استضاف اليوم الأحد غرّة مارس 2020، الإعلامي سمير الوافي في برنامجه ''وحش الشاشة'' على قناة التاسعة، رئيس الحكومة السابق ورئيس حزب تحيا تونس، يوسف الشاهد. 

عنوان الحلقة ''تسليم الأمانة'' حيث تحوّل الوافي لتصوير الشاهد بمكتبه بمقرّ رئاسة الحكومة بالقصبة، أفاد الشاهد أنّه يشعر بالراحة على إثر تسليمه لمنصبه. وأشار أنّه اشتغل في منصب رئيس حكومة لمدّة ثلاث سنوات ونصف في فترة صعبة وأنّه كسب الكثير مبرزا الهدايا التي تحصّلت عليهم الحكومة والتي أدرجها في قائمة لتسليمها لرئيس الحكومة الجديد إلياس الفخفاخ. وأفاد أنّه يتقاضى راتب شهري بقيمة أربع ملايين و600 دينار. 

ما هي أصعب القرارات التي اتّخذتها في رئاسة الحكومة؟

''القرارات الشعبيّة الإجتماعيّة ليست سهلة'' صرّح الشاهد مشيرا إلى أنّ الزيادة في أسعار المحروقات وفي دخل الضريبة على القيمة المضافة من أصعب القرارات، بالإضافة إلى الحرب ضدّ الفساد قائلا ''فُتحت علينا حرب مضادّة وتعرّضت للعديد من الإنتقادات بسبب قلّة الوعي السياسي''، وأفاد أنّ ثقافة الدولة وثقافة السلطة ليست موجودة في تونس.

هل ظلمت أحدا بقراراتك؟

تقدّم الشاهد بالإعتذار من كلّ فرد ظلمه  خاصّة الإداريين قائلا ''هذه طبيعة العمل البشري''. 

هل تريد الإعتذار من أحد؟ 

تطرّق الشاهد إلى خصامه مع الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي قائلا ''اليوم للأسف القصّة التي يتحدّثون عنها ليست القصّة الحقيقيّة التي عشناها في علاقتي بالرئيس السبسي''، وأضاف قائلا ''يوسف الشاهد كان أقرب شخص للباجي قائد السبسي إلى آخر يوم في حياته، أنا أقرب شخص إليه'' مشيرا أنّ الخلاف بينهما لم يقع بسبب مسائل تخصّ مستقبل الدّولة، ''الباجي على فراش الموت صرّح لأحد الصحفيّين أنّ يوسف الشاهد أحسنهم''. 

وأشار أنّه لا يملك علاقة متينة مع عائلة الراحل السبسي وأفاد أنّ الباجي لم يسانده ليكون رئيسا للحكومة ولكنّه ساند وزير الصحّة الراحل سليم شاكر. وأضاف أنّه لا دخل له في خروج حافظ قائد السبسي من تونس وصرّح ضاحكا قائلا ''خرجت الآن من السلطة وإنشاللـه يرجع''. 

ما هو رأيك في التشابه الكبير بينك وبين إلياس الفخفاخ من حيث الشكل وطريقة تقلّد منصب رئاسة الحكومة؟ 

أكّد يوسف الشاهد أنّه مثله مثل الفخفاخ لم يبحثوا عن هذا المنصب.

ما هو موقفك من اتّهامات الناس لك وللفخفاخ بالعمالة بسبب الجنسيّة الثانية؟ 

أفاد الشاهد أنّ هذه الإتهامات تمسّ أكثر من مليون تونسي يعيشون خارج تونس معتبرا أنّ أخذ جنسيّة ثانية لا يمسّ من الوطنيّة قائلا ''روني الطرابلسي له الجنسيّة الفرنسيّة وقدّم الكثير لتونس وهو رجل وطني''.

ما هو أكثر شيء ضحيْت به؟ 

''أكثر شيء ضحيّت به هو عائلتي''، موضّحا أنّ زوجته وعائلته تعرّضوا للضغط بسبب الإتهامات التي لفّقت له.

هل أنت جاهز للعودة كمواطن عادي ؟ 

''هذا ما أنتظره'' موضحا أن عائلته فرحوا بتفرّغه لحياته الشخصيّة معهم وأشار إلى أنّه يشتاق ليعود  مواطن عادي. وأضاف أنّه مازال ''صغيرا'' وله من العمر 44 سنة مذكّرا أنّه دخل عالم السلطة والسياسة في عمر 35 سنة وقد كسب تجربة وخبرة كبيرة، واعتبر أنّ مغادرته لمنصب رئيس الحكومة تمثّل فرصة هامّة لمعرفة من الصديق من العدّو. 

هل يمكن أن نجدك في منصب آخر؟ 

''لا أعلم وفي الحقيقة لا أتصوّر ذلك'' مضيفا أنّه على ذمّة الدولة وهو في حاجة إلى فترة راحة وإلى أن يقف على مسافة لمراجعة الأخطاء التي قام بها. 

ما رأيك في التأثير الكبير من قبلك على الرئيس قيس سعيد؟ 

''قيس سعيد رجل صادق ونظيف يريد خدمة تونس وهو تعرّض لحملة تشويه كما حصل لي''، وبيّن أنّ العلاقة بينهما قائمة على الإحترام في إطار تبادل الصلاحيات مؤكّدا انّه لم يكن له أيّ تأثير على سعيد في اختيار الفخفاخ. وأضاف أنّه يريد دعم قيس سعيد لنجاح تونس.

هل تشعر أنّك تركت البلاد في حالة جيّدة بعد ثلاث سنوات من حكمك؟ 

في مسألة مكافحة الإرهاب أوضح أنّ تونس اليوم أفضل بكثير مما كانت عليْه، كما أنّ شبح الإفلاس تحسّن بالإضافة إلى الماليّة العموميّة. وأشار أنّ التحدّي الذي ينتظر الحكومة الجديدة تقوية الإستثمار والإقتصاد. 

الجزء الثاني من الحلقة: لقاء الفخفاخ بالشاهد بمقرّ رئاسة الحكومة

صرّح الفخفاخ أنّ هناك وجه شبه كبير بينه وبين الشاهد في كيفيّة تقلّد منصب رئاسة الحكومة مشيرا أنّ الشأن العام في البلاد يعنيهم بدرجة أولى ولهم  تجربة في الحكم قائلا ''تمّ اختيارنا انا من قبل الرئيس قيس سعيد والشاهد من قبل الراحل الرئيس السبسي''. وقام يوسف الشاهد بتسليم الفخفاخ ملفّات رئاسة الحكومة.

ما هي أكثر نصيحة يمكن أن تقدّمها للفخفاخ؟ 

أفاد الشاهد أنّه ينصح الفخفاخ بالمثابرة والعزيمة على الرّغم من كلّ الصعوبات التي سيتعرّض لها. 

سؤال للفخفاخ: ماذا يمكن أن تقول للشاهد وهو يغادر رئاسة الحكومة؟ 

''أنصحه أوّلا بالراحة وأن يُمارس الرياضة وأن يهتمّ بعائلته وان يعود لخدمة تونس لأنّه صاحب تجربة وكفاءة''.

بعد تسليمه أمانة رئاسة الحكومة لإلياس الفخفاخ، غادر الشاهد مقرّ رئاسة الحكومة بالقصبة متوجّها لمنزله، وصرّح لسمير الوافي أنّ أوّل شيء سيقوم به هو ''أكل ربع دجاج'' قائلا ''منذ خمس سنوات لم أتمكّن من ذلك''، وأشار أنّه يريد أن يعيش حياته كمواطن عادي وأن يتمكّن من الذهاب إلى الملاعب وأن يلتقي بأصدقائه دون رقابة. 

وأضاف الشاهد أنّه متفائل بتقلّد الفخفاخ منصب رئيس الحكومة لأنّه من نفس الجيل وذو كفاءة، وأفاد في سياق آخر أنّه تعرّض لتهديدات إرهابيّة بسبب قرارات اتخذها مثل منع النقاب في الإدارة والإنجازات التي قام بها في مقاومة الإرهاب. وأكّد أنّه غير خائف من المساءلة لأنّه لم يسرق شيئا.

 الشاهد أكّد أنّ نسبة 80 بالمائة من الناس لا يعرفونه ويعتقدون أنّه ديكتاتور والبعض من الأشخاص يتوجّهون بالشكر لوزراء الشاهد ولكنّهم في نفس الوقت يتّهمون حكومته بالفشل.

ماذا تقول لرئيس حزب قلب تونس نبيل القروي؟ 

عاد يوسف الشاهد على مشروع تعديل القانون الإنتخابي قائلا ''لو تمّ تمرير هذا القانون لا تفادت تونس هذه الأزمة التي تعيشها''، وأضاف أنّه جلس قبل ثلاثة أيام من تمرير حكومة الفخفاخ مع  القروي لأنّ فيها ''تغوّل طرف سياسي'' وحاولنا صدّ هذا التغوّل مشيرا إلى أنّ رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي تحصّل على رئاسة البرلمان والحكومة أيضا بعشرين وزيرا من النهضة.

ما هو موقفك من الغنوشي رئيس مجلس النواب؟ 

أشار الشاهد أنّ الغنوشي له دور مهم في التوازنات السياسيّة الكُبرى بالبلاد وحسب إعتقاده فإنّ الغنوشي كان له دور محوري مع الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي قائلا ''ويجب عليه أن يواصل في هذا الدور'' وبيّن أن حركة النهضة على أبواب مؤتمر قائلا '' إن لم يكن راشد الغنوشي في رئاسة حزب النهضة من سيكون'' موضحا أنّ ذلك له تأثير كبير على التوازنات الكبرى في البلاد. وأكّد الشاهد أنّ الغنوشي له خبرة كبيرة في الدولة ولعب دور مهمّ في تقريب وجهات النظر بين الفاعلين في المشهد السياسي موضحا أنّ هناك علاقة احترام متبادل تربطه بالغنوشي.

وتوجّه يوسف الشاهد في آخر حواره مع الوافي بكلمة لكلّ مواطن تونسي قائلا '' أنتم ضحّيْتم وكلّ الشعوب تُضحّي من أجل أوطانها'' وأشار انّ لا يُنكر التضخّم في البلاد وتمنى أن تستطيع الحكومة القادمة أن تواجه التحدّيات الإجتماعيّة والإقتصاديّة في البلاد. 

 ي.ر