على الإتفاق الحاصل بين الحكومة وصندوق النقد الدولي، اعتبر جوهر بن مبارك أنّ ذلك الإتفاق يُعد إخفاق مضاعف مشيرا أنّ حكومة بودن أرادت الحصول على 4 مليار دينار لتمويل عجز الميزانية لكنها تحصلت على نصف ذلك المبلغ '' هذا به رسالة سياسية''، وفق تقديره. 

وأضاف أنّ المعضلة المالية لتونس لن تنحل بالقرض من صندوق النقد الدولي، وتابع أنّ نجلاء بودن '' صبابة ماء على اليدين'' ، قدّمت جملة من الإلتزامات لصندوق النقد الدولي وسيدفع ثمنها الشعب التونسي الذي لا عِلم له بمحتوى تلك الإلتزامات. 

وصرّح قائلا '' التونسيون سيدفعون غدا أجيال وراء أجيال فاتورة نتيجة اتفاق قامت به حكومة غير شرعية مع صندوق النقد الدولي في حين أنّ تلك الحكومة لم تتفق مع الشعب قبل أن تتفق مع صندوق النقد الدولي''. 

للتذكير، نظمت جبهة الخلاص الوطني صباح يوم السبت 15 أكتوبر 2022 ، مسيرة احتجاجية تحت شعار " يسقط الانقلاب " و " يوم الانقاذ " ، تنديدا بنظام حكم الرئيس قيس سعيد .

المسيرة انطلقت من ساحة العملة في اتجاه  شارع الحبيب بورقيبة  شارك فيها المئات من معارضي الرئيس أبرزهم أحمد نجيب الشابي رئيس الجبهة ، جوهر بن مبارك و سمير ديلو. وطالب المحتجون " باستعادة الديمقراطية " و بإسقاط النظام الحالي ودعوا  أيضا الى مقاطعة الانتخابات التشريعية  التي من المزمع تنظيمها يوم 17 ديسمبر المقبل .