شهدت ساحة الحكومة بالقصبة اليوم السبت 4 ديسمبر 2021، تجمّع غفير للعمال والنقابيون في إطار الإحتفال بالذكرى 69 لاغتيال الشهيد الرمز والزعيم الوطني والنقابي فرحات حشاد.

الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل نورالدين الطبوبي في كلمة له بهذه المناسبة أشاد بتاريخ اتحاد الشغل وبدوره في حلّ الأزمات ورمزيته الوطنية مؤكّدا على قيمة الإتحاد الثابتة في البلاد. 

'' باقون على درب حشاد لن نحيد مؤمنون بدور منظمتنا كقوة اقتراح وتوازن ونضال ، نلتقي اليوم لنجدد اعتزازنا بالانتماء لمنظمة حشاد العظيم ، أوفياء أوفياء لدماء الشهداء، أوفياء لقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان  أوفياء لإستحقاقات الشغالين والعمل اللائق''. 

''تعود علينا هذه الذكرى والبلاد تعيش منعرجا لا نعلم مآلاته '' صرّح الطبوبي مستنكرا ما آل إليه الوضع الإقتصادي والإجتماعي بالبلاد، وأضاف قائلا '' تعطلت لغة الحوار وتراجع منسوب الثقة إلى أدنى مستوياته وهذا غير محمود العواقب''. 

وأكّد أنّ الإتحاد سيظل قوةّ اقتراح وفاعل أساسي في مسار الإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي،  

وكشف الطبوبي انّ اتحاد الشغل قد توسّم خيرا في رئيس الجمهورية للحدّ من العشرية السوداء التي عاشتها تونس ونادى النقابيون مردّدين '' الشعب يريد سيادة وطنية''. 

وأكّد الطبوبي أنّ الإتحاد متمسّك بضرورة أن ترفق إجراءات 25 جويلية، بخارطة طريق وإجراءات عملية لرسم ملامح تونس من جديد ،وتابع قائلا ''  أصبحنا نخشى على مكاسب شعبنا بسبب التردد المبالغ فيه لإعلان السقف الزمني لإنهاء الإجراءات الإستثنائية والإعلان عن الإجراءات التي ستعيد للبلاد توازنها في إطار حوار وطني ''. 

''التونسيون يريدون استعادة الثقة برؤوس إدارة الشأن العام  '' صرّح الطبوبي مؤكدا على أولوية الفصل بين السلطات وتنقيح القانون الإنتخابي وتركيز المحكمة الدستورية وأن تكون غير خاضعة للضغوطات السياسية . 

''سنظل متمسكون باتفاقياتنا بيننا وبين الحكومة والدخول في مفاوضات بالقطاع العام وفي الوظيفة العمومية وسنتمم الأسبوع المقبل امضاء بعض الإتفاقيات'' أفاد الطبوبي داعيا السلطات إلى عدم التحجج بالوضع الصحي والإقتصادي للمسّ من الوظيفة العمومية. 

وحول حكوكة نجلاء بودن، أكّد الطبوبي على أنّ الحكومة تحتاج إلى رؤية تقودها وبرنامج يوجه خطاها حتى لا تكون مصيرها كسابقاتها ولا تقع في الارتجال والتذبذب وحتى لا يكون من بين أعضائها التضارب والتناقض كما كان في حكومات سابقة. وشدّد على أنّ التعيينات يجب أن تكون قائمة على الكفاءة والخبرة.  

'' كل من يريد أن يحكم هذه البلاد عليه أن يقرأ التاريخ جيّدا، دولة الإستقلال التي استثمرت في العقول وبنت المدارس والجامعات والمؤسسات العمومية لن نسمح لكم بتدمير الدولة ، هذا الشعب لا يُقهر ، هذا شعب هو شعب واحد يعيش في رقعة جغرافية ليس هناك ما هو أجمل منها ''. 

ي.ر