كان سمير الشفي الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل ضيف ماتينال إذاعة شمس صبيحة اليوم 29 ديسمبر 2022، حيث علّق على خطاب لرئيس الدولة قيس سعيد مساء أمس، واعتبر الشفي أنّ المنظمة الشغيلة كانت تحبذ لو كان الخطاب الرسمي للدولة أكثر رصانة وهدوءا في إشارة الى أنّ خطاب سعيد كان مشحونا و متشنجا وان كان يتضمن 'كلمة حقّ' على حد تعبيره.

"ما يُقلق في هذا الخطاب هو التعميم، لتتعافى تونس يجب أن تكون هناك سياسيات عمومية لمحاربة الفساد. في كلّ مرحلة نأخذ هذه القضية ثم نحولّها الى شعارات بدعوى الحرب على الفساد. علينا ان نتواضع،  مقاومة الفساد مسألة حياتية وعلى مؤسسات الدولة ان تقوم بدورها دون تجني وحسابات سياسية. (...) تأبيد هذا الوضع المأزوم قد يحوّل تونس لدولة منبوذة يرفضها ويتحشاها الجميع، ومن هنا تأتي دعوة الاتحاد للحوار والتعقل المبنيان على التصورات لتعافي تونس لتصبح سيدة نفسها وأن لا تكون قراراتها رهينة منّة أو هدية (..) التوانسة فدّوا، يكفي، مشاكلنا أُخرى، نبحث عن الكرامة ومقومات الحياة الكريمة والدولة العادلة القادرة أن تعطي أمل لأبائنا وبناتنا، أسماك البحر المتوسط تنهش فلذات أكبادنا، يكفي، نريد أن نعيش حياة الكرام أو موت العظام ! في الاتحاد نبحث ونطرق كل الأبواب للبدائل التي تحمي شعبنا وتثبت سيادتنا الوطنية حتى لا نصبح في يوم من الأيام نستجدي الملبس والدواء والطعام" علّق الأمين العام المساعد بتأثّر.

وفي عودة على اجتماع كل من أمين عام الاتحاد نور الدين الطبوبي ورئيس رابطة حقوق الانسان بسام الطريفي وعميد المحامين حاتم المزيو تذكّر النقابي أبيات شعر ألقاها "أناديكم وأشد على أياديكم" في إشارة الى أن صورة الثلاثي الممثل للمنظمات الوطنية تعبيرة على الوحدة في وقت غاب فيه العقل الراجح "وأصبح الجميع ضد الجميع" على حد تعبيره.  وواصل أن التونسيين يوم 17 ديسمبر 2022 خلال الانتخابات قدموا رسالة لكن جميع المشتغلين في الشأن العام من سلطة ومعارضين لكن لم يفهمها أحد، معتبرا أن التونسيين ملّوا من هذه المحرقة المتواصلة والصراعات اللانهائية وقرروا مقاطعة الشأن العام السياسي والانتخابي منتقدا ما يحدث على شبكات التواصل من خطابات تحريضية وكراهية وتشويه لذمم الناس.

ووجه الشفي رسالة مفادها "يكفي من الحرب" في إشارة للفاعلين في الشأن العام مرددا "يهديكم ربّي، من له ملف فليتوجه للقضاء ! ". واعتبر أنه لابد أن يكون هناك أمل وأن المنظمات الوطنية تاريخيا اصطفت مع الشعب ضد الفوضى والعنف والتهوّر. وتابع أن المنظمات الثلاث اجتمعت لوضع تصور لكيفية المساهمة في بلورة تصورات كبرى تكون مدخل لحوار وطني.

ع.ق