سيدي بوزيد: إعلاء "الفولارة" رمز الكادحات على أسطح المنازل
سمير الطيّب : لم نستطع القضاء على شبكات النقل العشوائي لعمال الفلاحة
حادث عمال الفلاحة بسيدي بوزيد: شهادة مفزعة على فظاعة الحادث
من بينهم نساء ورجال: وفاة 12 عاملا في الفلاحة في حادث مرور
إضراب عام ويوم غضب تشهدهُ ولاية سيدي بوزيد اليوم 28 أفريل 2019 وكامل معتمدياتها. وفي مشهد لم تتعوّد عليه المدينة، اعتلت احدى الشابات نصب "البرويطة" رمز ثورة 17 ديسمبر 2010 التي تتوسّط ساحة الثورة بمركز مدينة سيدي بوزيد، المنبر الذي تعوّد أن يعتليه الرجال في كلّ إحتجاج.
جاء صوت هذه الشابة، واثقا واضحا، ليلتف حولها المحتجون وتعتلي من حولها الزغاريد، التي لم تعد رمز فرح، بل أضحت رمز تحدٍّ زُف بها ضحايا فاجعة السبالة أمس، كما زف بها جنود المنطقة من ضحايا الإرهاب.
بدأت الشابة خطابها بتأثر واضح وحزن سرعان ماتحول إلى غضب، لتحدث المحتجين عن توصيات نسوة القرية لها، النسوة اللواتي لم تسنح لهم فرصة الدراسة، فأوصوا الأجيال الشابة من الفتيات أن تدرسن حتى لا تلقين نفس المصير، ليصلن لما لم تستطع أمهاتهن وقريباتهن الوصول اليه، حتى تكُّـن صوت من لاصوت له، بسلاح العلم والمعرفة.
تحدثت الشابة وهي تعلي "المحرمة" أو "الفولارة"، عن نضالات النسوة، وتضحياتهم، النسوة اللواتي بنين البلاد بكفوهن الطاهرة، وساهمن من صمت في بناء الدولة الوطنية دون طلب مقابل. أعلت هذه الشابة رمز الكادحات، مكررة " تحيا المرأة الريفية".
المحرمة التقليدية التي تحمل رسوم زهر بألوان زاهية، هي صورة تترسخ في الذاكرة الشعبية كرمز للمرأة الريفية. رمز قالت الشابة أنه يمثل الفرحة، وقد تحول الى رمز احتجاج منذ أن دعت أمس الى إعلاءه على أسطح المنازل في مدينة المغيلة، لتنتشر الدعوة إلى إعلاءه في كامل ولاية سيدي بوزيد، إعلاءً لصوت المرأة الريفية. "المراة الريفية تموت كل يوم عندما تشاه ناسا لاتشبهها في التلفاز، ونمط عيش تتمنى الوصول اليه، ولا تستطيع.." هكذا علقت تلك الشابة، بنبرة لوعة وحزن، وتابعت " المدرسة بعيدة والطريق طويلة تملؤها الوديان والذئاب.." هذا ماتسمع الأم الريفية من أبنائها يوميا.
دعوات للإحتجاج طيلة اليوم بمركز مدينة سيدي بوزيد حيث تتجمع النساء والعديد من النقابات والجمعيات، إحتجاجا على أوضاع المرأة الريفية، إحتجاجات تتواصل إلى الغد حيث من المنتظر تنفيذ وقفة أمام وزارة المرأة بالعاصمة.
ع.ق
تعليقك
Commentaires