صورة اليوم الجمعة 24 أفريل 2020، أول أيام شهر رمضان المعظم، تأتينا من سوق سيدي  البحري حيث من المستحيل أن يصدق من يرى الصورة دون تحديد تاريخها أنها مقتطفة أثناء حجر صحي عام و خلال انتشار فيروس كوفيد 19 الذي سبب ألاف القتلى في مختلف أنحاء العالم و حكم على دول بأسرها بمعدم مغادرة مواطنيها لمنازلهم.

صورة اليوم تجعلنا نتساءل فعلا عن مدى جدوى الدخول في حظر صحي عام و تعريض اقتصاد البلاد للشلل التام و غلق موارد رزق الخدماتيين مثل الحلاقة و المقاهي و المطاعم و غلق الحدود الجوية و البرية و البحرية و عزل المدن و الولايات بمنع التنقل منها و إليها و الحال أن الحياة مستمرة كأن شيئا لم يكن، و الحال أن الأسواق مزدحمة بالمواطنين و الباعة في خرق لأبسط قواعد السلامة.

قد لا نستطيع لوم الصبية على الرقص حين يكون ضارب الدف هو رب البيت، و قد لا نستطيع أن نلوم عامة الشعب حين يكون الخرق ناتجا عن إهمال في تطبيق القانون و حين يشرع أصحاب السلطة لخرق القانون بزياراتهم الرسمية غير المنظمة و غير المدروسة كما حدث أثناء تدشين عبد اللطيف المكي لوحدة سهلول بسوسة و زيارة رئيس الجمهورية الليلية في مناسبتين للقيروان و لطبربة و ما سببته من ازدحام و تدافع و احتمال كبير لانتقال العدوى و ما فعلته وزارة الشؤون الاجتماعية في العباد و البلاد حين أعلنت عن منحة بمائتي دينار دون تفسير أو توضيح فخرج الالاف للتجمع اما المعتمديات و غيرها من مظاهر تشجيع الدولة على خرق الحظر الدي وضعته.