رواية الشاهد عن الخميس الأسود: الرئيس في المستشفى، الشاهد في الداخلية، والزبيدي في اجتماع مجهول في قرطاج!

 كان رئيس حركة تحيا تونس ورئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد ضيف سماح مفتاح في برنامج هل من إجابة على قناة قرطاج+ مساء اليوم 2 أغريل 2021، حيث أكد أن الثورة هي التي مكنته من المشاركة في الحياة السياسية بفضل مناخ الحريات مؤكدا أنه يدين للثورة بتواجده في المشهد اليوم، ومتابعا أن تعيينه من قبل الراحل الباجي قائد السبسي كان دعوة لترك المناصب للشباب معلقا أنه حاول خلال عهدته تنفيذ هذه الفكرة وتعيين كفاءات شابة في مختلف المجالات.

الخميس الأسود

في حديث عن الخميس 27 جوان2019 وكتاب محمد الناصر 'تونس واحدة، جمهوريتان'، أكد الشاهد أن اتهام رئيس البرلمان السابق لنواب تحيا تونس والنهضة فيه نوع من سوء النية والمغالطة لأنه لا يمكن رمي الاتهامات الخطيرة بقيادة انقلاب ضد الراحل قائد السبسي ثم ادعاء انها مجرد فرضية.

"محمد الناصر مطالب بالتوضيح، لكن صاحب المقولة هو الزبيدي. عبد الكريم الزبيدي قال أنه كان هناك محاولة انقلاب في تصريح اعلامي لكن أنا أملك تسجيلا خاصا ينفي فيه أقواله ويؤكد أنه لا يوجد أي محاولة انقلاب على الشرعية أو أي أمر من هذا القبيل. شهادة الزبيدي مشكوك فيها ومتضاربة. وما قام به الزبيدي هو لغايات انتخابية واضحة."

وأكد أن الأسبوع الذي سبق الخميس الأسود حدثت فيه عمليتين ارهابيتيّن وتم اشعار الداخلية بأنه يوجد ارهابي ثالث يحمل حزام ناسف ويستعد لتفجير نفسه في العاصمة وفي ليلة الخميس تمت مداهمة أكثر من 400 منزل عناصر تكفيرية للبحث عنه في أكبر عملية من هذا النوع، ويوم 28 جوان 2019 تم تنظيم اجتماع بين جميع القوات الأمنية من حرس وجيش ومخابرات ولم يتم الحديث خلال الأجتماع عن أي انقلاب بل عن المستجدات الأمنية والارهابية.

وعلّق الشاهد "ما كنّاش لاهين في التفاهات هذه" في اشارة الى رواية الزبيدي ومحمد الناصر عن محاولة انقلاب، متابعا أن الخطر الارهابي تتابع وتحصلت الداخلية على اشعار بعملية ارهابية رابعة ثم أخرى خامسة تفصل بينهم ساعات وكلهم في العاصمة والمدن القريبة منها من تنفيذ تنظيم جند الخلافة.

"كنا في حالة استنفار قصوى، لم نتمكن حتى من النوم، أيّ انقلاب يتحدثون عنه، لم أكن في حالة تسمح لي بالمشاركة في المطبخ السياسي. الباجي قائد السبسي تعرض لوعكة في حدود منتصف النهار، وتوجه للمستشفى العسكري. بلاغ رئاسة الجمهورية هو ما أشعل النار لأنه في العرف الديبلوماسي كلمة وعكة حادة تعني وفاة الرئيس. كنت حينها في قاعة العمليات في الداخلية، وتوجهت الى المستشفى ووجدت العائلة في حالة هلع، حينها كانت تصلني مكالمات تعزية، حينها قررت أن اكتب تدوينة وأرسلها لوكالات الأنباء لأطمن التونسيين أن رئيسهم على قيد الحياة."

وكشف الشاهد أنه حين كان رئيس الجمهورية في المستشفى عبد الكريم الزبيدي كان في قصر قرطاج يعقد اجتماعا مجهولا.

المستجدات الوطنية والرئاسات الثلاث

في علاقة ببيان رئاسة الجمهورية الذي أكد عبره قيس سعيد أنه من غير المعقول أن تكون هناك لقاءات رسمية بين سياسيين وشخصيات أجنبية دون المرور بوزارة الخارجية، وافق الشاهد رئيس الجمهورية منتقدا "الديبلوماسية الموازية" ومؤكدا أنه سعى لمحاربتها خلال رئاسته للحكومة وخصص منشورا حكوميا يلزم الوزراء بحضور ممثل عن الخارجية أثناء اللقاءات الرسمية. وتابع أن السياسية الخارجية والديبلوماسية  من مشمولات رئاستي الجمهورية والحكومة والوزارة ذات الصلة، مشيرا الى أنه يوجد جدل بشأن ما يسمى "الديبلوماسية البرلمانية" التي يحاول راشد الغنوشي ارساءها عبر لقاءات مع سفراء وشخصيات أجنبية يستقبلها في البرلمان دون الرجوع لوزارة الخارجية.

"ما يحدث اليوم الى جانب العطالة والشلل في البرلمان، هو صراع بين رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية، لكنه صراع لا يشبهُ خلافي مع الراحل الباجي قائد السبسي، لأنه صراع لم يكن حول السياسيات لأننا كنا من نفس الحزب نداء تونس وبدأ الخلاف بعد سنتين من تعييني. الخلاف بين المشيشي ةسعيد انطلق من اليوم الأول، وهو خلاف حول الصلاحيات والسياسات وتأويل الدستور. هذا الخلاف لا تنفع فيه الوساطات والتأويلات، الخلاف يجب فضّه بين قيس سعيد وهشام المشيشي رأسا ولا يمكن لأطراف أخرى أن تحله، اما بالتراضي أو بالمغادرة. أنا كتنت علاقتي طيبة مع قيس سعيد وكان التنسيق بيننا على أعلى مستوى وحاولت تسهيل دخول الرئيس للحكم في فترة صعبة من تاريخ تونس. اليوم لي علاقة شخصية وأخوية مع سعيد لكن لا تنسيق سياسي بيننا."

المواقف السياسية لتحيا تونس

وكشف الشاهد أن تحيا تونس لم تمنح الثقة للغنوشي كرئيس للبرلمان بل كان لها مرشحها الخاص لهذا المنصب، مؤكدا أن كتلة تحيا تونس صوتت في عريضة سحب الثقة الأولة وصوتت في العريضة الثانية وتسعى لتجميع الأصوات الممكنة للائحة اللوم لازاحة راشد الغنوشي والتفكير في بديل له.

"اليوم لا يوجد بديل غير الحوار، لكن اطالة الوقت واضاعته على التونسيين غير معقول لا نملك رفاهية الانتظار لسة أشهر من أجل حوار وطني، أنا عشت حوار قرطاج2 الذي كان مسخرة وكان هدفه دفعي للاستقالة، حين أخبرت الراحل قائد السبسي أنني مستعد للتنحي رفض ذلك. اذا يريد سعيد من المشيشي الاسقالة عليه طلب ذلك بدل مضيعة الوقت."

وأكد الشاهد في علاقة بملف الكامور أنه في عهده لم يتوقف انتاج البيترول يوما واحدا مما يعني أنّ الاتفاق كان يسير بسلاسة ويقعُ تنفيذه، وفسّر أنه كان مجبرا على شراء السلم الاجتماعية لأنه لا يمكن الاصلاح في أيام وتوفير مواطن شغل، نافيا أن يكون ذلك خداعا بل طريقة لعدم خسارة الضخّ وعدم تنفير المستثمرين.

ودعا الشاهد الى ضم عملة السياحة للاشخاص ذوي الأولوية في التلقيح ضد كورونا لانقاذ الموسم السياحي، مؤكدا أن مقاربة الحكومة غير واقعية لأنها لاتملك حاليا الجرعات الكافية لتلقيح العدد الذي اعلنت عنه (3 ملايين تونسي قبل موفى شهر جوان)، داعيا كذلك الى فتح مراكز الرعياة الاساسية واستخدامها كمراكز تلقيح.

ع.ق