الأسعد الغائب يستعد لتصوير فيلم يُوثق 'تنكيل' السلطة بالمدونين والصحفيين خلال العشرية الماضية

يستعدّ صانع الأفلام الأسعد الغائب لتصوير فيلم وثائقي درامي طويل يتناول  الدور المحوري للمدونين التونسيّين والصحفيين الذين كشفوا  فساد الطبقة السياسية التي حكمت تونس منذ سنة 2011 وصولا إلى تاريخ 25 جويلية 2021. 

في تصريح لـ بيزنس نيوز، أفاد الأسعد الغائب أنّه سيطرح في هذا الفيلم الإنتهاكات والتجاوزات السافرة التي حصلت في حقّ الصحفيين والمدوّنين معتبرا أنّ المشهد الإعلامي وقع تدجينه وإخضاعه بمقابل رخيص منذ الثورة وصولا إلى تاريخ 25 جويلية 2022. 

في هذا الفيلم، يركّز صانع الفيلم الأسعد الغائب على تصوير المدوّن والناشط السابق بحركة النهضة، الصحبي العمري  اذ يعتبر أنّ حالته تمثّل عيّنة من القائمة التي تطول ولا تنتهي من الصحفيين والمدوّنين الذين تعرّضوا للقمع والتنكيل والسجن، وسيطرح بقوّة في هذا الفيلم تنكّر حركة النهضة الإسلامية  لعناصرها ولمبادئ الحرية.

يقول الأسعد الغائب ''الصوت الوحيد الذي ضلّ مرتفعا هو صوت المدونين, وعلى رأسهم  عميدهم الدكتور الصحبي العمري الذي نُكّل به من خلال 120 قضية رفعت ضده  على غير الصيغ القانونية''. 

يطرح  المخرج عبر هذا الفيلم الوثائقي  الواقع البائس الذي يعيشه المشهد الإعلامي في تونس أمام تعمّد السلطات الدّوس على المعاهدات والاتفاقيات الدولية على غرار الفصل 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية 'لكل إنسان حق في اعتناق آراء دون مضايقة  لكل إنسان حق في حرية التعبير'،  وعلى المادة العاشرة من الاتفاقية الاوروبية لحقوق الانسان وعلى  المادة الثالثة عشر من الاتفاقية الامريكية لحقوق الانسان ذلك  فضلا عن المادة التاسعة من الميثاق الأفريقي. 

تلك المعاهدات والإتفاقيات التي أمضت عليها تونس وتعهّدت باحترامها تنصّ على احترام  حرية التعبير وعدم تتبع أصحاب الرأي  بأحكام سالبة للحرية وتعتبر تلك الأخيرة أعلى وذات أولوية من القوانين الداخلية للبلاد. 

 الأسعد الغائب سيُعرّي في هذا الفيلم ما اقترفته حركة النهضة الإسلامية من انتهاكات للمدوّنين وفساد على امتداد عشرية سوداء في تاريخها باعتمادها على ذراعها القضائي البشير العكرمي ، واتصل المخرج ببعض أعضاء الكونغرس الأمريكي والبرلمان  الأوروبي لمحاورتهم ولفت نظرهم في هذا الفيلم إلى أنّ البعض من زملائهم قدموا إلى تونس للدفاع عن حركة  النهضة والتي كانت هي من أوّل الذين داسوا على المواثيق الدولية وخاصة الإتفاقيتيْن التي تربط تونس بكل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي. 

كما سيتطرّق صانع الفيلم الأسعد الغائب إلى  المرسوم 54 ،  المتعلق بـ"مكافحة الجرائم المتصلة بأنظمة المعلومات والاتصال"، والذي زاد الوضع تأزما ، وسيضرب موعدا مع الصحفي وصاحب موقع بيزنس نيوز نزار بهلول في هذا الفيلم بعد أن تمّت إحالته قضائيا على معنى ذلك المرسوم. 

في سابقة خطيرة على حرية الصحافة والتعبير، كانت بيزنس نيوز اوّل وسيلة إعلام تُحال أمام القضاء على معنى المرسوم 54 بعد أن رفعت وزيرة العدل ليلى جفال قضية جزائية نيابة عن رئيس الحكومة على خلفية مقال نُشر في موقعنا بعنوان 'Najla Bouden, une gentille woman '، تضمّن هذا المقال قراءة تحليلية للوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وطريقة إدارة حكومة نجلاء بودن لهذه الأوضاع في تونس.  

صانع الأفلام  الأسعد الغائب أصيل ولاية قابس، دخل عالم الفنّ السابع منذ طفولته، وكانت جبال مطماطة الساحرة مصدر إلهامه ، هذه الرقعة الجغرافية التي كانت وجهة لتصوير العديد من الأفلام على مستوى وطني وعالمي على غرار فيلم حرب النجوم. 

شغوف بالفن بشكل عام وبالسينما بشكل خاص، الأسعد الغائب مؤلف ومخرج لخمسة أفلام وثائقية قصيرة ومتوسطة شاركت في 27 مهرجانًا سينمائيًا حول العالم. مثل لوس أنجلوس وهوليوود وواشنطن ونيويورك والهند ونيوزيلندا وطوكيو وبرلين والبرتغال وإيطاليا ، و تحصل على جائزة أفضل شريط سردي.

ونذكر من أفلامه : island in music 

performing the prophets in drama

Siren of Djerba island

EL Ghriba's Jews