الجلاصي : فكرت في مغادرة الحزب منذ سنة 2013.. قيادات النهضة تعاملت مع تونس كغنيمة !
لخّص فيها تجربة 40 سنة: النصّ الكامل لإستقالة عبد الحميد الجلاصي من حركة النهضة
عبد الحميد الجلاصي يستقيل من حركة النهضة
كان القيادي المستقيل من الحزب الاسلامي عبد الحميد الجلاصي ضيف ميدي شو موزاييك اليوم 5 مارس 2020 حيث تحدث عن مغادرته النهضة بعد مسيرة 40 سنة.
بيّن الجلاصي أنه اليوم نسخة جديدة من نفسه ويبحث عن هوية جديدة غير تلك التي وجدها في الحركة الاسلامية.
"غادرت حتى أبقى وفيا للأربعين سنة التي قضيتها في النهضة. للشهداء للجرحى ولكامل المسار الثوري لا أريد أن اختم العشرة بمشاكل وشجار. أنا أغادر حين تسوء الأمور." هكذا لخص الجلاصي قراره المفاجئ.
وأكد أنه انتمى للنهضة لاعتبارات وجدانية قبل ان يكون الانتماء سياسيا لأنه كان ينتمي الى جيل حالم ثم أتى العمل الحزبي ليصقل المشروع والرؤية السياسية. وتابع أن النهضة كانت وعاء مشروع تحرر وطني منحاز لقضايا التحرر والديمقراطية لكنها اليوم لم تعد وفية لقيمها بسبب الدخول في الحكم والدولة، معلقا انه استقال حتى يتجنب معركة كبيرة مثل النداء في 2015 التي كانت لها تكلفة سياسية للبلاد.
"لم يعد في النهضة شيء من القيم التي كانت فيها طيلة 40 سنة ولذلك غادرت. النهضة اصبحت توظيفا لثقافة الجماعة الاسلامية في شكل حزب. يوجد فجوة بين النهضة وقاعدتها الانتخابية وبين القاعدة النضالية والقيادات الحزبية.المنظومة الحزبية بمجملها مريضة واصبحت عبء على تونس."
وأكد الجلاصي أن 52 مقعد في التشريعية لا تعني الانتصار بل تجنب الهزيمة وهي نتيجة هزيلة بسبب فضيحة القائمات التشريعية والمسار الانتخابي بأكمله. وعلق " بعد الانتخابات قيمت وانتقدت وكان من الضروري ان يوجد حوار لكن ذلك لم يحدث."
وبالحديث عن رئيس الحركة راشد الغنوشي قال الجلاصي أنه يحب رائد الغنوشي ويحترمه لكن لا يوجد رئيس حزب في العالم يحكم 50 سنة .
" هذه طريق مسدودة امام أجيال من الشباب تريد ان تمارس القيادة السياسية. البقاء في رئاسة الحزب من 1969 الى الان ممكن أن يصنع حول الغنوشي بلاطا من المتسلقين وولاء لشخصه. ممكن ان تنتج فساد سياسي وسوء تصرف وأن تجعله مُتوقعا ومكشوفا امام خصومه السياسيين. استقلت كي لا اكون شاهدا على مسرحية.."
وأكد أن قرار استقالته كان منذ اشهر والمسار الحكومي هو القطرة التي افاضت الكأس. وبين انه بدأ يشكك في أن النهضة هي المكان الأفضل له وأنها تمثله حقا منذ جويلية 2013 متى بدأ محاولات الاصلاح ولكنه وصل الى حالة من الاحتقان جعلتنيي حتى لا يخسر رفاقه، على حد تعبيره.
"قيادات النهضة تعاملوا مع الدولة بمنطقة الغنيمة بطريقة سيئة ورديئة. النهضة تكرر خطأ الحزب الدستوري وبورقيبة ثم خطأ النداء والباجي قائد السبسي عبر محاولات الابقاء على الغنوشي. تحدث مع شباب من كل الحساسيات من حزب العمال والوطد وكل الأحزاب تشهد نفس مشكل التهرم القيادي والتشبث بالمناصب. المؤتمر الحادي عشر هو المؤتمر الانتقالي ولو كان الغنوشي ينوي تمرير السلطة لبدأ في تفويضها تدريجيا لكنه لا ينوي المغادرة وسيبحثون عن اليات قانونية لتجديد عهدته.."
وختاما نفى الجلاصي انضمامه لائتلاف الكرامة مشددا أنه سيقوم باطلاق حوار وطني لاعادة التفكير في السياسة وبناء مشروع افقي تشاركي لأن الأحزاب الهرمية انتهت حسب تعبيره.
ع.ق
تعليقك
Commentaires