الطبوبي: نتجّه للافلاس وللهاوية، وعلى الرئيس الدعوة العاجلة لحوار وطني !
للسنة الثانية على التوالي تُلغى احتفالات عيد الشغل التي دابت المنظمة الشغيلة على احياءها بتجمعّات عمالية، في كلمة لهُ صبيحة اليوم غرة ماي 2021 نشرها الاتحاد العام التونسي للشغل، وجّه أمين عام المنظمة نور الدين الطبوبي شكرا للعملة والشغالين التونسيين وبدا متشائما وهو يعدد الأزمات التي مرّت بها البلاد هذه السنة وعدم تجاوب رأسي السلطة مع عوات الحوار وتواصل الأزمة السياسية التي ألقت بظلالها على كيفية ادارة الأزمة الصحية والاقتصادية.
"الوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الخطير اليوم أصبح يملي علينا واجب قول الحقيقية ومسؤولية تسمية الأشياء بمسمياتها. تونس تعيش حالة انجذاب قويّ نحو الهاوية،لم يبقى من الامال التي علقناها على ثورة 14 جانفي الا الذكريات. الحالة مأساوية، وأمام هول الكارثة الطبقة السياسية مشغولة بصراعاتها البيزنطية."
وتابع أمين عام الاتحاد أن الأزمات تتالت بدءا بالتحوير الوزراي مرورا الى المحكمة الدستورية ووصولا الى التعيينات الخطيرة الأخيرة التي قام بها رئيس الحكومة هشام المشيشي مما ينذر بتفكك الدولة وتعمق الأزمة بين السلط التنفيذية والتشريعية. محذرا من خطر الافلاس، أكد الطبوبي أن الاقتصاد الوطني يشارف على الانهيار ومؤشراته تنذر بأسوأ العواقب والتراجع المستمر لترقيم تونس السيادي وعجز التوازنات وسلبية النمو وغلق المؤسسات الصغرى والمتوسطة والمنافسة غير المتكافئة مع كبريات الشركات النافذة واحالة العمال على البطالة، مشددا على أن الاحتكار والتهريب والأسعار المضاربة والتسهل معها حطم الاقتصاد الوطني.
"يوجد تساهل مع الفساد في كامل مفاصل الدولة وقصور شامل عن المراقبة ومعاقبة الفاسدين وسط مناخ سياسي موبوء. على خلفية التفكك المؤسساتي غير المسبوق، استفحلت ظاهرة العنف والتطاول على القانون وأجهزة الدولة والانفلات والانحراف وعربدة العصابات وحالة الفوضى والتمرد على النظام العام، العنف والطرف والكراهية يصدر عن كتلة برلمانية مارقة يرعاها الائتلاف الحاكم ويتواطئ معها."
مُتحدثا عن عربدة ائتلاف الكرامة، ربط الطبوبي موضوع التطرف بالجريمة الارهابية براموبييه بفرنسا، مشددا على أن هذه الجرائم النكراء تشوه صورة تونس في الخارج وتصورها كبلد مصدر للارهاب. وصف أمين عام المنظمة حالة تونس اليوم بأنها سفينة تتقاذفها الأمواج، تنخرها العطالة والعنف والتطرف. وأكد الطبوبي أن رفض مؤسسات الدولة للحوار وتعنتها جعلها تفقد المصداقية وثقة التونسيين فيها مما جعلها تفقد مشروعيتها، متابعا أن تونس أصبحت لعبة بين أيدي بارونات الفساد و السياسيين المشاركين في لعبة المحاصصة والولاء.
و تابع أن الاتحاد دعا لحوار وطني جامع يقطع مع هوس التفرد بالحكم والرغبة في افساد الحياة السياسية والانشغال بتغذية الصراعات والخطاب الشعبوي، ورأى في رئيس الدولة الجهة المناسبة لذلك، لكن تعطلت المبادرة بسبب "حسابات ضيّقة".
وجه الطبوبي رسالة لرئيس الحكومة هشام المشيشي مفادها أن "الشرعية لا تبرر اذلال الناس ومصادرة حق الاحتجاج، وتوظيف أجهزة الدولة لترهيب المعارضين والتعيينات المسقطة القائمة على الولاءات."
وانتقد الطبوبي ما يقوم به النائب المتطرف راشد الخياري من بثّ شائعات تهدد الأمن العام ومن تشويه للخصوم وضرب لرموز الدولة، مؤكدا أن نظرية "التدافع والتمكين" التي ينتهجها الاسلاميون هي بداية للتحريض على الفتنة والاقتتال.
ختاما، دعا الطبوبي رئيس البرلمان للكف عن مساندة المتطرفين والكف عن التعامل بمكيالين مع النواب في اشارة لدعم الغنوشي للكتلة المارقة ائتلاف الكرامة، داعيا البرلمان للكف عن التهامل مع المؤسسات الدستورية -في اشارة للمحكمة الدستورية والهايكا- كوسيلة للضغط عبر محاولات الهيمنة أو العرقلة. و ودعا رئيس الدولة الى تحمل مسؤوليته في التجميع وكضامن للدستور وحام للوطن والأمن القومي داعين للتفاعل الايجابي مع الاتحاد للحوار.
"ان كل تأجيل للحوار المنشود يزيد للانجذاب نحو الأسوأ، نحن قمنا بدورنا الوطني والدور لرئيس الدولة.." علّق الطبوبي.
ع.ق
تعليقك
Commentaires