alexametrics
????? ??????

?????? ???? ??? ?????? ???? ?????? ????? ??? ????????

مدّة القراءة : دقيقة
?????? ???? ??? ?????? ???? ?????? ????? ??? ????????

''الأسابيع المقبلة في شهر أفريل ستكون مهمّة وإذا لم يتمّ إحترام الحجر الصحي العام بصفة كليّة وفعليّة سيُهدم كلّ ما بنيْناه حقيقة''، بهذه العبارات عبّر وزير الصحّة عبد اللّطيف المكّي في مستهلّ صباح يوم الإثنين عن تنديده واستنكاره للإستهتار النّاس بالحجر الصحّي الذي فُرض لتحقيق التباعد الإجتماعي ولمنع انتشار فيروس كورونا. هناك جزء من الأشخاص لم يحترموا الحجر وساهموا في انتشار الوباء وأدخلوا الإرباك في إستراتيجيّة وزارة الصحّة والحكومة للتوقّي من تنقّل وانتشار هذه الجائحة.

  

زادت وتيرة قلق التونسيّين اليوم من هذا الوباء خاصّة بعد أن تداول الكثيرون أنّ كورونا ينتقل عبر الهواء وبالتالي تُصبح عمليّة العدوى سهلة وواردة جدا، وزير الصحّة وضّح أنّ ذلك الفيروس لا يتنقّل فعليا في الهواء وإنّما إذا قام أحد المصابين بهذا الفيروس بالعطس أو السعال فإنّ رذاذ ذلك يسقط على القاعة أو على طاولة أو على كرسي حافلة أو تاكسي أو أي وسيلة نقل أو حتى في مكان عمومي وبمجردّ لمس ذلك الرذاذ من قبل مواطن آخر فإنّ العدوى تنتقل له. الدكتور عبد اللّطيف المكّي أكّد أنّ ارتداء الشخص المصاب بالفيروس للكمامة الواقية تجعل من الفيروس لا يخرج أثناء العطس ويظلّ فقط عالقا بها، كما أنّ المواطن السليم الذي يرتدي كمامة يكون قد تمكّن من حماية نفسه بنسبة 80 بالمائة من العدوى. ارتداء الكمامة الواقية فيه طريقة منصوح بها والتي تنصّ على عدم لمسها باليد ثم حكّ الوجه أو العينيْن وعلى ضرورة غسل اليديْن جيّدا بالماء والصابون  بعد نزع الكمامة مباشرة، وأشار وزير الصحّة أنّ ''ارتداء الكمامة سيُصبح إجباري'' لكلّ المواطنين أثناء الخروج للفضاء الخارجي من منازلهم.

 

سيكون قرار إجباريّة إرتداء الكمامة الواقية له دور في الحدّ من انتشار هذا الوباء بعد أن سجّلت تونس العديد من الإصابات عن طريق العدوى، خاصّة في الآونة الأخيرة ونذكر حادثة العاملة  بمخبزة "تونيزواز" بالعوينة والتي توفي والدها بداية الأسبوع الفارط بفيروس كورونا بعد عودته من جربة، وأثارت هذه الوفاة حالة من الخوف والهلع في صفوف متساكني منطقة سكرة إضافة إلى انتشار الهلع في صفوف عدد من متساكني العوينة والكرم. العاملة أُصيبت بالعدوى عن طريق والدها وكانت في الأثناء قد واصلت عملها واقتنى منها الكثير من المواطنين الخبز وبعد وفاة والدها وخروج نتائج  تحاليلها وكانت إيجابيّة تمّ إغلاق المخبزة وتشميعها والقيام بعملية تعقيم شاملة لكلّ فضاءات المخبزة من الداخل وكامل محيطها الخارجي. هذه الحالة تُجسّد نوع من قلّة اللامسؤوليّة في احترام معايير التوقّي من العدوى بفيروس كورونا، هذه العاملة التي نأسف على وفاة والدها لو إلتزمت بالحجر الذاتي في المنزل مع والدها وعائلتها ولم تخاطر بالعمل مع زملائها لما خلقت حالة من الفوضى والفزع لدى المتساكنين وحرفاء المخبزة الذين بالضرورة هم أصبحوا ملزمون بتطبيق الحجر الصحّي لمدّة لا تقّل عن 15 يوما. بعد أن أعلنت وزارة الشؤون الإجتماعيّة عن صرف المساعدات الإستثنائيّة  والظرفية لفائدة مستحقيها من العائلات محدودة الدخل المنتفعة ببطاقة علاج بالتعريفة المنخفضة ''بطاقة علاج صفراء''، شهدت مراكز البريد بداية من يوم 2 أفريل حالة من الإكتظاظ والتدافع بين كل الفئات العمريّة من النّاس. أمام التدافع من أجل الحصول على الغذاء والمال ضاعت كلّ قرارات رئاسة الحكومة ووزارة الصحّة وتمّ انتهاك قرار الحجر الصحّي العام وأصبح النّاس همّهم الوحيد الحصول على الجراية والمنح والمساعدات الإجتماعيّة دون التفكير في تداعيات ذلك التزاحم وما سيخلّفه من كوارث في انتشار الفيروس، خاصّة إذا كان أحد الأشخاص من بينهم مصاب بالوباء. هذا الإستهتار واللامبالاة هو العامل الوحيد الذي سيُساهم في وصول تونس إلى ذروة حادّة خلال هذا الشهر من ارتفاع عدد الإصابات بهذا الفيروس ويمكن أن تفقد الدولة ووزارة الصحة السيطرة على تحديد بؤره وإخضاع المرضى للحجر وللعلاج، قلّة وعي الشعب في هذه الفترة أمر خطير وفيه تلاعب بحياة التونسيّين وبمؤسّسات الدولة برمّتها. 

 

إضافة إلى عدم إحترام الحجر العام وغياب الوعي في طريقة سلوك عيّنة من التونسيّين، زاد الأمر خطورة بعد أن أصبح العديد من المصابين بفيروس كورونا يرفضون الإنتقال للعلاج في المستشفيات كما باتوا يتعمّدون عدم التعاون مع وزارة الصحّة في الكشف عن الأشخاص الذين اختلطوا بهم. ولاية صفاقس هي من بين المناطق التي شهدت استهتار من بين المرضى والمواطنين وهو السبب الذي جعلها الولاية الأولى في نسبة الوفيات بهذا الفيروس وسجّلت 4 وفيات. ''الوضع الوبائي في صفاقس في حاجة إلى مزيد الضبط'' هذا ما صرّح به وزير الصحّة بعد زيارته لولاية صفاقس يوم الأحد الفارط  رفقة مديرة مرصد الأمراض الجديدة والمستجدة صحبة نصاف بن عليّة، المكّي أشار إلى أنّ العدوى كانت سريعة الإنتقال في صفاقس بسبب استهتار المواطنين بالحجر الصحي واختلاطهم بالمصابين وحتى حين يسألون من طرف مصالح وزارة الصحة عن الأماكن التي مرّوا بها أو عن الأشخاص الذين اختلطوا بهم يمتنعون عن الإجابة وبالتالي يسمح ذلك بتفشي فيروس كورونا بكلّ سهولة بين الأشخاص. ''هذا أسلوب مرهق للفرق الصحيّة'' هكذا عبّر المكّي عن هذا التصرّف اللاّمسؤول مؤكّدا أنّه تمّ الإتّفاق في صفاقس على تطبيق طرق علميّة ليتمّ الكشف بها عن الإصابات ومحاصرتها. ''على كلّ المرضى بفيروس كورونا الإلتحاق بالمستشفيات''، صرّح الدكتور عبد اللّطيف المكّي مشيرا أنّ تمنّع المرضى عن ذلك مسألة غير قابلة للنّقاش وأكّد أنّه سيتمّ تطبيق القانون بقوّة على المواطنين المصابين بالفيروس فالدولة مطالبة بتوفير العلاج والمريض مطالب بالإمتثال للعلاج. 

 

''واحد يبني وواحد إهد وهذا غير معقول'' صرّح وزير الصحة عبد اللطيف المكّي مندّدا بخرق المواطنين للحجر الصحي واعتبر أنّ قيم الوطنيّة تتجسّد في احترام قرارات الدولة التي هدفها المصلحة العامّة، وأكّد أنّ فيروس كورونا هو ''فيروس متقلّب وفي كلّ مرّة يفاجئنا بسلوك''. نتيجة الإستهتار بالحجر، سجّلت تونس وفقا لآخر تحيّين من قبل وزارة الصحّة، بتاريخ 3 أفريل 2020، 21 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا من مجموع  658 تحليلا مخبريا  ليصبح العدد الجملي للمصابين بهذا الفيروس 574  حالة مؤكدة من بين  7145  تحليلا جمليا، وتمّ تسجيل 22 حالة وفاة. 

 

لحماية المجتمع والبلاد خلال شهر أفريل من تواصل انتشار هذا الوباء وهو أمر متوقّع ليس فقط في تونس بل في باقي دول العالم، المكّي أكّد على ضرورة إحترام الحجر بكلّ حذافيره على الرّغم من تداعياته الإقتصاديّة والإجتماعيّة على البلاد وعلى المواطنين ولكنّ أرواح النّاس تبقى أهم من كلّ الأولويات الأخرى.  ''رجاء الإلتزام ومن يلتزم يُلزم من لا يلتزم'' هكذا أكّد وزير الصحّة على ضرورة تطبيق الحجر الصحّي للسيطرة على هذا العدو واحتوائه. 

منذ انتشار فيروس كورونا في تونس خلال شهر مارس، على الرّغم من ضعف الإمكانيات الماديّة لبلادنا إلاّ أنّ رئاسة الحكومة بالتعاون مع كلّ الوزارات خاصّة وزارة الصحّة اتخذت العديد من الإجراءات التي لها تداعيات اقتصادية واجتماعية على تونس في سبيل الإحاطة بهذا الفيروس والتقليص من انتشاره لحماية المواطنين.  إنّنا نخوض اليوم معركة ضدّ عدو غير مرئي وفتّاك  لا يفرّق بين أحد ويُهدّد تونس وكافّة مواطنيها ومؤسّساتها، ويُمكننا الإنتصار وهزيمة هذا الوباء بمعنويات مرتفعة إذا احترمنا بكلّ وعي وصبر الحجر الصحّي العام وتطبيق كافّة الإجراءات التي نصّت عليها الحكومة ووزارة الصحّة،  وإذا لم يحترم الشعب قرار الحجر الصحي العام خلال شهر أفريل ولم يلتزم بتطبيق آليات التوقّي من انتشار هذه الجائحة فإنّ كورونا سيكسب المعركة أمام غياب الوعي واللاّمسؤوليّة.

يسرى رياحي 

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter