أكّد اليوم الجمعة 17 جويلية 2020، الناطق الرسمي باسم حركة النهضة عماد الخميري أنّه لا يُمكن لأيّ حكومة أن تتشكّل في تونس وتضمن الإستقرار دون حركة النهضة. 

وخلال استضافته في برنامج ''هنا شمس'' مع سماح مفتاح، أشار الخميري أنّ النهضة ارتأت أنّ الأزمة التي أصابت البلاد مرتبطة أساسا بشُبهة تضارب المصالح المتعلّقة برئيس حكومة تصريف الأعمال إلياس الفخفاخ، قائلا ''لا يجب أن تطول هذه الأزمة لأنّ لها تداعيات على البلاد''. 

الخميري أفاد أنّ النهضة مع أن يبدأ رئيس الجمهورية قيس سعيد بالمشاورات مع الأحزاب البرلمانية حول رئيس الحكومة الجديد، لتجاوز مخلّفات التجربة الفارطة، وأوضح أنّ مجلس شورى النهضة طالب رئيس الحركة راشد الغنوشي بإجراء مشاورات داخل البرلمان ومكوّناته ومع الساحة السياسية ليحصل التوافق حول الشخصيّة الأقدر لرئاسة الحكومة ليكون قادرا على تجميع كلّ المكوّنات الحزبيّة ولتفادي النشاز الذي حصل مع حكومة الفخفاخ. 

''لا يجب التنكّر لنتائج الإنتخابات التشريعية لإختيار الشخصية الأقدر للحكومة'' أضاف الخميري مؤكّدا أنّ هناك مشاورات مع كتلة قلب تونس ومكوّنات أخرى مثل التيار الديمقراطي، لإختيار رئيس الحكومة الجديدة ودعمه. القيادي في النهضة شدّد على أنّ الحركة الإسلامية تؤكّد على المرجعية الأخلاقية للحزب وتعتبر أنّ رئيس الحكومة المستقيل بريء إلى أن تُثبت إدانته، مشيرا انّه في الديمقراطيات الحديثة يتحمّم على أيّ مسؤول كبير في الدولة وتعلّقت به شبهة تضارب مصالح أن يستقيل والأصل في الأحزاب أن تدفعه الأحزاب للإستقالة.

عماد الخميري أكّد أنّ لا يجب نقل المشاكل من القصبة إلى باردو مستنكرا موقف التيار الديمقراطي من الفوضى الحاصلة في البرلمان بين كتلة الدستوري الحرّ والإسلاميّين، قائلا ''أنا أستغرب من التيار الديمقراطي كيف يرى عمليّة إجرامية الآن تتمّ بمجلس نواب الشعب ولا يحرّك ساكنا''، مشيرا أنّه يمحّل المسؤولية لكلّ طرف سياسي لا يُدين ''هذا الحزب اليميني الفاشي'' على غرار حركة الشعب وتحيا تونس والتيار 

وأضاف الخميري أنّ كتلة عبير موسي في البرلمان هي ''كتلة يمينيّة فاشية'' لا تؤمن بالديمقراطية مؤكّدا أنّ عبير موسي ''تمارس خرق واضح لكلّ القوانين'' مشيرا أنّه من حقّها أن تعتصم ولكن لا يحقّ لها أن تعطّل سير العمل في البرلمان ولا يحقّ لها أيضا احتلال مقرات عمل بالقوّة مثل مكتب مدير رئيس المجلس. وأفاد قائلا ''هناك بلطجة حقيقية داخل مجلس نواب الشعب''.

وعاد الخميري على لائحة سحب الثقة من الغنوشي مؤكّدا انّ النواب الذين قاموا بالإمضاء عليها لم يكن لهم أبدا دور في وجود الغنوشي في موقعه اليوم في خطّة رئيس برلمان، وأوضح أنّ ذلك من الأسهل الأشياء لضمّ الخيارات ''للحزب اليميني الفاشي'' مشيرا إلى عبير موسي وأفاد قائلا ''إن تحصّلوا على الأغلبيّة 109 لهم الحقّ في إقالة الغنوشي''.

كما عاد القيادي في حركة النهضة على إقالة الفخفاخ لوزراء النهضة من الحكومة معتبرا ذلك ''ردّ فعل غرائزي'' ولم يكن لائق، موضّحا أنّ رئيس الحكومة المستقيل كان بإمكانه أن يجتمع بالوزراء قبل إقالته من باب الإحترام مؤكّدا أنّ وزراء النهضة لعبوا دور كبير في مكافحة كورونا خاصّة وزير النقل أنور معروف ووزير الصحة عبد اللطيف المكي ووزير الرياضة أحمد قعلول، وأضاف أنّه من الممكن أن يكونوا هؤلاء في الحكومة الجديدة. 

ي.ر