"توانسة ونص" يدينون بشدة تصريحات الصافي سعيد

نحن التونسيات والتونسيون أحرار القلب والفكر، نعلن بكل مشاعر الفخر والإجلال المنبثقة عن روح الإنتماء إلى هذا الوطن العزيز والتي تعكسها نضالاتنا من أجل الدفاع عن مبدإ لا حياد عنه والمتمثل في عدم القبول بوجود فئة دونية من التونسيين، لأي سبب كان ومهما كانت الدواعي. لا شيء يبرر التقليل من شأن أي إنسان ومعاملته  بأسلوب لا يليق بما يقتضيه احترام كرامته وذاته الإنسانية.

نحن التونسيات والتونسيون، أحرار القلب والفكر، نؤكّد بشدة، انسجاما مع اعتزازنا بهويتنا الوطنية، رفضنا المطلق لأن يتم ذم وشتم وإهانة وسب وتهديد أي مواطن كان، لأي سبب من الأسباب. كان باستطاعتنا إضافة "بسبب أصوله ولونه ونوعه الإجتماعي وميولاته الجنسية وقناعاته ودينه وانتمائه الإجتماعي وجهته أو لجنسية أخرى قد يحملها". لكننا رفضنا ذلك لأنه لا شيء يبرر بالمرة مثل هذه التصرفات المشينة وهي في الواقع تجلب الخزي والعار لأصحابها.  

نحن التونسيات والتونسيون، أحرار القلب والفكر، نؤكد انطلاقا من قناعاتنا الراسخة التي نستمدها من المنظومة الأخلاقية المتعارف عليها والدستور والقانون القائم، على أننا سنناضل بكل ما أوتينا من جهد وقوة، كلما استدعى الأمر ذلك، ضد أي مظهر من مظاهر الحقد والكراهية في حق شخص أو مجموعة من الأفراد أو ثلبهم وتشويههم بطريقة موصوفة ومتكررة بما لا يدع مجالا للشك حول الصبغة القصدية لتلك الأفعال والممارسات أو كل لبس أو تأويل لمقترفها.

نحن التونسيات والتونسيين، أحرار القلب والفكر، ندين بكل صرامة، من منطلق المشاعر الإنسانية التي نحترم ونجلّ، التصريحات المتكررة للصافي سعيد، نائب الشعب في برلمان الجمهورية التونسية، بخصوص حاملي الجنسية المزدوجة والتي اتهمهم فيها بخيانة الوطن وفي ذلك تحريض على الكراهية .. كما وصفهم باللقطاء وفي ذلك شتم وافتراء. هذه التوصيفات القانونية لم تكن مقيّدة لذلك كان على صاحبها التحلي بالدقة في الوصف وانتقاء الألفاظ والعبارات المناسبة.

نحن التونسيات والتونسيون، أحرار القلب والفكر، نعتبر انسجاما مع قناعاتنا المبدئية، أن صدور مثل هذه العبارات عن نائب في مجلس الشعب خلال جلسة رسمية للتعبير الديمقراطي والتي يجسدها النقش العام تحت قبة البرلمان، تعتبر من ظروف التشديد في حكمنا على هذا الخرق للقانون الوضعي والدستور.

نحن التونسيات والتونسيون، أحرار القلب والفكر، واعتبارا لثقتنا في المسؤولين المنتخبين، بفضل المسار الديمقراطي الذي قطعته تونس خلال السنوات الأخيرة، أن المؤسسة التشريعية الوطنية التي كانت شاهدة على هذه التجاوزات المرفوضة والمشينة، ستعطي المثال في التعامل مع هذه الحادثة، من خلال الإذن برفع الحصانة البرلمانية عن النائب المعني، حتى يتم اتباعه قضائيا من أجل أفعاله الخطيرة والموصوفة والتي أتت على لسانه، باسم الشعب التونسي.

نحن التونسيات والتونسيون، أحرار القلب والفكر، ومن منطلق فخرنا واعتزازنا بجنسيتنا، نعتبر أن هذا الشخص بحكم سلوكه وتصريحاته  المهينة والتشهيرية والعنصرية والمخزية، فضلا عن خرقه القانون والدستور التونسيين واستهزائه بالمؤسسات الرسمية التونسية وبجمهوريتنا، من خلال تفوهه بتلك الألفاظ تحت قبة البرلمان، قلعة الممارسة الديمقراطية، وفي ظرف توجد فيه البلاد في أمس الحاجة إلى وحدتها لمواجهة تحديات خطيرة وكبرى ماثلة أمامه، فإن هذا النائب يتفوّه بما يعكس الكثير من العنف والعدوانية تجاه ما لا يقل عن مليون مواطن تونسي. لذلك فإن هذا السلوك الخطير والمشين يستدعي ردة فعل صارمة وحازمة من قبل رئاسة الجمهورية، المؤسسة الضامنة لاحترام الدستور والمسؤولة عن اتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية المواطنات والمواطنين الذين تم تهديدهم بصفة صريحة وعلنية من قبل أحد نواب الشعب.

"توانسة ونص" هي مجموعة من التونسيات والتونسيين، أحرار القلب والفكر، يناضلون بالخصوص في سبيل الدفاع عن مواطنة تونسية مقدسة، واحدة لا تتجزّأ.

محرّرو هذا البيان:

أحلام حشيشة شاكر 

سندس مجدوب 

لمياء سليم 

كريمة صويد 

خليل بن شريف 

كريم القلاتي