عقد صباح اليوم الأربعاء 5 أوت 2020، الوزير المكلف بتصريف أعمال وزارة الصحة محمد الحبيب الكشو، ندوة صحفية بمقرّ الوزارة، بحضور أعضاء اللجنة العلمية القارة لانتشار فيروس كورونا المستجدّ، حول تطوّر الوضع الوبائي لجائحة كوفيد-19.

الكشو أشار إلى أنّ  تونس مرّت بعدّة مراحل في إطار مقاومة جائحة كورونا، وتمكّنت من التحكّم في انتشار الوباء إلى حدود فتح الحدود البرية والجوية والبحرية يوم 27 جوان الفارط. وأضاف أنّه يحقّ للتونسيّين استعادة الأمل بالخروج من الأزمة مستدركا أنّ عدم الحذر وعدم مواصلة احترام الإجراءات الوقائية الصحية ليس في صالح المواطنين، وقال محذّرا: 

''أكبر عدو لنا ليس وباء كورونا بل التراخي، أكبر عدو هو عدم تطبيق الإجراءات وأكبر عدو عدم تطبيق الوقاية الفردية وعدم انضباطنا'' ودعا المواطنين والموظفين والمسؤولين إلى التقيّد بالإجراءات الصحية وتطبيقها، مؤكّدا أنّ فيروس كورونا عاد في موجة ثانية بقوة في كلّ الدول. 

وعاد وزير الصحة المكلّف على الحالة الوبائية في مطار تونس قرطاج، مبيّنا أنّه قام بثلاث زيارات  للمطار وخلال الزيارة الأولى التي قام بها سجّل العديد من الإخلالات وعدم الإلتزام بالإجراءات الوقائية، وهو ما استدعى القيام بخليّة أزمة في المطار. وعاد على الزيارة يوم أمس الثلاثاء لمطار تونس قرطاج مشيرا أنّ عائلات المسافرين يجب أن يستقبلوا العائدين خارج المطار لتجنّب العدوى داخل المطار مع إجبارية وضع الكمامات التي يترتّب عن عدم ارتدائها عقوبات سيُعلنها مجلس الوزراء غدا الخميس. 

وبيّن الحبيب كشو انّ أكبر المتضرّرين بالجائحة هم كبار السنّ مشدّدا على ضرورة الحذر مشيرا أنّ وزارة الصحّة جهّزت مخزون لمقاومة الوباء لآخر سنة 2020، مؤكّدا أنّ الوضع تحت السيطرة في كلّ من سوسة والقيروان ومطار تونس قرطاج، ودعا وسائل الإعلام إلى توعية المواطنين وحثّهم على الحذر والإلتزام بالإجراءات الوقائية.

''لا بدّ من تطبيق الإجراءات واحترامها'' أفاد الكشو مشدّدا أنّ تونس أصبحت مضطرّة على التعايش مع الوباء، ولكن يجب احترام الإجراءات الوقائية من غسل الأيدي واحترام مسافة التباعد الجسدي وارتداء الكمامات. وأضاف أنّ اللجنة العلمية لمجابهة كورونا تمّ تعزيزها بباحثين شبّان ودورهم تقديم كل أسبوع معطيات حول كيفيّة التعاطي مع الوباء على مستوى دولي. 

المديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة نصاف بن علية، أكّدت أنّ الفترة الحالية تميزّت بتسجيل عدّة حالات مستوردة وتسجيل بعض الحلقات من العدوى المحليّة، وأضافت أنّه منذ فتح الحدود يوم 27 جوان الفارط تمّ تسجيل 346 حالة مستوردة و 66 حالة محليّة، وبيّنت أنّ أغلبية الحالات المستوردة مصدرها كان الحدود البرية من بين الوافدين الغيرشرعيّين وآخرين.

بالنسبة للحالات المحلية، متمثّلة في ثلاث حلقات السابق ذكرها، وأكّدت أنّ التحاليل التي تمّ إجراؤها في مطار تونس قرطاج وولاية القيروان لم يصدر عنها تسجيل حالات إيجابية جديدة، كما انّ عملية التقصي النشيط لا تزال متواصلة بطريقة استباقية. وأكّدت أنّ انتشار الفيروس لا علاقة له بدرجات الحرارة، كما أنّ تونس مقبلة على موسم ترتفع فيه نزلات البرد والحذر ضروري، أيضا العالم أجمع اتفق على أنّ الوباء ليس وباء مؤقّت.

''نحن في فترة التعايُش مع الفيروس'' لأنّه سيتواصل لمدّة زمنية طويلة متعلّقة بمدى وجود لقاح له، وللتعايش مع هذه الجائحة دون تسجيل حالات خطرة ووفيات يجب احترام الإجراءات مؤكّدة أنّ شريحة العمر التي تأثرت بالوباء وتوفي الكثير منهم بنسبة 39 بالمائة وأعمارهم تفوق 65 سنة وكانت أقل في الفئات العمرية الأخرى. 

وأكّدت بن عليّة أنّ الإجراءات التي أثبتت نجاعتها هي ارتداء الكمامات الواقية وغسل الأيدي بالماء والصابون وتطبيق التباعد الجسدي وتعقيم الأماكن العامة بصفة منتظمة وتطبيق البروتوكولات الصحية القطاعية التي تمّ إعدادها طيلة فترة الحجر الصحي.  ودعت المواطنين إلى عدم التشكيك في معطيات وزارة الصحة ومرصد الأمراض الجديدة والمستجدّة، مؤكّدة أنّ الوزارة مجنّدة بكلّ هياكلها لتطويق الجائحة للسيطرة على كلّ الحالات الموجودة. 

وأضافت أنّ فيروس كورونا في موجته الثانية منتشر في العالم أجمع، وشدّدت على ضرورة ارتداء الكمامات وبيّنت أنّ الإستراتيجيّة الحالية ترتكز على ثلاث نقاط هامّة وهي التقصّي والبحث عن حالات المخالطة وعزل المصابين في الأماكن الخاصّة بهم وعزل الوافدين والمخالطين. وأكّدت أنّ تونس من بين البلدان القلائل التي قامت بإجلاء أبنائها، كما أنّ عملية فتح الحدود كانت مبرمجة ومنظمة ليتمّ إيواء الوافدين والتكفّل بالحالات في ظروف حسنة ودعت المسافرين إلى تطبيق الإجراءات الوقائية العامة بتونس والقيام بالتحليل المخبري قبل العودة لأرض الوطن.

وأعلنت أنّ وزارة الصحة اكتشف قرابة اثنين من التحاليل المخبرية المزوّرة من قبل الوافدين وشدّدت على عدم تكرار هذا التصرّف اللاّمسؤول.

مقالاتنا عن كوفيد 19 على هذا الرابط.

ي.ر