أكّد القيادي بجبهة الخلاص جوهر بن مبارك أنّ نتائج الانتخابات التشريعية 17 ديسمبر 2022 أثبتت أنّ جزء كبير من الشعب التونسي قاطعوا مسار قيس سعيد ولا مع خطة الطريق التي رسمها ولا حتى مع توجهاته.

وخلال استضافته بإذاعة إكسبراس أف أم اليوم الإثنين 26 ديسمبر 2022، أفاد بن مبارك أنّ تونس تشهد مفترق طرق بعد انقسامها لجزء مع الرئيس سعيد وجزء آخر ضدّ قيس سعيد والسؤال المطروح الآن ''من سيقود البلاد ومن سيُحدد خياراتها''. 

وأضاف أنّ الشعب التونسي هو الطرف الوحيد المخوّل له تحديد مصير البلاد ورسم توجهاتها معتبرا أنّ جزء كبير من التونسيين والذين فرحوا بمسار 25 جويلية، اغتروا بتوجّه مغشوش يتضمن ''كذب ونفاق وبه وعود زائفة وخطاب شعبوي يُسمع الناس ما يريدون أن يسمعون دون تنفيذ على أرض الواقع''. 

وأكّد أنّ تلك الفئة التي آمنت بمسار 25 جويلية في البداية وبقية الشعب التونسي اليوم فهموا أنّ ذلك الطريق هو مخادع ووهمي وطريق شعبوي وهذا ما تجسّد في الانتخابات التشريعية 17 ديسمبر وبالتحديد كانت نسبة التصويت 8 فاصل 8 رسالة واضحة. 

''قيس سعيد خسر الشوط الأوّل ، اللاعبون لم يأتوا ، انتخابات دون مترشحين ، ودون ناخبين، دوائر فارغة وأخرى فردية واخرى ثنائية ، الماتش وفى ، يريد أن يلعب شوط ثانٍ على ماذا؟''. 

وتابع أنّ جبهة الخلاص فهمت تلك الرسالة وأوضح قائلا ''فهمناها بسرعة ونريد أن نوجه للشعب التونسي رسالة واضحة، ماذا تريدون ؟ تريدون البلاد تخرج من أزمتها ، إيجاو انتوما أحكوموا وأختاروا مصيركم بإنتخابات شفافة بهيئة انتخابات مستقلة''. 

''من لهم مفتاح البلاد هم الشعب التونسي وهذا الشعب يستحق أن يختار المسار الذي يريد أن يواصل فيه ، وذلك بصناديق إقتراع حرة وديمقراطية في مناخ ترأسه هيئة مستقلة، نضع صناديق اقتراع ونُحكم الشعب التونسي، إذا التونسيون قبلوا أنّهم يواصلون في المسار العبثي الذي اتخذه قيس سعيد نحن سننحني لهذه الإرادة وإذا يحكمون بأنّ ذلك المسار عبثي ويجب أن يتغيّر سنُعطيهم الفرصة لذلك''. 

ودعا القيادي بجبهة الخلاص إلى إجراء انتخابات رئاسية وكشف عن هذا قائلا ''نحن ما نطالب به هو انتخابات رئاسية مبكرة تُعطي للتونسيين فرصة لتقرير مصيرهم''.  وأوضح أنّ الانتخابات الرئاسية المُبكرة ستكون بمثابة بديل لأنّها ستُفرز قوى سياسية تقدم بدائلها والشعب التونسي هو من سيحكم. 

وذكّر أنّ جبهة الخلاص تكوّنت من أجل مقاومة الإنقلاب ورصّ الصفوف بقوى سياسية وشخصيات وطنية وحين تدخل البلاد في مناخ منافسة انتخابية ، ستظهر البدائل. 

''أنا الآن في موقع مقاومة لأنّ هناك اغتصاب للسلطة ولكرامة التونسيين، نحن لسنا قُصر كي يأتينا ولي أمر إسمه قيس سعيد يعرف مصلحتنا أحسن منا، لماذا هو خائف من صندوق الإقتراع ومن المحاسبة؟ لماذا أنت خائف من صندوق اقتراع حر وديمقراطي وليس صندوق مزوّر وتضع فيه جماعتك يترشحوا ، ضع نفسك أمام الإختبار الشعبي التونسي في صندوق اقتراع حرّ''.

وفي حديثه عن قانون المالية 2023، صرّح جوهر بن مبارك قائلا ''قانون بائس وخالٍ من أي توجه سياسي، هو قانون محاسبي فقط المداخيل والمصاريف قائمة على مقدمات خاطئة سوى في نسبة النمو أو الإقتراض في ظل الأزمة مع صندوق النقد الدولي وهو قانون جبائي بامتياز''. 

ي.ر