شدد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي في حوار مع الياس الغربي في برنامج " ميدي شو " على اذعة موزاييك اف ام اليوم الثلاثاء 6 ديسمبر 2022 ، أن نظام قيس سعيد انحرف مبينا أن  لاتحاد العام التونسي للشغل لن يكون منافسا في الانتخابات الرئاسية و لا تشريعية قائلا " الاتحاد ليس من طالبي السلطة و لكن الإتحاد يتأثر بمحيطه و الواقع المعيشي  و الدستور الجديد فيه اليد المطلقة  "

في نفس السياق اعتبر الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل أن الدستور الجديد يخلق التفرقة بين المجتمع و السلطة المطلقة قائلا " نقدنا هو من أجل حماية الحاكم في تونس حتى من نفسه "

كما أشار الطبوبي أن من الاتحاد يحمل ثقافة الحوار و الرأي و الرأي المخالف و مع ذلك قاطع الحوار لذي دعى اليه رئيس الجمهورية قيس سعيد و لكن قراءة الإتحاد كانت واضحة و تمثلت في أن توجه رئيس الجمهورية له رؤية و برنامج و فلسفته السياسية و ليس في حاجة لأي كان .

و أوضح الطبوبي  في علاقة بالاستفتاء و الدستور قائلا " لسنا مهيئين لتشتت السلطة ، و النظام الرئاسي لا يتضمن اليد المطلقة بل يتضمن التوازن و الرقابة ، القراءة النقدية ، مجلس نواب منتخب ".

 كما  شدد الطبوبي أنه حين الحديث عن الإتحاد العام التونسي للشغل لا ينبغي أن تكون الذاكرة قصيرة و يجب مواكبة كل مواقف الإتحاد منذ يوم 26 جويلية قائلا " نحن متناغمين و مواصلين في القراءة النقدية منذ 26 جويلية و الاتحاد ليس بالحزب السياسي بل منظمة وطنية نقابية تعنى بالشأن العام و لها ضوابط في التعامل مع الأحداث "

الاتحاد عندما صرح أنه مع 25 جويلية لم يقل بأنه مع 25 جويلية في المطلق و لكن تم وضع ضوابط و مواقف الاتحاد واضحة ، على حد تعبيره .

من جهة خرى أوضح الطبوبي أن هنالك هينات في علاقة بالقانون الإنتخابي و الدستور الجديد قائلا " كنا قد صرحنا أننا في حاجة الى مراجعة و في حاجة الى واقع جديد و اصلاحات و لم نرى واقعا جديد وواصل الاتحاد في التحذير و التعامل بالقراءة النقدية الايجابية و الضغط الإيجابي "

مبينا أن التفرد بالسلطة و الضوضائية الحاصلة دون تقديم برنامج واضح بالاضافة الى الشعباوية المفرطة قائلا " مواصلين في مسار متمثل في ن رئيس الجمهورية ينتهج طريقا خاطئا و البلاد التونسية في الطريق الخاطئ "

كما أفاد المتحدث أن لا الوضع السابق و لا الحالي قادر أن ينقذ تونس قائلا " الشعباوية المستعملة حاليا خارج السياق "،  متابعا أن الحل هو ارادة الشعب .

و بين الطبوبي أن الخطر الداهم يتمثل في أن تونس و تاريخها و مكانتها و قدراتها تعيش في الوضع المزري و الحزين قائلا " نعيش واقعا اقتصاديا صعب جدا أضف الى ذلك التخوين و الشعباوية و نحن في حاجة الى عقل سياسي محنك قادر أن يجمع التونسيين و التونسيات حول رؤية عقلانية قابلة للنجاح و محمول على رئيس الجمهورية الحالي مسؤوليات ".

أما في علاقة بالحكومة الحالية بقيادة نجلاء بودن و الاصلاحات المقدمة الى صندوق النقد الدولي  بين نور الدين الطبوبي قائلا " طلبت من رئيسة الحكومة اليوم في نص مراسلة أن يشاركنا الوفد الذي اتجه الى صندوق النقد الدولي في حوار ليقنعنا بتوجهاتهم "

كما أوضح الطبوبي أن المشكل اليوم يتمثل في أن الحكومة في علاقة بالتزاماتها مع صندوق النقد الدولي و من الشروط الأساسية أن يتم اصدار مرسوم للاصلاح المؤسسات العمومية قائلا " لا نقبل اليوم أن يتولى مراكز دراسات فرنسية رسم خيارات البلاد التونسية  ".

من جهة أخرى اعتبر الطبوبي أن تناقض التصريحات بين الحكومة و الرئيس ساهم في انعدام الثقة ،على حد تعبيره .

يذكر الأمين العام التونسي للشغل كان قد   نبه يوم السبت 3 ديسمبر 2022،  أن تونس اليوم في يد حكومة بلا رؤيا و بلا برنامج، يغلب عليها الارتجال و الغموض و انعدام الانسجام بالإضافة الى غياب الشفافية و ازدواجية الخطاب و يمثل الإقتراض الخارجي سبيلها الوحيد للخروج من الأزمة و هو  خير دليل على ضيق الرؤية و التصورات ، على حد تعبيره .  

كما أشار الطبوبي الى تدني نسبة النمو بشكل غير مسبوق ، الإرتفاع الشاهق للمديونية التي تنذر بانهيار وشيك للمالية العمومية بالاضافة الى تزايد نسب الفقر ليشمل الطبقة الوسطى التي أنهكتها الزيادات الجنونية في الأسعار قائلا " الحكومة عندما توجهت لصندوق النقد الدولي الى حد اليوم لم نعرف خياراتها "

من جهة أخرى بين الطبوبي قائلا " الحكومة في واد و الرئيس في واد و العقل السليم لا يمكن أن يقبل هذه الضوضائية في تضارب الأقوال و لن تنطلي الحيلة على الإتحاد  "

ن.م.ع